جنوب السودان أمام تحديات تقاسم السلطة واستكمال مسار السلام

رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار يتصافحان بعد أداء اليمين في جوبا بجنوب السودان  22/02/2020
رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار يتصافحان بعد أداء اليمين في جوبا بجنوب السودان 22/02/2020 Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

عاد رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار، مجددا إلى النزاع حول تقاسم السلطة في البلاد، وإن كان ذلك قد تم على نحو غير مريح للطرفين

اعلان

عاد رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار، مجددا إلى الإختلاف حول تقاسم السلطة في البلاد، وإن كان ذلك قد تم على نحو غير مريح للطرفين، لكن محللين يحذرون من أن مسار السلام لا يزال "طويلا وشاقا" في هذه الدولة المضطربة.

وأدى مشار اليمين الدستورية، السبت، في جوبا بعد تعيينه نائبا أول للرئيس، قبل أن يعانق "عدوه اللدود" كير، الذي صرح بأن معاناة الدولة وصلت إلى نهايتها.

وكان التعيين جزءا من جهود كبيرة، بُذلت لإنهاء حرب دامت ستة أعوام بين الرجلين وخلفت ما يقرب من 400 ألف قتيل.

وقال الخبير في شؤون جنوب السودان في مجموعة الأزمات الدولية آلان بوزويل لفرانس برس "إنها خطوة كبيرة، لكنها مجرد نقطة واحدة في مسار طويل للغاية لإخراج جنوب السودان من دائرة النزاع".

وأضاف "لا يزال هناك شكوك كثيرة بين سكان جنوب السودان إن كان هذان الزعيمان سيعملان معا وليس الواحد ضد الآخر".

وجاء أداء مشار اليمين بعد الكثير من الضغوط التي مورست عليه في اللحظات الأخيرة ورافقتها نقاشات ومساومات وتنازلات من كلا الجانبين، بهدف الالتزام بالمهلة النهائية لتشكيل حكومة وحدة وطنية بموجب إتفاق السلام، الذي أُبرم في أيلول/سبتمبر 2018 وأُرجىء مرتين.

وأثنى شركاء إقليميون ودوليون على الرجلين لقيامهما بتنازلات جوهرية، فالرئيس كير وافق على العودة إلى تقسيم الـ10 ولايات بعد أن كانت 32، على الرغم من أن خطته لإنشاء ثلاث مناطق إدارية تحيط بحقول النفط الرئيسية كادت أن تعطل المحادثات.

من جانبه، وافق مشار على قيام قوات كير بتأمين الحماية له بانتظار تشكيل قوة موحدة لحماية الشخصيات كما هو مقرر، ورغم ذلك لا يزال كل طرف يملك جيشه الخاص، بانتظار إستكمال مخطط تدريب جيش مكون من 83 ألف جندي وتنفيذ الإصلاحات الواردة في اتفاق السلام.

وقال بوزويل "مازالت الترتيبات الأمنية في فوضى تامة، إذ ما زال أمامها تخريج قوات الوحدة المشتركة، الجانبان يحتاطان عبر الاحتفاظ بقواتهما الرئيسية، في حين هناك حملة تجنيد واسعة النطاق".

وأضاف أنه مع طرح الكثير من القضايا على الطاولة، حيث تمهد بعضها لخلافات مستقبلية محتملة إذا لم تتم معالجتها بشكل مناسب، فإن الوضع قد "ينزلق بسهولة خارج السيطرة".

"تقاسم حقيقي للسلطة"

قال لوك فان دير فوندرفورت الخبير بشؤون السودان في المعهد الأوروبي للسلام "إن السؤال الرئيسي يبقى إن كان سيتم تشكيل حكومة وحدة حقيقية، مع تقاسم مقبول للسلطة"، مشيرا إلى أنه "في المرة الماضية، لم يكن الأمر كذلك".

وتولى كير الرئاسة ومشار منصب نائب الرئيس مع نيل جنوب السودان الاستقلال عام 2011، لكن كير أقال مشار عام 2013 واتهمه لاحقا بمحاولة القيام بانقلاب ضده، مما أدى إلى نشوب حرب دامية شهدت صراعا عرقيا بين قبائل "الدينكا"، التي ينتمي إليها كير وقبائل "النوير" التي ينتمي إليها مشار.

مع أن اتفاق سلام أُبرم عام 2015، أعاد مشار إلى منصبه كنائب للرئيس وأيضا إلى جوبا مع ميليشياته الخاصة، فإن هذا لم يحل دون أن تصطدم الحكومة بعقبات أوصلتها لاحقا إلى طريق مسدود، فتصاعد التوتر بين قوات مشار وكير لتندلع جديدة بينهما.

ولفت فان دير فوندرفورت إلى أن الضغط الدولي المتواصل قد يكون هو المفتاح، وقال "علينا أن ندرك حقيقة أنه على الرغم من كل الصور العامة والخطب حول الصفح والمصالحة وأيضا العناقات والابتسامات، فإن هذا الاتفاق جاء نتيجة ضغوطات مستمرة من قوى إقليمية والولايات المتحدة".

وبينما أدى مشار وأربعة من نواب الرئيس اليمين الدستورية، بدأت المساومات حول تشكيل حكومة من 35 وزيرا وتعيينات في مناصب حكومية أخرى، ومع ذلك يرى المراقبون بارقة أمل في الرغبة الظاهرة بإبرام تسوية من قبل الرجلين اللذين تلقي الأمم المتحدة عليهما باللوم بالإشراف على ارتكاب جرائم بشعة خلال الحرب.

وقال أبراهام كيول نيون الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في جامعة جوبا "حتى الآن لا نعرف ماذا سيحدث لأن الدكتور ريك لم يذهب بعد إلى مكتبه ولم يشرع بعمله (...) لكن إذا استمرا في إبرام تسويات فسنرى أشياء جيدة تحصل".

وشهدت الحرب نزوح أربعة ملايين شخص، كما أن هناك نحو 190 ألف شخص لا يزالون يعيشون في مواقع الحماية التابعة للأمم المتحدة في أنحاء البلاد ويخشون العودة إلى ديارهم.

وقال تاك تشان، الذي يعيش في جوبا لفرانس برس "إنهم يتقاسمون السلطة ويحصل كل واحد على حصته على طاولة المفاوضات، لكننا نحن المدنيين (...) نحتاج حقا للسلام حتى نتمكن من العودة إلى منازلنا".

اعلان

وبعيدا عن المساومات السياسية في جوبا، يواجه أكثر من نصف السكان خطر المجاعة هذا العام، والقرى والبلدات تعرضت لدمار، يرى بوزويل أن البلاد "ستحتاج إلى أجيال لإصلاحه".

وأضاف "محاولة إنشاء هوية وطنية من جديد والتسامح الوطني سيستغرقان وقتا طويلا للغاية"، مشيرا اإلى أن قادة البلاد بحاجة لإقناع السكان أنه بعد تسع سنوات من الاستقلال فإن "جنوب السودان قابل للحياة والمضي قدما نحو المستقبل".

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الصراع على النفوذ كاد أن يقتل أسقفا إيطاليا بالرصاص في أبرشية بجنوب السودان

الرئيس التركي إردوغان يعلن مقتل جنديين تركيين في ليبيا

اعتصام أمام السفارة البريطانية ببروكسل للمطالبة بعدم تسليم أسانج للولايات المتحدة