يعاني السودانيون، الذين تعتبر بلادهم أحد أفقر بلدان العالم، من تضخم يقترب من الـ 400 بالمئة في ظل برنامج تقشف فرضته الحكومة بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
تظاهر مئات السودانيين السبت في الخرطوم مطالبين باسقاط الحكومة المكلفة بإدارة البلاد لحين إجراء انتخابات حرة بعد 30 عاما من الدكتاتورية واتهموها بـ "الفشل" في إنهاء الأزمتين السياسية والاقتصادية.
جاء يحي محي الدين من ولايته في الشمال للتظاهر أمام القصر الرئاسي الذي بات مقر السلطة الانتقالية، رافعا لافتة تطالب بـ "إقالة الحكومة" التي يترأسها عبد الله حمدوك وتتولى السلطة بالمشاركة مع الجيش منذ إسقاط عمر البشير في العام 2019.
وقال محي الدين لفرانس برس "نحتاج إلى حكومة تضم كل القوى الثورية" في وقت تصاعدت الخلافات بين أطراف المشهد السياسي في السودان.
وبعد حوالي شهر من محاولة انقلابية فاشلة، أقر حمدوك مساء الجمعة في خطاب للأمة بـ "انقسامات عميقة وسط المدنيين وبين المدنيين والعسكريين" مؤكدا أن "الصراع ليس بين المدنيين والعسكريين بل هو بين معسكر الانتقال المدني الديمقراطي ومعسكر الانقلاب على الثورة".
واعتبر حمدوك أن السودان يمر بـ "أسوأ وأخطر أزمة" تواجهه منذ إسقاط البشير، مشددا على أنها "تهدد بلادنا كلها وتنذر بشرر مستطير".
وإلى جوار محي الدين، كانت سيارات نصف نقل تنزل أفواجًا جديدة من المتظاهرين كان بعضهم يهتف "جيش واحد، شعب واحد". وأشار الرجل البالغ الخمسين من عمره إلى "عدم وجود أي استقرار وتكاليف المعيشة مرتفعة للغاية".
يعاني السودانيون، الذين تعتبر بلادهم أحد أفقر بلدان العالم، من تضخم يقترب من الـ 400 بالمئة في ظل برنامج تقشف فرضته الحكومة بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
ويؤكد خصوم متظاهري اليوم أنهم من أنصار النظام السابق.
في المقابل، دعا أنصار نقل السلطة بالكامل إلى المدنيين لـ "مظاهرة مليونية" الخميس.
ويفترض أن تقوم السلطة الانتقالية المكونة من مدنيين وعسكريين بإدارة البلاد إلى حين تنظيم انتخابات عامة في العام 2023.