الصين تعتبر استقالة نواب معارضين في هونغ كونغ "تحديا صارخا" لسلطتها

الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال كلمة له في شنغهاي
الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال كلمة له في شنغهاي Copyright AP Photo/Mark Schiefelbein
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الصين تعتبر استقالة نواب معارضين في هونغ كونغ "تحديا صارخا" لسلطتها

اعلان

حذّرت الصين الخميس من أنّ الاستقالات الجماعية للنواب المؤيدين للديمقراطية في هونغ كونغ، تعد "تحديا صارخا" لسلطتها في المستعمرة البريطانية السابقة.

وقرر 15 نائبا من المؤيدين للديمقراطية الأربعاء الاستقالة، احتجاجا على قرار لجنة تشريعية رئيسية في الصين عزل أربعة من زملائهم، ما جعل من تبقى في المجلس مؤيدين لبكين.

وتأتي هذه الاستقالات فيما تشتد الضغوط على الحركة المؤيدة للديمقراطية، التي تتعرض لهجمات مستمرّة من جانب الصين بعد فرضها في أواخر حزيران/يونيو قانوناً حول الأمن القومي، ومذاك تم توقيف عدد كبير من الناشطين فيما اختار آخرون مغادرة المنطقة.

وأوفى أعضاء نصف المجموعة بتعهدهم بحلول ظهر الخميس، ما أثار رد فعل غاضب من مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو في بكين. وقال المكتب في بيان إنّ النواب: "عبروا مجددا عن عناد في مواجهة الحكومة المركزية، وتحدٍ صارخٍ لسلطة الحكومة المركزية، ونحن ندين ذلك بشدة".

وتابع المكتب: "علينا أن نقول لهؤلاء النواب المعارضين، إذا كانوا يريدون استخدام هذا للدعوة إلى مواجهة متطرفة، والتوسل إلى القوى الأجنبية للتدخل وجرّ هونغ كونغ مجددًا إلى الفوضى فهذه حسابات خاطئة".

وداخل مقر البرلمان، ناقش النواب الموالون للحكومة مشروع قانون النقل، ولكن دون أي نقاش حقيقي وهو الأمر الذي كان يميز ديمقراطية هونغ كونغ في السنوات الأخيرة.

ودعا النائب المؤيد للديمقراطية لام تشوك تينغ، خلال حديثه للصحافيين المجتمعين بالقرب من البرلمان الخميس، سكان هونغ كونغ إلى "الاستعداد لفترة طويلة جدا لن يسمع فيها سوى صوت واحد في المجتمع"، وأضاف: "إذا كنت معارضا فعليك الاستعداد لمزيد من الضغوط".

والأربعاء، مُنحت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام المعينة من قبل بكين سلطة استبعاد أي نائب تعتبره غير وطني بما فيه الكفاية، دون اللجوء إلى محاكم المدينة.

وعلى الفور استغلت لام تلك السلطات، وطردت أربعة نواب قالت إنهم يشكّلون تهديدًا للأمن القومي ما أثار انتقادات في الداخل والخارج، مع تهديد الولايات المتحدة بفرض مزيد من العقوبات على قادة النظام.

وقال أخر حاكم استعماري للمدينة كريس باتن إن هذه الخطوة تظهر "عداء بكين التام للمساءلة الديمقراطية، وأولئك الذين يرغبون في الدفاع عنها". بدوره، حضّ الاتحاد الأوروبي بكين على "أن تلغي على الفور" قرارها بطرد النواب الأربعة.

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "إنّ هذا القرار التعسفي الأخير من بكين يقوّض بشكل كبير الحكم الذاتي لهونغ كونغ". ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين هذه الانتقادات الدولية، وأفاد: "نحضّ الأشخاص المعنيين على الالتزام الصارم بالمعايير الأساسية للقانون الدولي والعلاقات الدولية، ووقف أي شكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للصين التي تعد شؤون هونغ كونغ جزءًا منها".

وجاء قانون الأمن القومي ليضع حداً لتظاهرات حاشدة وغالباً عنيفة استمرت أشهراً وهزّت المدينة العام الماضي، وقد ساهم في تعزيز قبضة النظام المركزي الصيني على هونغ كونغ في شكل كبير. ويندد عدد من الناشطين المؤيدين للديمقراطية بالقانون معتبرين أنه يقمع الحريات.

وأدت القيود المفروضة على التجمعات، جزئيًا بسبب فيروس كورونا، إلى وضع حد للمسيرات الضخمة التي هزت المدينة العام الماضي عندما نزل الملايين إلى الشوارع، في احتجاجات سلمية إلى حد كبير بسبب افتقار المدينة إلى المساءلة السياسية وما اعتبره المتظاهرون عجرفة الشرطة.

ومنذ بدء المظاهرات، أُوقف أكثر من عشرة آلاف شخص بينما تغرق المحاكم بعدد القضايا الهائل التي يجب البتّ بها، ومعظمها يتعلق بنواب معارضين وكذلك شخصيات من الحركة المؤيدة للديمقراطية.

ويتم اختيار حاكم هونغ كونغ من قبل اللجان الموالية لبكين، ولكن يتم انتخاب نصف مقاعد الهيئة التشريعية السبعين بشكل مباشر، ما يوفر لسكان المدينة البالغ عددهم 7,5 مليون نسمة فرصة نادرة لإسماع أصواتهم عبر صناديق الاقتراع.

وكانت المشاجرات والاحتجاجات تندلع بشكل روتيني في قاعة البرلمان، حيث تلجأ الأقلية المؤيدة للديمقراطية في كثير من الأحيان إلى المماطلة وتكتيكات أخرى لمحاولة وقف مشاريع القوانين التي تعارضها.

وستؤدي عمليات الطرد والاستقالات إلى ترك اثنين فقط من المشرعين خارج المعسكر المؤيد لبكين، وكلاهما غير متحالف مع أي من الكتلتين. وقال المحلل السياسي ويلي لام: "يبدو أن الحزب الشيوعي الصيني في بكين يمارس الآن السيطرة على هونغ كونغ"، مضيفًا أن الحقوق الأساسية المنصوص عليها عندما أعادت بريطانيا المدينة إلى الصين في العام 1997 "تعرضت لخطر شديد".

وقالت كلوديا مو احدى النواب المستقيلات لوكالة فرانس برس ان الخطوة التي اتخذتها بكين وضعت المسمار الاخير في النعش، وتابعت إنه حكم بمراسيم. وتساءلت: "ما الهدف من الذهاب إلى العمل كل صباح وأنت تفكر: هل سيتم طردي؟".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هونغ كونغ.. حكم جديد بالسجن على قطب الإعلام جيمي لاي يرفع عقوبته إلى 20 شهرا

القانون الانتخابي الذي تسعى الصين فرضه في هونغ كونغ هجوم مباشر على الحكم الذاتي للمنطقة حسب واشنطن

الناشط المؤيد للديمقراطية جوشوا وونغ يعتزم الإقرار بذنبه في بداية محاكمته