وداعاً بريطانيا.. أغنية تصْدحُ في المركز الجغرافي الجديد للاتحاد الأوروبي

وداعاً بريطانيا.. أغنية تصْدحُ في المركز الجغرافي الجديد للاتحاد الأوروبي
Copyright euronews
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

أزفت الآزفة.. منتصف هذه الليلة، سيشهد العالم لحظة تغيير استثنائية، إذ سيخسر الاتحاد الأوروبي نحو 66 مليوناً نسمة، وسيفقد 5.5 بالمائة من مساحته، فيما سيلامس التغيير كل صغيرة وكبيرة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية لكلا الطرفين؛ الأوروبي والبريطاني.

اعلان

"الثابت الوحيد في الحياة هو التغيير المستمر"، هذا ما قاله العالم اليوناني هيراقليطس قبل أكثر من خمسة وعشرين قرناً، ولعلّ استحضار هذه المقولة الفلسفية عند الحديث عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يبدّد لدى البعضِ بعضاً من مخاوفَ ما فتئت تشتد كلما اقترب اليوم الموعود موعدُ خروج المملكة المتحدة من الفلك الأوروبي.

منتصف الليلة، سيشهد العالم لحظة تغيير استثنائية، إذ سيخسر الاتحاد الأوروبي نحو 66 مليوناً نسمة، وسيفقد 5.5 بالمائة من مساحته، فيما سيلامس التغيير كل صغيرة وكبيرة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية لكلا الطرفين؛ الأوروبي والبريطاني.

لكن بعيداً عن التغييرات التي ستطرأ على خارطة المصالح المادية، ثمّة تغيرات يحدثها "بريكست" على صعيد الخارطة الجغرافية للتكتّل، ومن ضمن تلك التغيّرات، تغيّر نقطة المركز للاتحاد الأوروبي.

قرية ويسترنغروند الألمانية ستخسر بعد ساعات لقب "مركز الاتحاد الأوروبي" لينتقل إلى "مواطنتها" البافارية غادهايم، هذه القرية التي تعيش أجواء احتفال، لدخولها التاريخ عبرّ بوابة "بريكست".

عمدة قرية غادهايم، يورغن غوتز، لم يُخف فرحته حين أشار بكل فخر لعامود وسط الحقول، وقال: "هنا.. هذه النقطة ستكون المركز الجغرافي الجديد للاتحاد الأوروبي".

غادهايم قرية تمتد فوق تلالٍ تحيطها بها الكروم وتنتشر على جوانب الطرقات فيها طواحينُ الهواء. هذه القرية احتلت حيّزاً من اهتمام وسائل الإعلام طوال المفاوضات المراثونية بين بروكسل ولندن من بشأن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أن غالبية سكّان القرية يشعرون بالحزن جّراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أن ثمّة ما يُمنّون به أنفسهم، إذ ستصبح قريتهم سرّة التكتّل، وهو أمر، كما يقول العمدة غوتز، يستدعي ترديد أغنية وداعٍ للبريطانيين، أغنية يتردد صداها في مختلف أنحاء القرية عند منتصف الليلة القادمة، أغنية تقول كلماتها..

وداعاً.. وداعاً للأشقاء.. نقول الوداع، فنحن لا نعلم إن كان ثمّة عودة ولقاء.. فالغيب وديعة في كنف الظلام.. والغيب يصقل القلوب ويُكسبها صلفَ الأيام، فيحيلها إلى رماد تارةً وتارةً أخرى إلى ركام.. وداعاً بريطانيا.. وداعاً لللأشقاء.. وداعاً وسلام.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

إصابة ثلاثة أشخاص في هجوم في لندن والشرطة تتحدث عن "دوافع إسلامية"

إبحار أول سفينة ألمانية في مهمة للاتحاد الأوروبي لحماية السفن في البحر الأحمر

رغم المصالح الاقتصادية.. هل تلقى حرب غزة بظلالها على زيارة إردوغان لألمانيا؟