خطة الجيش الروسي في أوكرانيا؟

يرى جوناثان ماركوس، المحلل السياسي من جامعة إكستر العريقة البريطانية، أن المعطيات الأولية تشير إلى أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تذهب إلى حدود أبعد من تأمين، أو حتى توسيع، المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو شرق البلاد.
ويشير ماركوس إلى أن هدف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بحسب تعبير الأخير، يختصر بنزع سلاح أوكرانيا، و"القضاء على النازيين" فيها. ورداً على تهمة "نموّ التيارات النازية في أوكرانيا"، وهي تهمة توجهها موسكو منذ سنوات لكييف، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسيكي، وهو يهودي: أنا نازي؟ كيف يعقل أن أكون نازياً؟
ويضيف ماركوس أن الهدف الروسي قد يترجم على أرض الواقع بهدف إلحاق الهزيمة بالجيش الأوكراني، أي بتدميره، وفرض حكومة مؤيّدة لروسيا في كييف.
ما هي خطة موسكو العسكرية المحتملة؟
عسكرياً، يرى ماركوس أنه فيما الهجمات الأولى جاءت من الجوّ، عبر الطائرات أو الصواريخ، فإن قوة روسيا العسكرية الحقيقية تكمن في قواتها الأرضية، بمدرعاتها الثقيلة ووحدات مشاتها وفوق ذلك كله، مدفعيتها ووحداتها الصاروخية.
وتبعَ الضربات الروسية الأولى ضدّ المنشآت العسكرية الأوكرانية، من مطارات ومراكز لوجستية وقواعد دفاع جوية ومراكز لإدارة العمليات الحربية، تبعها تقدم بري للقوات الروسية، من ثلاث جهات.
- من الشمال، أي من بيلاروس
- من الشرق: أي من المناطق الانفصالية
- من الجنوب: أي من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في 2014.
عزل العاصمة كييف؟
يقول ماركوس إن هدف الروس قد يكون في الواقع عزل العاصمة كييف عن بقية الأراضي الأوكرانية وتدمير القوات الأوكرانية شرق البلاد، موضحاً أن الضربات التي وجهت للمطارات قد يكون الغرض منها ردع ومنع الغرب من إيصال شحنات أسلحة إضافية إلى أوكرانيا.
وتوازياً مع كل ما يجري في الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية، تقوم القوات الروسية بتدريبات في ترانسنيستريا، "الدولة" الانفصالية التي يعتبرها المجتمع الدولي جزءاً من مولدوفا التي تقع على حدود أوكرانيا الغربية.
وتلك التحركات، بحسب ماركوس، تطرح استفهاماً حول ما يحضّره بوتين في تلك المنطقة.
وفي حديث مع هئية الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يقول ماركوس إن الحروب الآلية الحديثة سريعة الخطى ووحشية ومدمرة بشكل غير عادي، ويؤكد أن أوروبا لم تشهد قتالاً مثل هذا منذ عام 1945.