Euroviews. لنجعل عقولنا أكثر مرونة، نكن أكثر ابداعا

لنجعل عقولنا أكثر مرونة، نكن أكثر ابداعا
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر يورونيوز

لنجعل عقولنا أكثر مرونة، نكن أكثر ابداعا

د محمد غاني، كاتب، المغرب

اعلان

منذ عهد ليس بالقريب و خبراء الذكاء الانساني يتساءلون عن اهم اسباب سرعة التعلم لدى الكائن الانساني، فظن العلماء في عصور الظلام الفكري ان الرجال اكثر ذكاء من النساء، الى ان اثبت العلم حديثا مختلف ان الاختلافات بين الجنسين ليست بالحدة التي كانوا يتوهمونها.

لاول وهلة يظهر للناظر ان الرجل يستطيع رمي الكرة لمسافة هائلة، بينما المرأة لا تستطيع ابعادها كثيرا عن مكان وقوفها، لكن بالتحليل الموضوعي تظهر التجارب ان الرجال يختلفون كثيرا فيما بينهم من حيث قوتهم الجسدية، و النساء ايضا يختلفن فيما بينهن في نفس القدرات.

نفس الامر يتبدى ان حلَّلَنا تجارب النظريات التي تقول بتفوق المرأة بالوعي المكاني مثلا، حيث تذهب بعض النظريات بتفوق المرأة على الرجل في ضبط الأمكنة و القدرة على قراءة الخرائط ، لكن بوضع هاته الفروق في رسوم بيانية، لا نجد فروقا شاسعة بين الجنسين في المسألة، بل هو تفوق ضئيل للمرأة على الرجل في هاته المقدرة.

افترض علماء النفس ايضا ان النساء اكثر طاقة في تعلم اللغات من الرجال، و في نفس القضية اظهرت التجارب العلمية ان الامر و ان كان صحيحا فالفروق ليست ذات اهمية، حيث ان الفروق بين خطوط الرسوم البيانية اما متقاربة او متداخلة فيما بينها.

يشبه عالم النفس الانجليزي بِن أمبريدج، الذي كان يلقي محاضرة على بعض شباب مانشيستر البريطانية مبثوثة على موقع تيد للمحاضرات، الفروق بين الجنسين في مختلف القضايا و القدرات، سواء تفوق الذكور أم الاناث في مسألة ما، بالاختلافات التي يمكن ملاحظتها بين نوعي الشوكولاته سنيكرز و مارس، و الاختلافات بين الجنسين ليست ذات اهمية كتلك التي تبدو بين كوكبي الزهرة و المريخ بقدرما ان نوعي الشكولاته مارس و سنيكرز متماثلان في اكثر مكوناتهما، لكن قد يبدو احدهما غريبا شيئا ما عن الآخر.

اهتم العلماء ايضا بالبحث في مدى صحة تأثير نجاعة طريقة التعلم في سرعة الاستيعاب، هل الطريقة المرئية في ايصال المعلومة اكثر إفادة من المسموعة؟ ام ان التجارب الحركية اكثر سرعة في استيعابها من طرف العقل الانساني؟ فأثبتت تجاربهم ان كل نظرياتهم السابقة في القضية كانت خاطئة فلا هاته و لا تلك و لا تينك كانت لها فعالتها المثلى في سرعة التعلم الانساني.

المدهش فيما اكتشفه العلماء في الامر حسب نفس عالم النفس البريطاني بِن أمبريدج هو ان مرونة العقل هي ذات الفعالية الكبرى في العملية الابداعية لدى الانسان، حيث ان العلماء قديما اعتقدوا جازمين ان الفص الايسر من الدماغ منطقي، وينبغي ان يستخدم لحساب المعادلات، اما جانبه الايسر فابداعي، ويصلح للفن و الموسيقى، لكن اتضح فيما بعد بفضل التجارب العلمية ان كل ذلك مجرد خرافة و محض أساطير.

ان كلا جانبي الدماغ، فصه الايمن و فصه الايسر يعملان سويا حتى في اقل المجهودات العقلية كاجراء محادثة بين شخصين، لذلك فحسب الباحث بن أمبردج فإن الاشخاص الذين يحسنون استخدام و تمرين كلا يديهم في مختلف الحالات التي يتعرضون لها يوميا، يشتغل لديهم بالضرورة كلا فصّا الدماغ بشكل جيد، فهم الذين يكون تفكيرهم اكثر مرونة و بالتالي اكثر ابداعية.

و قول امبردج هذا عن اهمية المرونة في العملية الابداعية صحيح و هو ما يوافق رأي العالم اليهودي المبدع يوفال نوح هراري في كتابه "العاقل: تاريخ مختصر للجنس البشري"، يذهب الى ان ما يميز الذكاء الانساني عن انواع من ذكاء الكائنات الاخرى هو هاته المرونة التي نتحدث عنها، حيث يقرر بان النحل مثلا لا يمكنه ان يغير خططه في آخر لحظة بينما يمكن ذلك بسهولة في حالى الكائن الانساني.

نفس الامر قرره قديما الشاعر الروماني هوراس الذي عاش في القرن الاول قبل الميلاد زمن أغسطس قيصر، حيث ابدع قائلا "احتفظ لخططك في الحياة بقدر كاف من المرونة ، يسمح لك بالتعامل مع مختلف الظروف و المتغيرات"، و هي حكمة بليغة تتساوق مع رأي الفيلسوف السويسري المقيم بلندن و الذي يكتب باللغة الانجريزية و يلقب بفيلسوف الحياة اليومية و الذي يقرر بأن الجزء الجيد من فن الحياة هو التحلي بالمرونة".

للكاتب

نحو بث الروح في حضارتنا المعاصرة

أن تكون مبدعا.. لا أن تكون الأول

لنضبط العقل على الموجة التي نريد

بيولوجيا الذاكرة...

د محمد غاني، كاتب –المغرب.

المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر يورونيوز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

دراسة: حاول البكاء مرة أسبوعيا وراقب الفرق على صحتك النفسية والعقلية

"الصحة العقلية" قد تكلف العالم 16 ترليون دولار بين عامي 2010 - 2030!

شاهد: المئات يحتفلون باليوم العالمي للنوم بقيلولة جماعية في مكسيكو سيتي