"كورونا" يغلق المدارس في إيطاليا لكنّ العملية التعليمية لم تتوقف.. كيف؟

إقليم ليغوريا الإيطالي، شمال البلاد، شهد خلال الأسبوعين الماضيين انتشاراً لفيروس كورونا المستجد الذي تسبب بوفاة العديد من المواطنين، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمحاصرة هذا الفيروس القاتل، ومن بين تلك التدابير كان إغلاق المدارس في الإقليم كإجراء احترازي.
في إحدى مدارس الإقليم، حيث يبلغ عدد التلاميذ 1600 تلميذاً، تبلّغوا يوم الأربعاء الماضي، بأنّ عليهم المكوث في منازلهم وعدم القدوم إلى المدرسة لعشرة أيام، وهي مدّة قابلة للتجديد، لكنّ هذا القرار الحكومي أُلحق به قرار اتّخذته إدارة المدرسة بأن التعليم فيها سيستمر، لكن عن بُعد، باستخدام المنصّات الرقمية.
الطاقم التدريسي، لم يلتزم أفراده الإقامة في المنزل، أسوة بالتلاميذ، وإنما كان عليهم القدوم إلى المدرسة كالمعتاد، حيث يجلسون خلف شاشة كومبيوتر يبثّون الدرس عبر الأثير.
أولغا تاتاريني، إحدى المعلمات في المدرسة، تعطي التعليمات المتعلقة بالاستخدام التقني للتطبيق المعتمد والموجود في "غوغل"، قبل أن تبدأ بشرح الدرس.
تقول أمام شاشة الكومبيوتر للتلاميذ: "إيتها الفتيات، أيها الفتية، سنتحدث هذا الصباح عن الحرب العالمية الثانية، وهذا هو درسنا الرابع، سوف أريكم من خلال الشاشة الخرائط ذات الصلة بالموضوع، علماً أني ارسلت لكم بالأمس تسجيلاً صوتياً لدرس عن اضطّهاد اليهود، هل استمعتم للتسجيل؟..".
ويتملكُ التلاميذ مشاعر مختلطة حول تجربة الدراسة عن بُعد، فإحدى التلميذات، تقول: ""أحب طريقة التعلم هذه، إنه أمر مبتكر، لكنني أحنّ إلى مقاعد الدراسة، وأفتقد زملائي في الصف".
وفي المقابل يعتبر أحد التلاميذ أن الدراسة عن بُعد توفّر وقتاً للطالب، فبدلاً من أن يبدد الوقت في التحضير والذهاب إلى المدرسة، فيمكن استثمار هذا الوقت في أداء الواجب المنزلي.
وتلقّت إدارات كافة المدارس والمعاهد الدراسية المغلقة في إيطاليا نصائح بتأمين فرص التعليم للتلاميذ والطلبة عن بُعد طوال مدّة الإغلاق، ويقول مدير معهد "دي سارزانا"، أنطونيو فيني: "عندما أن نرسل رسالة لذوي الطلبة وللمجتمع بشكل عام، أننا هنا نواصل عملنا من أجل أبنائكم"، معرباً عن اعتقادها بأنه كلما طالت مدّة الإغلاق كلمّا عمّت وانتظمت الدراسة الرقمية.
يقول أنطونيو فيني: "الطاقم التعليمي في المعهد جميعهم يؤكدون على ضرورة إيجاد بدائل لكي يواصل الطلبة تلقي دروسهم، ذلك أنه ليس أمراً سهلاً أن نتخيل أن كل هؤلاء الأطفال والفتية سيمكثون في منازلهم مدّة 3 أسابيع دون أن يفعلوا شيئاً".