بايدن يحذر من "هجوم محتمل" على مطار كابول مع اقتراب انتهاء عمليات الإجلاء في أفغانستان

مقاتلو طالبان يسيرون أمام بوابة مطار حامد كرزاي الدولي في كابول ، أفغانستان.
مقاتلو طالبان يسيرون أمام بوابة مطار حامد كرزاي الدولي في كابول ، أفغانستان. Copyright أ ب
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

أغلق مقاتلو طالبان كل الطرق المؤدية إلى المطار ولا يسمحون بالمرور سوى للحافلات التي تحمل تصريح دخول.

اعلان

حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من هجوم "محتمل جدا" على مطار كابول الأحد أو الإثنين بعد الاعتداء الدامي الذي استهدفه الخميس، قبل أيام من انتهاء عمليات الإجلاء التي تقوم بها الولايات المتحدة وفيما لا يزال العديد من الأفغان يأملون في مغادرة البلاد هربا من تهديد حركة طالبان.

وكتب بايدن في بيان صدر مساء السبت أن "الوضع على الأرض يبقى بالغ الخطورة وخطر هجوم إرهابي على المطار يبقى مرتفعا". واضاف "أبلغني قادتنا بهجوم محتمل جدا خلال الساعات الـ 24 الى الـ 36 المقبلة".

وبعد بضع ساعات، حضت السفارة الأمريكية في كابول جميع الأمريكيين على مغادرة محيط المطار، وهو تحذير تكرره منذ بضعة أيام "بسبب تهديد محدد وموثوق".

وأنهت كل الدول تقريبا عملياتها في مطار حامد كرزاي الدولي.

وسمح الجسر الجوى الهائل بإجلاء نحو 112 ألف أجنبي وأفغاني منذ 14 آب/اغسطس عشية استيلاء طالبان على كابول، ونحو 117 ألفا و500 منذ نهاية تموز/يوليو، حسب آخر أرقام نشرتها الحكومة الأمريكية.

وصرح اثنان من مسؤولي الصحة في الإدارة الأفغانية السابقة لوكالة فراس برس أن حوالي تسعين شخصا نقلوا إلى مستشفيات كابول إثر الهجوم الخميس عند أحد مداخله توفوا، وأن حصيلة الجرحى وصلت إلى 150، فيما تحدّث بعض وسائل الإعلام المحلية عن 170 قتيلاً.

كما قضى في الاعتداء 13 جنديا أمريكيا ومواطنان بريطانيان.

ورد الجيش الأمريكي على الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان بشن ضربة جوية بواسطة طائرة بدون طيار. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على إثرها السبت مقتل "هدفين مهمين" في التنظيم هما من "المخططين" و"العملاء".

وحذر بايدن مساء السبت من أن "هذه الضربة لن تكون الأخيرة" مؤكدا "سنواصل مطاردة اي شخص ضالع في هذا الاعتداء المشين وسنجعلهم يدفعون الثمن".

طالبان وواشنطن تهدفان إلى تسليم مطار كابول على وجه السرعة

قال مسؤول بحركة طالبان الأفغانية لرويترز الأحد إن الحركة التي تولت السلطة في أفغانستان والقوات الأمريكية المنسحبة من البلاد تهدفان إلى تسليم مطار كابول على وجه السرعة.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "نحن في انتظار الإشارة الأخيرة من الأمريكيين لنتولى بعدها السيطرة الكاملة على مطار كابول". وأضاف أن الحركة التي سيطرت على العاصمة كابول يوم 15 أغسطس- آب بعد تقدم خاطف لديها فريق يضم خبراء فنيين ومهندسين مؤهلين مستعد لإدارة المطار.

مرور الحافلات الحائزة تصريحا

قبل بضعة أيام من الموعد النهائي في 31 آب/أغسطس لاستكمال انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد حرب استمرت عشرين عاما، تشارف عمليات إجلاء الراغبين في الفرار من البلد بعد سيطرة حركة طالبان عليه على نهايتها في مطار حامد كرزاي الدولي.

وأفاد صحافيو فرانس برس أن مقاتلين من طالبان مدججين بالسلاح كانوا يتنقلون السبت على مدارج المطار وفي المباني التابعة له تحت أنظار جنود قوات المارينز المتمركزين على سطح محطة الركاب.

وأغلق مقاتلو طالبان كل الطرق المؤدية إلى المطار ولا يسمحون بالمرور سوى للحافلات التي تحمل تصريح دخول. وشاهد صحافيو فرانس برس السبت أكثر من عشر حافلات تنزل ركابا عند بوابة المطار الرئيسية.

