شاهد: تسونامي الدراجات الكهربائية "سكوترز" يؤرق المشرعين ومستخدمي الأرصفة والطرقات في المدن

سكوتر - دراجات صغيرة كهربائية (تروتينيت) للكراء والإيجار
سكوتر - دراجات صغيرة كهربائية (تروتينيت) للكراء والإيجار Copyright رويترز
Copyright رويترز
بقلم:  رشيد سعيد قرني
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في وقت قياسي لاقت الدراجات الكهربائية الصغيرة شعبية كبيرة نظرا لرخص ثمن استخدامها وتوفرها على نطاق واسع، بالإضافة إلى كونها في متناول الجميع وبسرعة من خلال تطبيق الهاتف الذكي لدرجة أنها أصبحت ظاهرة ترعب المسؤولين المحليين.

اعلان

ظهرت الدراجات الكهربائية الصغيرة "تروتينيت" أو سكوتر في يونيو/ حزيران 2018 في باريس وبعض كبريات المدن الأخرى عشية عيد الموسيقى السنوي الذي يقام طوال الليل. واستيقظت العاصمة الفرنسية على المئات من الدراجات الكهربائية الصغيرة ذات اللونين الأخضر والأسود وقد اكتسحت الأرصفة.

توقيت ظهور وسيلة النقل هذه مثالي جدا لأنه تزامن مع اتخاذ مصالح مدينة باريس إجراءات عشوائية وفاشلة لإصلاح خدمة الدراجات الهوائية فيليب Vilib التي لم تعد تواكب الطلب الكبير عليها ما جعل الكثير من المستخدمين يبحثون عن شكل جديد من وسائل النقل في المدينة.

وفي وقت قياسي لاقت الدراجات الكهربائية الصغيرة شعبية كبيرة نظرا لرخص ثمن استخدامها وتوفرها على نطاق واسع، بالإضافة إلى كونها في متناول الجميع وبسرعة من خلال تطبيق الهاتف الذكي لدرجة أنها أصبحت ظاهرة ترعب المسؤولين المحليين. ففي فرنسا، اعترفت وزيرة النقل إليزابيث بورني في شهر مايو/ أيار الماضي بصعوبة الوضع بقولها "لقد حدث هذا بسرعة كبيرة وشكل الكثير من الفوضى، فعلا أصبحت هذه الوسائل تقوم على قانون الغاب".

على مدار عام، ظهرت 13 شركة لكراء واستئجار الدراجات الكهربائية الصغيرة في باريس وحدها بمجموع 20 ألف دراجة كهربائية صغيرة في الشوارع بشكل فوضوي وتركت المشرعين في حيرة في بلد معروف عادة بقواعده ولوائحه الصارمة.

ردود الفعل لم تتأخر كثيرا، حيث استهلها المشاة الذين أرهبهم راكبو الدراجات الكهربائية الصغيرة وهم يسيرون بسرعة وصمت على الأرصفة، بالإضافة إلى تشويهها لشوارع المدينة حيث تترك في أماكن عشوائية.

هذا النوع من وسائل النقل العملية والممتعة المنتشرة من بوسطن إلى بانكوك، تسببت في مشكلات تنظيمية كبيرة وحوادث سير متعددة، دفعت بالمشرعين إلى التحرك. وبدأ المسؤولون في مختلف المدن في اتخاذ إجراءات مختلفة بين حرية استخدام كاملة في باريس إلى حظر كامل في لندن.

تسونامي النقل الحضري

تم إطلاق خدمة الدراجات الكهربائية الصغيرة لأول مرة في كاليفورنيا في سبتمبر/ أيلول 2017 من قبل شركة ناشئة تسمى بيرد Bird، تلتها شركة ليم Lime بعد ثمانية أشهر. وبحلول منتصف العام 2018، إكتسحت كلتاهما المدن الأوروبية، وانتقلتا بسرعة إلى الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية.

تعد شركتي Bird وLime اليوم، أكبر مشغلي الدراجات الكهربائية الصغيرة المشتركة في العالم. وقال جويل هازان من مجموعة بوسطن الاستشارية "لم تكن أي مدينة في العالم تعمل على سياسة النقل الخاصة بها تتوقع حدوث تسونامي الدراجات الكهربائية الصغيرة . هذا الإنتشار يعد الأسرع في تاريخ خدمات النقل وأسرع موجة تنتشر في جميع أنحاء العالم. لقد أصبحت عالمية على مدى العامين الماضيين."

