لماذا يسعى الملياردير الروسي أبراموفيتش لإحلال السلام بين موسكو وكييف؟

الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش
الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش Copyright Matt Dunham/Copyright 2018 The Associated Press. All rights reserved.
Copyright Matt Dunham/Copyright 2018 The Associated Press. All rights reserved.
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

على الرغم من أن أبراموفيتش، الخاضع لعقوبات غربية، لا يعدّ رسمياً أحد أعضاء الوفد الروسي المفاوض، إلا أنه لعب، من وراء الكواليس، دوراً محورياً في تلك المفاوضات وقد تجلّى ذلك في الجولات المكوكية التي قام بها بين موسكو وكييف وإسطنبول، وفق ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

اعلان

كان الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، الوحيد من بين المفاوضين الروس والأوكرانيين الذي ظهر مبتسماً في الصور المنشورة لجولة المفاوضات التي عقدت يوم أمس الثلاثاء في إسطنبول.

وعلى الرغم من أن أبراموفيتش، الخاضع لعقوبات غربية، لا يعدّ رسمياً أحد أعضاء الوفد الروسي المفاوض، إلا أنه لعب، من وراء الكواليس، دوراً محورياً في تلك المفاوضات. وقد تجلّى ذلك في الجولات المكوكية التي قام بها بين موسكو وكييف وإسطنبول، وفق ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.

ويسعى أبراموفيتش لحماية ثروته بعد أن فرضت عليه المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على خلفية قربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجُمدت أصوله في بريطانيا ودول التكتّل.

"الغارديان" وفي عددها الصادر الأربعاء، لفتت الانتباه إلى أن ثمة أسئلة كثيرة تتعلق بطبيعة الدور الذي يلعبه أبراموفيتش، قد أثيرت الإثنين الفائت، حين ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية وموقع بلينجكات للصحافة الاستقصائية أن أبراموفيتش واثنين على الأقل من أبرز أعضاء فريق التفاوض الأوكراني أصيبوا بأعراض تشبه التسمم بعد اجتماع في كييف مطلع شهر آذار/مارس الجاري، مشيرة إلى أنه مرض بعد الاجتماع وفقدَ بصره لعدة ساعات، لكان سرعان ما تعافى وتمكن من المشاركة في جولات لاحقة من المفاوضات.

ثروة أبراموفيتش

أبراموفيتش، الذي بات يحرص مؤخراً على تقديم نفسه كشخص مبتعد عن جادة التدافع التجاري، وأنه ليس لديه طموحات سياسية، اشتهر بتمويل حملات وأعمال ثقافية، وهو الذي يعيش حياة راقية ومترفة، وعلى الرغم من أنه يرتاد أحياناً المعارض الفنية والمسارح والمطاعم في موسكو، إلا أنه لا يحب الظهور الإعلامي.

أما بشأن ثروة أبراموفيتش، فيمكن تقديرها من خلال الملفات القضائية التي كان طرفاً فيها، لا سيما الدعوى القضائية التي جمعته وشريكه التجاري السابق بوريس بيريزوفسكي في العام 2012، حينها ادعى أبراموفيتش أن المذكور خدعه من خلال التلاعب في مزاد سيبنفت ما أدى في النتيجة إلى قيام أبراموفيتش ببيع حصته في شركة النفط سيبنيفت ما ألحق به خسائر بمليارات الدولارات.

ومؤخراً رفع أبراموفيتش قضية تشهير في لندن ضد الصحفية كاثرين بيلتون، بعد أن طعن في عدة ادعاءات وردت في كتابها الصادر في العام 2020 "شعب بوتين" والذي جاء فيه أن أبراموفيتش اشترى نادي تشيلسي بناءً على طلب بوتين، وقد انتهى الأمر بأن وافق الناشر على الإقرار بأن ما ورد في الكتاب يجافي الحقيقة.

في قضية الصحفية بيلتون، زعم محامو الملياردير أن "أبراموفيتش شخصٌ بعيدٌ عن بوتين"، وهو الأمر الذي أصبح موضع تساؤل بعد ظهوره المفاجئ في غرفة المفاوضات التي تجمع الروس والأوكرانيين في إسطنبول.

"وسيط محايد"

ويؤكد مصدر في الوفد الأوكراني المفاوض لقناة "الحقيقة الأوكرانية" أن أبراموفيتش قد قدّم نفسه كـ"وسيط محايد"، وكان يتمحور دوره حول نقل موقفنا إلى رئيسهم (بوتين) بلغة إنسانية.

ألكسندر رودنيانسكي، المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفي تصريح لـ"الغارديان"، يقول إن أبراموفيتش قد تم إحضاره كوسيط من منتج أفلام أوكراني يعرف الملياردير جيداً.

وفي كييف، يُنظر إلى أبراموفيتش، على أنه محاور جاد ويحوز على ثقة بوتين، وفي هذا السياق تشير "الغارديان" إلى أن فريق المفاوضات الرسمي الروسي يتكون في الغالب من مسؤولين درجة ثانية، وهم ليسوا من ذوي النفوذ، ولعل هذا هو السبب في أن بوتين اختار أبراموفيتش كمفاوض ذي حنكة ودراية.

وكان الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أعلن في مؤتمر صحفي أن أبراموفيتش يلعب دور وساطة في المحادثات الروسية الأوكرانية باسطنبول، وقال: إن "أبراموفيتش يلعب دورا لإعادة الاتصالات بين الطرفين الروسي والأوكراني"، مضيفاً: "هو موجود في إسطنبول"، رغم أنه ليس عضوا رسميا في الوفد الروسي.

أبراموفيتش والأوليغارشية

وأبراموفيتش واحد من بين أكثر من عشرين أوليغارشيا في تركيا في محاولة لتجنب العقوبات الغربية، ويرسو اثنان من يخوت أبراموفيتش في بودروم على الساحل الجنوبي الغربي لتركيا، التي لم تفرض عقوبات عليه.

الرئيس الأوكراني زيلينسكي صرح يوم الأحد الماضي أن حكومته تلقت عروضاً للدعم من رجال أعمال روس من بينهم أبراموفيتش الذي تربطه علاقة وثيقة مع بوتين، وقال: إن رجال الأعمال الروس هؤلاء قالوا إنهم يريدون "القيام بشيء ما والمساعدة" في وقف تصعيد الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا "الذي أودى بحياة الآلاف"، مشيراً إلى أن أبراموفيتش شارك في مباحثات لتنظيم ممرات إنسانية، غير أنها لم تكلل بالنجاح.

ويشار إلى أن "وول ستريت جورنال" ذكرت الأسبوع الماضي أن زيلينسكي طلب من الرئيس الأميركي جو بايدن تأجيل فرض العقوبات على أبراموفيتش، لكونه يؤدي دوراً في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.

ويجدر بالذكر أن أبراموفيتش كان مقرباً من الكرملين في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين. ويقال إنه كان أول شخص أوصى ببوتين ليلتسين كبديل له، وقد جمع ثروته بشراء أصول مخفضة للدولة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ويمتلك أصولاً بمليارات الجنيهات الإسترلينية في المملكة المتحدة.

المصادر الإضافية • الغارديان

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ديزني تزيل من حدائقها ومنتزهاتها العبارات ذات البعد الجندري

شاهد: روسيا تقصف مواقع أوكرانية بصواريخ إسكندر

زيلينسكي يصل إسطنبول ويناقش مع أردوغان الحرب في بلاده وممر الحبوب