وأجبر الهجوم طالبان والأمريكيين على التعاون بشكل أوثق. وأوضح مسؤول في طالبان لفرانس برس "لدينا لوائح قدّمها الأمريكيّون (...) إذا كان اسمك على اللائحة، يمكنك المرور". لكن لم يعد هناك حشود أمام مداخل المطار بعدما كان الآلاف ينتظرون منذ أيام خارج الموقع على أمل السماح لهم بالدخول والصعود في رحلة مغادرة، كما لاحظت فرانس برس.

وباشر مسؤولون أتراك محادثات مع طالبان للمساهمة في إعادة تشغيل المطار. وقال الرئيس التركي إن طالبان تعتزم الإشراف على الأمن فيه واقترحت على أنقرة تولي العمليات اللوجستية.

وفي مواجهة سيل الانتقادات في الولايات المتحدة والخارج لإدارته للأزمة الأفغانية ولعملية الانسحاب من البلد، أكد بايدن مجددا تمسكه بالمهلة المحددة للجسر الجوي، بعدما دعا الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي بعد الاعتداء إلى مواصلة عمليات الإجلاء رغم كل شيء.

انتهاء عمليات الإجلاء البريطانية

انتهت السبت عمليّة الإجلاء البريطانيّة من أفغانستان، مع إقلاع آخِر طائرة نقلت آخر العسكريين المتبقين.

اعلان

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن ما يصل إلى 1100 أفغاني مؤهلين للإجلاء إلى بريطانيا بقوا في البلد، فيما أكد قائد القوّات المسلّحة البريطانيّة الجنرال نيك كارتر أن لندن ستستقبلهم إذا تمكنوا من مغادرة البلاد بوسيلة أخرى بعد انتهاء المهلة، معتبرا أن "عدم التمكن من إخراج الجميع أمر مفجع".

كما أعلنت كل من فرنسا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا والسويد الجمعة أنها أنهت رحلات الإجلاء، على غرار ألمانيا وهولندا وكندا وأستراليا قبلها.

من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت أن فرنسا أجلت 2834 شخصا من أفغانستان وتجري "محادثات" مع طالبان وقطر لمواصلة إخراج الأفغان المعرضين للخطر.

وأوضح ماكرون في بغداد حيث يشارك في مؤتمر إقليمي أنه يجري الإعداد لعمليات الإجلاء بالتعاون مع قطر التي تستطيع، في إطار محادثاتها مع طالبان، "ترتيب عمليات النقل الجوي".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلى اجتماع الإثنين بشأن الوضع في أفغانستان.

اعلان

وأعلن ماكرون في مقابلة الأحد أن فرنسا وبريطانيا ستدعوان خلال الاجتماع إلى العمل من أجل إقامة "منطقة آمنة" في كابول لمواصلة العمليات الإنسانية.

- آلاف ما زالوا في المطار

كان نحو 5400 شخص موجودين داخل المطار صباح السبت بانتظار الصعود في طائرة لإجلائهم، حسب الأمريكيين المصممين على مواصلة عمليات الإجلاء "حتى اللحظة الأخيرة".

من ناحية أخرى، لم يعد الآلاف يحتشدون خارج المطار كما كانت الحال منذ أيام، على أمل الدخول والمغادرة، كما قال صحافي في وكالة فرانس برس، بعدما أدى هجوم تبناه تنظيم الدولة الإسلامية إلى سقوط أكثر من مئة قتيل على الأقل الخميس.

انفتاح واعتدال وسط مخاوف الانتقام

وسعت حركة طالبان منذ عودتها إلى إظهار صورة انفتاح واعتدال، لكن الكثير من الأفغان معظمهم من سكان المدن ومن المتعلمين، يخشون أن تقيم الحركة النظام المتشدد ذاته الذي حكمت به بين 1996 و2001 وارتكبت في ظله فظاعات. لكنّ أفغاناً كثراً، معظمهم في المدن ومن المتعلّمين، يخشون ألا تُقيم الحركة سوى النوع نفسه من النظام الأصولي والقاسي الذي شهدته البلاد خلال حكمها بين 1996 و2001.

اعلان

ويخشى الذين عملوا في السنوات الأخيرة مع أجانب أو مع الحكومة السابقة الموالية للغرب، أن يتم قمعهم أو حتى ملاحقتهم، وتهافتوا بالآلاف إلى المطار سعيا للرحيل.

وسعى مفاوض طالبان السابق في محادثات السلام بالدوحة شير محمد عباس ستانيكزاي، للطمأنة. وأكد خلال مؤتمر صحفي أن النساء لديهن "الحق الطبيعي" في العمل مضيفا "يمكنهنّ العمل والدراسة والمشاركة في السياسة والقيام بأعمال تجارية".

المصادر الإضافية • أ ف ب ورويترز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: انفجار يسفر عن مقتل شخصين على الأقل في مركز تجاري في كابول

مقتل سبعة أشخاص إثر تفجير انتحاري استهدف مسجداً للأقلية الشيعية في أفغانستان

وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم موسكو الدامي