الكنيس الذي سيغلق لأسباب أمنية هو الكنيس الوحيد الذي نجا من الحقبة النازية في عاصمة ليتوانيا، حيث دمّرت قوات هتلر 105 كنيساً آخر خلال سنوات الحرب.
قال مسؤولون يهود في العاصمة الليتوانية إنهم سيغلقون كنيس المدينة، لفترة مؤقتة، وأيضاً مركزاً للجالية اليهودية بعد التعرض لتهديدات وسط أجواء مشحونة.
وقال فاينا كوكليانسكي، وهو أحد المسؤولين عن الجالية اليهودية في فيلنيوس، إن النقاش الذي بدأ مؤخراً حول الدور الذي لعبته القيادة الليتوانية في الحرب العالمية الثانية، تسبب بجوّ مشحون في العاصمة.
وأضاف كوكليانسكي متحدثاً إلى وكالة أسوشييتد برس "نشعر أن الأجواء ليست عادية اليوم"، وأشار إلى أن الجالية طلبت من السلطات زيادة الحماية الأمنية لمبانٍ يهودية منها المقابر والمدارس.
وذكر موقع الجالية على الإنترنت إن أفراداً من الجالية تلقوا اتصالات هاتفية تضمنت تهديدات ورسائل مشابهة.
ويأتي قرار إغلاق الكنيس بعد قرار مجلس بلدية فيلنيوس بنزع نصب تذكاري لجنرال ليتواني (يوناس نوريكا) وهو القائد العسكري الذي قتله السوفيات بسبب تعامله مع النازية، وتغيير اسم شارع كان أساساً باسم دبلوماسي مثّل ليتوانيا خلال الحرب العالمية الثانية، واتهم بمعاداة السامية.
وتقول الجالية اليهودية في ليتوانيا إن الدبلوماسي والقائد العسكري كانا متورطين في المحرقة.
وأثار القراران موجة من ردود الفعل في الشارع الليتواني؛ ففيما يرى الوطنيون القوميون في الشخصيتين (الدبلوماسي والقائد العسكري) رمزاً من رموز الوطنية، يقول مسؤولون عن الجالية اليهودية، وبعض التيارات اليسارية، إن الاثنين تعاملا مع النازية إبان الحرب ويرفضان "تمجيد صورتهما".
- تقرير: الشباب اليهودي الأوروبي.. تمسكٌّ بالهوية ومرونةٌ في التعاطي وشعورٌ بعدم الأمان
- بعد عقود.. إسرائيل لا تزال مطالبة بالاعتراف باختطاف "منهجي" لأطفال يمنيين يهود
ودعت مجموعة يمنية، أمس، الأربعاء، إلى التظاهر في العاصمة رفضاً لتغيير اسم الشارع وإزالة النصب التذكاري. ويقول رئيس بلدية فيلنيوس إنه وافق على رفع النصب التذكاري لأن الجنرال وافق على بناء معسكر لاحتجاز اليهود إبان الحرب وهذا كاف، بحسبه، لإدانته ورفع النصب.
يذكر أن الكنيس الذي سيغلق مؤقتاً هو الكنيس الوحيد الذي نجا من الحقبة النازية في عاصمة ليتوانيا، حيث دمّرت قوات هتلر 105 كنيساً آخر خلال سنوات الحرب.