بالنسبة للمدن الكبرى التحدي الرئيس يكمن في السلامة، لكن الخبراء يقولون إنه لا يمكن التعامل مع هذه الظاهرة إلا من خلال إعادة التفكير في التخطيط الحضري.

الدراجات الكهربائية الصغيرة سريعة الحركة، حيث تصل سرعتها إلى 25 كيلومترًا في الساعة، ما يجعلها سريعة جدًا بالنسبة للرصيف كما أنها تسبب مشكلات على الطرق. وترغب معظم المدن في السماح للدراجات الكهربائية الصغيرة للسير على ممرات الدراجات، ولكن هذا الفضاء غالبًا ما يكون غير موجود.

يقول حزان من وكالة بي سي جي BCG الإستشارية "تم تصميم المدن لإستخدام السيارات والإشكالية الجديدة التي نواجهها هي كيف يمكننا تقسيم المساحة التي كنا نخصصها للسيارات لتوفير مساحة أكبر للمشاة والدراجات الهوائية والدراجات الكهربائية الصغيرة ".

من جهته أشار فيليب كريست، مستشار المنتدى الدولي للنقل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) إلى أن توفر الفضاء يعد مشكلة أيضًا في قضايا مثل وقوف السيارات وسير الدراجات الهوائية. وأضاف "هناك جزء هائل من المدينة مخصص لوقوف وركن السيارات وتقوم المدن حاليا بإعادة تخصيص أماكن وقوف السيارات في الشوارع للدراجات الهوائية والدراجات الكهربائية الصغيرة".

اقرأ أيضا على يورونيوز:

لندن تشن "حربا" على الدراجات الكهربائية الصغيرة

لم تركب جميع المدن موجة تنظيم حركة هذه الدراجات بإستثناء لندن التي تصرفت بشكل راديكالي وصارم، حيث تحظر المدينة استخدام الدراجات الكهربائية الصغيرة لمن لا يملك رخصة قيادة وتأمين وضريبة على الطريق وخوذة ولوحة ترقيم. وعلى الرغم من أن المدينة تحضر للوائح جديدة هي قيد الدراسة، إلا أنه في الوقت الحالي تطبق المدينة القانون بصرامة.

ففي العام الماضي، عوقب صبي يبلغ من العمر 15 عامًا بسحب ست نقاط من رخصته المستقبلية للقيادة بعد أن تم ضبطه على دراجة كهربائية صغيرة من دون رخصة. وفي هذا الإطار قال حزان من وكالة بي سي جي، BCG أن "أفضل صناع السياسة في العالم يحظرون الدراجات الكهربائية الصغيرة مؤقتا ريثما يتم إيجاد لوائح منظمة وطرق فعالة ومتزامنة مع بقية وسائل النقل".

وتعد سنغافورة أحد الأمثلة على ذلك، حيث دخلت القوانين الجديدة حيز التنفيذ في الأول من يوليو/ تموز بعد مرحلة تجريبية ضمت ثلاث شركات ناشئة محلية. وحاليا يُسمح فقط لـ 85 ألف دراجة كهربائية صغيرة مسجلة، تحمل لوحة ترقيم وترخيص للسير في مسارات الدراجات في المدينة. ويواجه المخالفون للوائح غرامة مالية قدرها 1500 دولار أمريكي أو السجن لمدة ثلاثة أشهر.

اللوائح في البلاد تحدد السرعة القصوى بـ 10 كيلومترات في الساعة وتتم مراقبة هذه الدراجات الكهربائية الصغيرة بعناية من قِبل الشرطة، كما تحث السلطات الناس على الإبلاغ عن أي سياقة سريعة أو متهورة.

وباستخدام تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، يتم فرض غرامة مالية على الدراجين الذين يركنون هذه الوسيلة بشكل غير قانوني.

اعلان

خلال الأشهر الأخيرة، حظرت مدينة باريس استخدام وركن الدراجات الكهربائية الصغيرة على الأرصفة، وفرضت مدونة قواعد سلوك على المستخدمين والمتعاملين مما دفع بأكثر من نصف الشركات المتعاملة في هذا المجال إلى الإنسحاب من السوق ووقف الخدمة.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: يوم أسود في الدول الأوروبية بسبب العطلة الصيفية.. اكتظاظ المطارات وازدحام الطرقات

ارتفاع أسهم الدراجات والسكوتر الكهربائية بعد رفع تدابير الإغلاق

شاهد: كندا تبدأ حقبة جديدة في مجال الطيران الكهربائي