"كأننا في 1975".. ذكريات الحرب الأهلية غداة اشتباكات عنيفة في بيروت

زجاج النوافذ المكسورة المتناثر بعد اشتباكات مسلحة عنيفة في حي عين الرمانة، بيروت، لبنان.
زجاج النوافذ المكسورة المتناثر بعد اشتباكات مسلحة عنيفة في حي عين الرمانة، بيروت، لبنان. Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

تلملم بيروت جراحها الجمعة، غداة اشتباكات عنيفة على وقع توتر سياسي مرتبط بمسار التحقيق في انفجار المرفأ، بينما يتحضر حزب الله وحليفته حركة أمل لتشييع سبعة قتلى، غالبيتهم من عناصرهما، سقطوا خلال المواجهات في منطقة شكلت خط تماس خلال سنوات الحرب الأهلية.

اعلان

تلملم بيروت جراحها الجمعة، غداة اشتباكات عنيفة على وقع توتر سياسي مرتبط بمسار التحقيق في انفجار المرفأ، بينما يتحضر حزب الله وحليفته حركة أمل لتشييع سبعة قتلى، غالبيتهم من عناصرهما، سقطوا خلال المواجهات في منطقة شكلت خط تماس خلال سنوات الحرب الأهلية الأليمة.

وشهدت بيروت الخميس واحدة من أعنف المواجهات الأمنية منذ سنوات في تصعيد خطير يُنذر بإدخال البلاد في أزمة جديدة بعد أكثر من شهر فقط على تشكيل حكومة يفترض أن تركز نشاطها على وضع خطة لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي المستمر فيها منذ أكثر من عامين.

وتحولت مستديرة الطيّونة، على بعد عشرات الأمتار من قصر العدل، حيث مكتب المحقق العدلي طارق بيطار، الى ساحة حرب شهدت اطلاق رصاص كثيف وقذائف ثقيلة وانتشار قناصة على أسطح ابنية، رغم تواجد وحدات الجيش وتنفيذها انتشارا سريعاً في المنطقة، التي تعد من خطوط التماس السابقة خلال الحرب الأهلية (1975-1990).

"كأننا عدنا إلى العام 1975"

أسفرت الاشتباكات التي لم تتضح ملابساتها حتى الآن عن مقتل سبعة أشخاص، بينهم شاب توفي الجمعة متأثراً بإصابته، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. وبين القتلى أيضاً امرأة، لديها خمسة أبناء وبنات، أصيبت بطلق ناري في رأسها أثناء تواجدها في منزلها.

كما أصيب 32 شخصاً آخرين بجروح.

ونعت حركة أمل، أحد أبرز الأحزاب التي شاركت في الحرب الأهلية ويتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثلاثة من عناصرها، كما دعا حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد، بعد الظهر لتشييع عنصرين إضافة إلى المرأة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويسيطر منذ عصر الخميس هدوء على منطقة الاشتباكات وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني، ونصبه حواجز تفتيش للسيارات والآليات العابرة. وانهمك سكان بتفقد الأضرار التي طالت ممتلكاتهم، وبينهم تاجر السيارات فوزي الصغير، الذي وجد سيارته وقد تكسر زجاجها. وقال "لا نعرف ما حدث، اشتعلت الدنيا وكأننا عدنا إلى العام 1975.. وهو ما لا نريده".

وبعد انتهاء الاشتباكات، أعلن الجيش أنه "أثناء توجّه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حصل اشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيّونة- بدارو"، بعدما كان أعلن في وقت سابق عن تعرض محتجين لرشقات نارية أثناء توجههم إلى قصر العدل.

وأعلن وزير الداخلية بسام مولوي بدوره أن "الإشكال بدأ باطلاق النار من خلال القنص"، الذي طبع مرحلة الحرب الأهلية، التي أنهكت جيلاً كاملاً من اللبنانيين، خصوصاً سكان خطوط التماس.

