الرئيس الإسرائيلي يكلف رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس بتشكيل الحكومة المقبلة

Israel-Netanyahu
Israel-Netanyahu Copyright Sebastian Scheiner/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved.
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

قام الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بتكليف رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس بتشكيل الحكومة المقبلة بعد الإطاحة ببنيامين نتانياهو.ونافس غانتس رئيس الوزراء المنتهية ولايته في انتخابات أبريل-نيسان وسبتمبر-أيلول والأخيرة التي أجريت في الثاني من مارس-آذار.

اعلان

كلف الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين الاثنين رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس تشكيل الحكومة المقبلة بعد عام من الجمود السياسي وفي ظل أزمة انتشار وباء كوفيد-19.

ودعا غانتس خصمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو إلى الانضمام إليه قائلا "سأفعل كل ما في وسعي لتشكيل حكومة وطنية واسعة في غضون أيام قليلة (...) أردت دائما الوحدة".

وكان زعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض" حصل على توصية غالبية أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الـ120.

وعلى الرغم من التوصية بغانتس، تبقى إمكانية تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة صعبة في ظل الانقسامات العميقة داخل الأحزاب التي دعمته وخاصة تلك التي بين القائمة العربية المشتركة وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.

ولطالما أعلن ليبرمان عن رفض تشكيل حكومة ائتلافية بدعم العرب الذين وصفهم في السابق بأنهم "طابور خامس".

ولم تسفر الانتخابات التشريعية الأخيرة التي كانت الثالثة في إسرائيل خلال أقل من عام، عن نتائج حاسمة.

ورغم فوزه في الانتخابات الأخيرة، حالت ثلاثة مقاعد برلمانية دون تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة إذ حصد وحلفاؤه 58 مقعدا في حين يتعين حشد تأييد 61 نائبا في البرلمان لتشكيل الحكومة.

وأمام زعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض" 42 يوما كحد أقصى لتشكيل حكومة، وهي مهمة ثبت أنها مستحيلة بعد انتخابات العام الماضي.

وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت رأي الكاتبة الإسرائيلية سيما كادمون التي أشارت إلى أن غانتس لديه "تفويض أجوف"، في إشارة إلى الانقسامات التي من المحتمل أن تشكل عائقا داخل معسكر نتنياهو .

ويسعى الرئيس الإسرائيلي إلى تشكيل حكومة "بأسرع وقت ممكن"، لمساعدة إسرائيل على تخطي وباء كوفيد-19.

واستدعى ريفلين الخصمين الأحد من أجل إجراء "محادثات عاجلة" انتهت دون اتفاق، لكنهما أعلنا استمرارها.

وشدد ريفلين عقب الاجتماع على ضرورة "تكثيف الاتصالات المباشرة ... بين فريقي تفاوض الليكود وأزرق أبيض" وحيا "استعداد الجانبين للقيام بذلك".

ويبدو أن توافق الخصمين سيكون صعبا لا سيما بعد تصاعد التوتر بينهما في الأيام الأخيرة، وهو ما عكسته التصريحات المتبادلة

وسيؤدي البرلمان الإسرائيلي اليمين الدستورية في وقت لاحق الإثنين في مراسم خاصة تتوافق مع التعليمات الخاصة بمنع انتشار فيروس كورونا. 

من هو غانتس؟

ولد غانتس عام 1959 في قرية كفار أحيم في جنوب البلاد لوالدين مهاجرين نجيا من المحرقة النازية.

التحق في شبابه بالجيش كمجنّد، عام 1977. هناك، صار مظليا ورٌقي ليصير جنرالا عام 2001 قبل أن يعيّن رئيسا للأركان عام 2011 وحتى 2015.

في بلد تعتبر فيه المؤسسة العسكرية عنصر توحيد، يحظى الرجل الفارع القامة (1.95 متر) وصاحب العينين الزرقاوين، بهالة كبيرة مردها نشاطه ورتبته العسكرية.

لم يكن لهذا الأب لأربعة أطفال صاحب السلوك العفوي والمحبب بحسب أنصاره، أي خبرة سياسية قبل سنة حين أسس حزب "أزرق أبيض" الوسطي الذي استوحى اسمه من ألوان العلم الاسرائيلي.

اعلان

ويرى الصحافي المختص في الشؤون العسكرية بجريدة هآرتس عاموس هارل أن غانتس "لم يترك تأثيرا خالدا في الجيش، لكنه حافظ على صورة الاستقرار والنزاهة".

غانتس الرجل المنفتح

ويتبنى غانتس رؤية مجتمعية أكثر انفتاحا من نتنياهو، ويأمل في تشكيل حكومة علمانية تدعم الزواج المدني غير المسموح به في إسرائيل. في الوقت نفسه، يريد أن يرسم لنفسه صورة رئيس حكومة سيكون حازما في تطبيق سياساته.

يؤكد غانتس أنه مع بقاء السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غالبية أجزاء الضفة الغربية المحتلة ومع ضمّ غور الأردن ووضع حد للهجمات المتواصلة من غزة.

في فيديو دعائي، تفاخر غانتس أنه كان مسؤولا خلال الحرب الأخيرة على غزة (2014) التي تمّ خلالها القضاء على عدد كبير من "الإرهابيين" الفلسطينيين، دون أن يذكر الضحايا المدنيين.

واتهم حكومة نتنياهو بـ "القيام بتنازلات كثيرة"، ووعد بـ "سياسة ردع" تجاه حركة حماس الإسلامية التي خاضت ضدها إسرائيل ثلاث حروب منذ 2008.

اعلان

ويتحالف غانتس مع قائدين سابقين لأركان الجيش، هما موشيه يعالون وغابي أشكنازي.

غانتس و"أخطاء متكررة"

يسعى غانتس لتسويق نفسه بصفته "رجلاً قوياً". توجه بكثافة الى ناخبي اليمين، ما جعل نتنياهو يصفه بأنه "نسخة باهتة" منه. وقال ساخرا "فجأة، صار الجميع يمينيا".

ونشر الليكود شريط فيديو يحوي مقتطفات من مداخلات غانتس ارتكب خلالها أخطاء من قبيل الخلط بين الأسماء أو التلعثم أثناء إلقاء خطب في الحملة الانتخابية. وعندما سأله صحافي عن "الأخطاء المتكررة" التي يقع فيها، أجاب غانتس "أحيانا أفكر أسرع مما أتكلم". وأضاف: "لست بصدد خوض مسيرة مهنيّة تلفزيونية، لست مقدم نشرة أخبار، أنا قائد في رصيده نحو 40 عاما من المواقع القيادية في الجيش".

ويحمل غانتس إجازة جامعية في التاريخ من جامعة تل أبيب، وشهادة ماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا، وشهادة ماجستير في إدارة الموارد الوطنية من جامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة.

ولكن السؤال الذي طرح على الدوام هو: هل ينجح غانتس في مواجهة خطيب مفوه وسياسي بارع مثل نتنياهو؟

اعلان

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هل تتجه إسرائيل نحو إجراء انتخابات برلمانية رابعة في أقل من عامين؟

روفلين يجري محادثات مع نتنياهو وغانتس لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة

هل يهدد غانتس عرش نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية القادمة؟