تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب قرار أنقرة شراء أنظمة الدفاع الصاروخية الروسية إس-400 غير المتوافقة مع أنظمة حلف شمال الأطلسي. وأشار سيرغي تشيميزوف رئيس مجموعة روستيك الروسية الحكومية قوله إن بلاده ستبدأ في تسليم أنظمة صواريخ إس-400 إلى تركيا خلال شهرين.
اعلانواشنطن تهدد بسحب امتيازاتها عن تركيا
صعّدت الولايات المتحدة اليوم الجمعة من الأزمة مع تركيا على خلفية مساعي أنقرة للحصول على نظام دفاع جوي روسي، وكشفت واشنطن عن خطة لاستبعاد شريكتها في حلف شمال الأطلسي من برنامج مقاتلات إف-35 بما في ذلك الوقف الفوري لأي تدريب جديد لطيارين أتراك على هذه المقاتلات.
وفصّل باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي في خطاب أرسله لنظيره التركي خطوات لاستبعاد تركيا من البرنامج إلا إذا غيرت الحكومة التركية من نهجها. وكانت وسائل إعلامية قد نشرت تقارير عن قرار وقف قبول المزيد من الطيارين الأتراك للتدريب في الولايات المتحدة في واحدة من أوضح المؤشرات على أن الخلاف بين واشنطن وأنقرة يصل لمرحلة حرجة.
وتقول الولايات المتحدة إن شراء تركيا منظومة إس-400 الدفاعية الروسية يشكل تهديدا لمقاتلات إف-35 "الشبح" التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، والتي تعتزم تركيا شراءها أيضا. وتقول واشنطن إن أنقرة لا يمكنها أن تمتلك الاثنين معا.
ويتضمن خطاب شاناهان القول صراحة "لا تدريب جديد على إف-35"، مشيرا إلى أن هذا العام كان سيشهد تدريب 34 طيارا تركيا آخر على تلك المقاتلات.
للمزيد:
الولايات المتحدة توقف تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات F-35 الأقوى في العالم
أمام تركيا مهلة للتخلي عن إس-400
وأوضح ملف ملحق بالخطاب بعنوان "استبعاد تركيا من المشاركة في برنامج إف-35" بأنه لن يتمّ إجراء التدريب لأن الولايات المتحدة تعلق مشاركة تركيا في برنامج إف-35 ومن ثم لن تكون هناك حاجة بعد ذلك للحصول على مهارات على تلك الأنظمة. وسيتوقف تدريب الجنود الأتراك الموجودين بالفعل في الولايات المتحدة على إف-35 بنهاية يوليو-تموز.
وحذر شاناهان تركيا في الخطاب من تبعات صفقتها مع موسكو على علاقتها بحلف شمال الأطلسي وعلى الاقتصاد التركي بما قد يتسبب في اعتماد زائد عن الحد على روسيا. وقال شاناهان في الخطاب: "لا يزال لديكم الخيار لتغيير المسار فيما يتعلق بأنظمة إس-400".
وتعتبر تركيا واحدة من الشركاء الرئيسيين في برنامج إف-35 وعبرت عن رغبتها في شراء مائة مقاتلة من هذا الطراز في صفقة كانت ستبلغ قيمتها تسعة مليارات دولار. وتقول وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إنّ شركات تركية تنتج نحو 937 مكونا في مقاتلات إف-35 أغلبها لمعدات الهبوط وجسم الطائرة. وتعتزم الولايات المتحدة حاليا نقل إنتاج تلك المكونات لمكان آخر بما سينهي دور تركيا في التصنيع بحلول أوائل العام المقبل.
للمزيد:
أمين عام الـ"ناتو" في تركيا لاحتواء أزمة صواريخ "إس400"
مخاوف تركية من فرض عقوبات أمريكية بسبب صواريخ إس-400 الروسي
الضغط أكثر على أنقرة للبقاء تحت المظلة الأمريكية
ويعتقد البنتاغون أن بمقدوره تقليل التأثيرات السلبية على البرنامج بشكل عام إذا التزمت تركيا بالجدول الزمني الأمريكي. وقالت إلين لورد مساعدة وزير الدفاع للصحفيين في البنتاغون: "ما نفعله هو أننا نعمل لتنفيذ استبعاد منضبط وسلس".
لكن لورد تمسكت بالأمل مشيرة إلى أن كل القرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة حتى الآن ما زال من الممكن التراجع عنها. وقالت: "نأمل في أنهم سيوقفون شراء إس-400. نود بقاءهم في البرنامج"، في إشارة لبرنامج مقاتلات إف-35.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن سيرغي تشيميزوف رئيس مجموعة روستيك الروسية الحكومية قوله إن بلاده ستبدأ في تسليم أنظمة صواريخ إس-400 لتركيا خلال شهرين.
اعلانوتسبب هذا التوتر بين واشنطن وأنقرة في هبوط الليرة التركية بحوالي 1.5 في المائة أمس الجمعة قبل أن تعوض بعضا من خسائرها. وفقدت العملة نحو عشرة في المائة من قيمتها أمام الدولار هذا العام لأسباب يعود بعضها إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ومخاطر فرض عقوبات أمريكية في حالة حصول تركيا على منظومة إس-400 الدفاعية من روسيا.