بلجيكا بلا حكومة فيدرالية منذ 14 شهراً.. لماذا، وإلى متى؟

بلجيكا بلا حكومة فيدرالية منذ 14 شهراً.. لماذا، وإلى متى؟
Copyright Euronews
Copyright Euronews
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

الحياة اليومية في المدن البلجيكية تسير على أكمل وجه، فالعمّال والموظفون يتقاضون رواتبهم، وقطاع الخدمات يقوم بمهامه كالمعتاد، كما هو حال القطاعات الأخرى في الدولة، لكنّ ثمة أمور بحاجة إلى حكومة مركزية كالميزانية مثلاً.

اعلان

ما برح السياسيون في بلجيكا يسعون للتوصل إلى اتفاق من أجل تشكيل وزارة تدير شؤون البلاد التي مضى عليها أكثر من أربعة عشر شهراً بدون حكومة فيدرالية التي بغيابها تعطّل الفصل في قضايا هامة كالميزانية والمناخ والهجرة،

ولماّ كان الدستور البلجيكي ينصّ على عدم وجود سقف لعدد المحاولات الفاشلة لتشكيل الحكومة، فإن هذا يعني أن تلك الأزمة الحكومية قد تستمر لسنوات، علماً أن القانون الدستوري لغالبية بلدان العالم ينصّ على أنه في حال عدم تشكيل الحكومة خلال مدّة معينة، أو عدد محدد من المحاولات، يصار إلى إجراء انتخابات جديدة تعيد تشكيل موازين القوى في المجلس النيابي.

وكان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال قدّم ستقالته في الثامن عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 2018، على خلفية أزمة سياسية بعد استقالة الوزراء القوميين الفلمنكيين بسبب خلاف حول التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة للهجرة.

وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي قام الملك فيليب بتعيين صوفي ويلمس الفرنكوفونية الليبرالية البالغة من العمر 44 عاما في منصب رئيسة للوزراء بالوكالة، لكن عمل حكومتها يقتصر على تصريف الأعمال، فيما لا تزال المفاوضات متعثّرة لتشكيل ائتلاف جديد منذ الانتخابات التشريعية في أيار/مايو الماضي التي عقّدت نتائجها الأمور وأضفت على المشهد السياسي البلجيكي المزيد من عوامل الانقسام.

يبلغ عدد سكّان بلجيكا نحو 11 مليون نسمة، وينقسم هؤلاء، حسب اللغة، إلى فرنسيين وفلامنك، إضافة إلى إقليم صغير شرق البلاد يتحدث سكّانه اللغة الألمانية، وللبلاد نظام سياسي مركّب بشكل فريد.

يقول البروفيسور ديف سينارديت لـ"يورونيوز"، موضحاً: "تعد بلجيكا واحدة من الدول الفدرالية النادرة التي ليس لديها أحزاب سياسية فدرالية ، لذلك يوجد اثنان من كل منهما، يوجد حزبان ليبراليون، وحزبان اشتراكيان، إلخ. مما يسهم بالطبع في تفتيت الأحزاب، الأمر الذي يعقّد من أمر تشكيل حكومة فيدرالية".

وإضافة إلى ما ذكر، فإن أصوات الناخبين في إقليم والونيا ذهبت إلى الاشتراكيين وأحزاب الخضر، فيما ذهبت أصوات الناخبين في إقليم فلاندرز لصالح حزب الوسط والحزب اليميني المتطرف، وثمّة حزبان رئيسان يحاولان الآن تشكيل ائتلاف حاكم.

يقول البروفيسور ديف سينارديت: إن ""أكبر حزبين على جانبي الحدود اللغوية.. يصوّر الواحد فيهما الآخر على أنه العدو الأكبر، وبالطبع هذا يضع عقبة كأداء أمام محاولات تشكيل ائتلاف حاكم".

الحياة اليومية في المدن البلجيكية تسير على أكمل وجه، فالعمّال والموظفون يتقاضون رواتبهم، وقطاع الخدمات يقوم بمهامه كالمعتاد، كما هو حال القطاعات الأخرى في الدولة، لكنّ ثمة أمور بحاجة إلى حكومة مركزية كالميزانية مثلاً.

ويوضح البروفيسور ديف سينارديت أن "وضع الميزانية في بلجيكا يمثل بالفعل مشكلة كبيرة اليوم"، ويقول مستطرداً: "هناك أيضًا عدد من القضايا المهمة الأخرى التي طرحتها جميع الأطراف في الحملة الانتخابية مثل المناخ، مشاكل التنقل، وهي مشكلة كبيرة جدًا حقًا في بلجيكا، ومثل هذه القضايا بحاجة إلى حكومة فيدرالية"، على حد تعبيره.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

خاص: تحركات في بلجيكا لرفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الإقليم الفلامنكي

بلجيكا تستقبل 6 أطفال أيتام داعش

بتهمة استخدام شعارات نازية.. بدء محاكمة سياسي يميني في ألمانيا