لماذا أحرق الفرنسيون "بابا نويل"؟

Jack Dempsey
Jack Dempsey Copyright أ بJack Dempsey
Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أشارت بعض التقارير الصحفية إلى تعرض "بابا نويل" إلى الحرق في العام 1951 بمدينة ديجون الفرنسية حيث شجعت الكنيسة الأطفال على حرق دمية ترتدي ملابس "بابا نويل" في إشارة إلى أن عيد الميلاد يشمل فقط الاحتفال بميلاد السيد المسيح وأن الكذب بوجود "بابا نويل" لن يوقظ شعور الأطفال الديني.

اعلان

لطالما ارتبطت أعياد الميلاد بشخصية "بابا نويل" أو "سانتا كلوز"، وهو عجوز مرح وسعيد، يخرج ليلة الميلاد بلباسه الأحمر ولحيته البيضاء الناصعة ليقدم الهدايا للأطفال. ويتنقل "بابا نويل" أو "سانتا كلوز" بعربة جميلة مملوءة بالهدايا وتجرها الأيائل. ويقوم "بابا نويل" بتوزيع الهدايا على الأطفال أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله عبر النوافذ المفتوحة.

قصة "بابا نويل" قصة واقعية مأخوذة من قصة القديس نيكولاس، وهو أسقف "ميرا"، الذي عاش في القرن الخامس الميلادي، وكان يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء والمعوزين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل، وصادف وأن توفي في ديسمبر-كانون الأول. ومن المعروف أن "بابا نويل" يحمل السعادة للأطفال في عيد الميلاد في مختلف أنحاء العالم، ولكن يبدو أن مدينة "ديجون" الفرنسية لم تبدِ رغبة في الترحيب بهذا الزائر في العام 1951 حيث قام ممثلو رجال الدين بحرق "بابا نويل" في الساحة العامة، مما أثار جدلاً بين المعسكر الديني والعلماني.

ففي الـ 23 ديسمبر-كانون الأول لعام 1951، قام حوالي 250 طفلا في ساحة كاتدرائية سان بينين في مدينة "ديجون" وبدعوة من رجال الدين، بإضرام النار في دمية تحاكي "البابا نويل"، وهو ما أثار جدلا في الأوساط الدينية والعلمانية. وقد تمّت الإشارة إلى أن الكنيسة التي كانت محافظة جدا في تلك الفترة كانت تعتبر أن إحياء عيد الميلاد يجب أن يشمل فقط الاحتفال بميلاد المسيح دون المغالاة في الاحتفالات حيث كانت الكنيسة آنذاك تعتبر أن "بابا نويل" يمثل كل الشرور الممكنة من وثنية وهرطقة وغش وتدليس وأن لدى "بابا نويل" ذوق سيئ في امتلاك حق الدخول إلى المدارس التي تمّ استبعاد الصلبان ومغارات الميلاد منها بداية القرن الماضي.

وكان لهذه القضية بعدا اجتماعيا كبيرا حيث قسّمت سكان مدينة "ديجون" التي لم يسبق وأن شهدت جدلا بهذا الشكل، وكان ردّ الكنيسة أن "الكذب" من خلال فكرة "بابا نويل" والهدايا لا يمكن أن يوقظ شعور الطفل الديني ولا يعتبر بأي حال من الأحوال وسيلة تعليمية. واعتبر رجال الدين الأكثر تشددا أنّ إدخال "بابا نويل" وشجرة عيد الميلاد في المدارس العامة هي تقاليد نابعة من الاحتفالات الوثنية التي لا تمت للمسيحية بأية صلة.

ومع بداية ستينيات القرن الماضي بدأت مدينة "ديجون" تشهد تصالحا مع الاحتفالات بعيد الميلاد من خلال إعادة إحياء "بابا نويل". وقد ساهمت السلطات المحلية وعلى رأسها البلدية في تنظيم احتفالات بمشاركة "بابا نويل"، وهي الاحتفالات التي حازت على إعجاب الأطفال الذين حضروها وتابعوا عرض العجوز ذي اللحية الناصعة وهو يتنقل من مكان إلى مكان.

المصادر الإضافية • لوباريزيان

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: سانتا كلاوس يبدأ تحضيراته لعيد الميلاد في فنلندا المثلجة

فرنسا تشدد إجراءات الأمن وتنشر 90 ألف شرطي ليلة رأس السنة والسبب "تهديد إرهابي متزايد"

شاهد: حرب بالمياه في شوارع تايلند بمناسبة أحد المهرجانات التقليدية