واتهم حزب الله وحركة أمل "مجموعات من حزب القوات اللبنانية"، أبرز الأحزاب المسيحية التي شاركت في الحرب الأهلية ويعد اليوم معارضاً شرساً لحزب الله، بـ"الاعتداء المسلح" على مناصريهما.

واعتبر حزب القوات اتهامه "مرفوضا جملة وتفصيلاً"، متهماً عناصر من الحزبين بـ"الدخول إلى الأحياء الآمنة".

"طفلة مختبئة"

ودعت موسكو الجمعة جميع الأطراف اللبنانية إلى "ضبط النفس".

ودعت فرنسا، التي تقود الضغوط على الحكومة للإسراع في الإصلاحات، الخميس إلى "التهدئة" والولايات المتحدة إلى "وقف التصعيد". وشدد البلدان على "استقلالية القضاء".

وأعاد مشهد الاشتباكات الخميس ذكريات الحرب الأهلية الأليمة لدى مريم ضاهر والبالغة 44 عاماً. وقالت "تذكرت نفسي طفلة مختبئة في رواق المنزل".

كما أعادت إلى الأذهان ما حصل في أيار/مايو 2008 حين تطورت أزمة سياسية في لبنان إلى معارك في الشارع بين حزب الله والاكثرية النيابية في ذلك الحين بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وسيطر خلالها حزب الله لايام عدة على القسم الاكبر من الشطر الغربي لبيروت. وتوصلت الأطراف السياسية لاحقاً إلى تسوية خلال لقاء في الدوحة.

انفجار المرفأ والتحقيق

ومع إعلان الحكومة الجمعة يوم حداد رسمي قبل عطلة نهاية الأسبوع التي يعقبها الاثنين إغلاق لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، لن يكون بمقدور بيطار تحديد مواعيد لاستجواب ثلاثة وزراء سابقين هم نواب حاليون قبل الثلاثاء.

ويرفض حزب الله وحركة أمل، وفق مصادر سياسية، أن تعقد الحكومة أي جلسة ما لم تكن مخصصة لبحث الموقف من المحقق العدلي في انفجار المرفأ الذي أودى بحياة نحو 215 شخصاً وإصابة 6500 آخرين.

وتُعد هذه أول أزمة سياسية تواجهها حكومة ميقاتي منذ تشكيلها في 10 أيلول/سبتمبر في وقت يفترض أن تنكب على إيجاد حلول للانهيار الاقتصادي المستمر في البلاد منذ أكثر من عامين. ويقع على عاتقها استئناف مفاوضات مع صندوق النقد الدولي كما التحضير للانتخابات النيابية المزمع عقدها في أيار/مايو المقبل.

اعلان

وتنتقد قوى سياسية عدة مسار التحقيق العدلي، لكن حزب الله وحليفته حركة أمل يشكلان رأس حربة هذا الموقف الرافض لعمل المحقق العدلي في قضية انفجار عزته السلطات الى تخزين كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم بلا تدابير وقاية. وتبين أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة.

وظهر الخلاف داخل الحكومة الثلاثاء مع إصرار نواب حركة أمل وحزب الله على تغيير المحقق العدلي مهددين باللجوء إلى الشارع، وجاء ذلك بعد إصداره مذكرة توقيف غيابية في حق وزير المالية السابق والنائب الحالي عن حركة أمل علي حسن خليل.

ومنذ ادعائه على رئيس الحكومة السابق حسان دياب ونواب ووزراء سابقين، بينهم نائبان عن حركة أمل، ومسؤولين أمنيين، يخشى كثيرون أن تؤدي الضغوط السياسية إلى عزل بيطار على غرار سلفه فادي صوان الذي نُحي في شباط/فبراير بعد ادعائه على مسؤولين سياسيين.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

سبع نقاط تشرح لك ما حدث في لبنان هذا الخميس

اشتباكات عند خط تماس قديم تعيد للأذهان ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية

حداد اليوم في لبنان إثر مقتل 6 أشخاص في إطلاق نار في بيروت ودعوات لوقف التصعيد