شاهد: معرض في بلجيكا يركز على دور "حدائق الحيوان البشرية" في ترسيخ العنصرية

رفع تمثال نصفي للملك البلجيكي ليوبولد الثاني من حديقة في جنت، بلجيكا، الثلاثاء 30 يونيو 2020 في إطار حملة لمواجهة دور أوروبا في تجارة الرقيق وماضيها الاستعماري
رفع تمثال نصفي للملك البلجيكي ليوبولد الثاني من حديقة في جنت، بلجيكا، الثلاثاء 30 يونيو 2020 في إطار حملة لمواجهة دور أوروبا في تجارة الرقيق وماضيها الاستعماري Copyright Francisco Seco/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

بلغت ظاهرة "حدائق الحيوانات البشرية" ذروتها في أوروبا في ثمانينات القرن التاسع عشر مع الفتوحات الاستعمارية الجديدة. ولاحظ عالم الأنثروبولوجيا أن "هذه الصور النمطية لا تزال قائمة حتى اليوم، ما يثبت أن الدعاية الاستعمارية نجحت".

اعلان

يتناول معرض يقام في بلجيكا مسألة القرى الإفريقية التي كانت نماذج منها تبنى في أوروبا مطلع القرن العشرين، ويُبين أن النسخ الأوروبية منها كانت تهدف إلى الترفيه عن الجمهور وتبرير هيمنة الإمبراطوريات الاستعمارية، وشكلت أحد العوامل الأساسية في رسم القوالب النمطية العنصرية.

ويستمر المعرض الذي يحمل عنوان "حديقة الحيوانات البشرية في زمن المعارض الاستعمارية" إلى مطلع شهر آذار/مارس المقبل في متحف إفريقيا "أفريكا ميوزيوم" في ترفورن.

ويرتبط المتحف أصلاً بهذا الموضوع إذ أقيم في الموقع نفسه الذي أقام فيه ملك بلجيكا ليوبولد الثاني ثلاث "قرى كونغولية" عام 1897 قيا بأكواخها ذات الأسقف المصنوعة من القش، على أحد ممتلكات العائلة الملكية.

وكانت المستعمرة التي أصبحت لاحقاً الكونغو البلجيكية ملكية شخصية للملك آنذاك، وأحضر منها قسراً 267 اث امرأة ورجلاً لكي يكونوا جزءاً من المشهد الترفيهي، جالسين أمام أكواخهم خلال المعرض العالمي في بروكسل. وتوفي سبعة من هؤلاء الكونغوليين بسبب البرد أو المرض.

ويضيء معرض "حديقة الحيوان البشرية" الضوء على هذه المأساة، معيداً من خلال نحو 500 قطعة ووثيقة (كتابات وملصقات وصور...) التذكير بهذه الموضة التي مارستها كل القوى الاستعمارية من أمريكا إلى أوروبا مروراً باليابان، وكانت ضحيتها الشعوب الأصلية في المستعمرات.

وأوضح المنظمون أن إقامة هذه القرى كانت تهدف إلى "إبراز الآخر على أنه بدائي"، سعياً إلى "تعزيز (نظرية) تفوق البيض". وكان القصد من إظهار مقاسات حجم الجماجم توفير الدليل على فرضية ما يُعرَف ب"الأعراق الدنيا".

وأشار القيمون على المعرض إلى أن "صناعة المعارض البشرية" جذبت نحو مليار ونصف مليار زائر بين القرن السادس عشر وستينات القرن العشرين.

وبلغت ظاهرة "حدائق الحيوانات البشرية" ذروتها في أوروبا في ثمانينات القرن التاسع عشر مع الفتوحات الاستعمارية الجديدة.

وفيما كانت مبادرات مماثلة حققت نجاحاً كبيراً في ألمانيا وفرنسا، أقيمت أول "قرية زنجية" في بلجيكا في أنتويرب عام 1885 وضمت 12 إفريقياً.

وبعد 12 عاماً، في ترفورن، كان عددهم أكبر بعشرين مرة واستقبل القسم الاستعماري من المعرض العالمي أكثر من مليون زائر.

وأوضح مارتن كوتونييه، أحد القيمين على المعرض، أن هذه المعارض "جعلت عامة الناس يعتقدون فعلاً أن الإفريقي كان من أكلة لحوم البشر وأنه أدنى (من الآخرين) ووسخ وكسول".

ولاحظ عالم الأنثروبولوجيا أن "هذه الصور النمطية لا تزال قائمة حتى اليوم، ما يثبت أن الدعاية الاستعمارية نجحت".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

المستوى والأداء يقودان البريطانية رينشال والبلجيكي ماس إلى التتويج بالذهب في بطولة أبوظبي للجودو

فرنسا وإيطاليا توقعان معاهدة "كويرينالي" وسط ضجة كبيرة

"لا للإبادة الجماعية".. 9 آلاف فنان يطالبون بينالي البندقية بإزالة جناح إسرائيل