لماذا "سمحت" السعودية بمرور الطائرة الإسرائيلية عبر أجوائها رغم رفضها المعلن للتطبيع؟

عرض مسار رحلة طائرة العال الإسرائيلية المتوجهةإلى أبوظبي
عرض مسار رحلة طائرة العال الإسرائيلية المتوجهةإلى أبوظبي Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

لماذا "سمحت" السعودية بمرور الطائرة الإسرائيلية عبر أجوائها رغم رفضها المعلن للتطبيع؟

اعلان

مع وصول طائرة العال الإسرائيلية الإثنين إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، قادمة من تل أبيب في أول رحلة تجارية بين البلدين بعد بدء تطبيع العلاقات وفتح صفحة التعاون في مجالات عدة، أعلن جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي أن المملكة العربية السعودية سمحت للطائرة بعبور أجوائها في طريقها إلى الجارة الخليجية.

وقال كوشنر عند نزوله من الطائرة التي أقلّت وفداً إسرائيلياً وأمريكياً "هذه أول مرة يحدث فيها هذا الأمر وأود أن أشكر المملكة العربية السعودية لجعل ذلك ممكناً".

وأظهرت مواقع تحديد مسارات الطائرات أنّ الطائرة عبرت أجواء السعودية بالفعل، ومرّت فوق العاصمة الرياض لكنّها تجنّبت أجواء البحرين وقطر في طريقها للإمارات، وهي أول مرة تعبر فيها رحلة إسرائيلية مُعلَنة أجواء المملكة.

ووفقاً لقائد الطائرة التي أقلعت، صباح الإثنين، من مطار بن غوريون، فإن الرحلة اقتصرت مدتها على 3 ساعات عوضًا عن 7 ساعات، بعد قرار السعودية السماح للطائرة بالمرور عبر أجوائها.

هذا الإعلان أثار بعض التساؤلات والتكهنات في ظل معطيين، الأول يتعلق بتأكيد المملكة رفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين وتمسكها بمادرة السلام العربية، والثاني يتعلق بالتأكيدات الإسرائيلية حول مساع تبذل لدفع دول عربية لتكون التالية في مسار اتفاقيات السلام، وآخرها إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، بدء محادثات مع دول عربية ومسلمة عدة وزعماء عرب بهدف تطبيع العلاقات.

قمنا بتوجيه بعض هذه التساؤلات للواء محمد صالح سليم الحربي، لواء أركان حرب سابق ومتخصص بالدراسات الاستراتيجية والعلوم السياسية.

ليس هناك ما يمنع عبور الطائرة

حول سماح المملكة بعبور الطائرة الإسرائيلية وملابسات الموافقة الرسمية التي أعلنها كوشنر، قال اللواء الحربي إن العلاقات السعودية الإماراتية الأمريكية هي علاقات إستراتيجية راسخة، وبخصوص إسرائيل فإنه لا يوجد أمر أو قوة قهرية تستوجب منع المرور حيث أن البلدين ليسا في حالة حرب، ورغم ذلك لم تصدر السعودية موقفا رسميا في هذا الصدد.

وأضاف اللواء الحربي أنه حسب الاتفاقات الدولية لمنظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" والاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" فالأمر عادي ليس هناك ما يمنعه، وهو يتعلق بعلاقات دبلوماسية دولية استراتيجية.

الموقف السعودي ثابت ومتمسك بحل الدولتين

وعن إمكانية تأويل هذه الموافقة كنوع من التساهل أو مؤشر على خطوات قادمة باتجاه التطبيع قال اللواء الحربي إن الموقف السعودي من القضية الفلسطينية ثابت لم يتغير، وقد أكد عليه مجدداً وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لدى اجتماعه مؤخراً مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس. فالمملكة العربية السعودية ملتزمة بحل الدولتين واتفاق السلام لا يمكن أن يبنى إلا على أساس حل الدولتين وفق حدود عام 1967.

وأضاف اللواء الحربي أن قمم مكة الثلاثة وجميع القمم العربية، بما فيها قمة الظهران، كلها كانت القضية الفلسطينية قضيتها المحورية، وما زال الموقف السعودي ثابت على هذا النهج، ومتمسك بحل الدولتين وإيقاف ضم مزيد من الأراضي الفلسطينية.

السلام هو الأمل

وعن مستقبل المنطقة في ظل كل التطورات الجارية حالياً، من صفقة القرن وصولاً إلى اتفاق التطبيع الأخير وأوراق الضغط المتوفرة، قال الحربي إن صفقة القرن تعتبر في حكم المنتهية تقنياً وفنياً، في ظل التصريحات والبيانات حول إيقاف الضم حتى إشعار آخر، وبناء عليه، فالفلسطينيين اليوم لديهم معطيات أخرى سيبنون عليها مواقف جديدة.

وأضاف أن الفلسطينيين اليوم لديهم 22 بالمئة فقط من مجمل الأراضي (أراضي فلسطين التاريخية)، في عام 1984 حصلوا على 50 بالمئة، لتصبح النسبة 22 بالمئة في 1967، ومع صفقة القرن وتطبيق الضم كان سيؤخذ نحو 40 بالمئة من الفتات المتبقي المتمثل بـ 22بالمئة، وبالتالي السؤال ماذا سيخسر الفلسطينيون الآن؟ ماذا جنوا خلال سبعة عقود من تاريخ التفاهمات؟ كانوا يدورون في حلقة مفرغة، وبالتالي هذا هو الأمل، الخيار الاستراتيجي للسلام هو الأمل الوحيد في هذه المنطقة التي لم تعد مسارح عملياتها تحتمل أي توتر أو حروب، فليس لدينا اليوم سوى خيار السلام، أو خيار الحرب والكل خاسر.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فيديو: سعوديون يستنكرون قيام شركة أجنبية "بإهانة" موظفات سعوديات والسلطات تتحرك

وفاة إيفون سرسق "الليدي كوكرن" عن عمر ناهز 98 عاما

"لن أخلعها من أجلهم".. منع حاخام من ارتداء "الكيباه" في السعودية يثير غضبا واسعا والمملكة توضح