قال هيثم هادي نعمان أستاذ العلاقات الدولية العامة إن استقالة الصدر "شكلية"، مؤكدا في حديثه ليورونيوز أن المعركة بين التيار الصدري والإطار (التحالف الشيعي الآخر الموالي لإيران) مستمرة.
بعد يوم دام شهده العراق قتل فيه العشرات من اتباع التيار الصدري على خلفية مواجهات مسلحة داخل وفي محيط المنطقة الخضراء ببغداد، انتهى بظهور مقتدى الصدر الزعيم الشيعي الشاب في مؤتمر صحفي، صباح الثلاثاء ليدعو اتباعه من المدنيين والمسلحين إلى الانسحاب من المنطقة الخضراء.
ورغم تأكيد الصدر على قراره بالاستقالة من الحياة السياسية، أكد مراقبون ليورونيوز أن ما يحدث هو جزء من اللعبة السياسية، واستقالته تعطيه مرونة في التحرك.
ففي حديثه ليورونيوز، قال هيثم هادي نعمان أستاذ العلاقات الدولية العامة إن استقالة الصدر "شكلية"، مؤكدا أن المعركة بين التيار الصدري والإطار (التحالف الشيعي الآخر الموالي لإيران) مستمرة، وأن الاستقالة لن تغير من موقع الصدر السياسي والجماهيري، واعتبر أنها تعطيه شرعية بعدم تورطه بإعمال العنف.
وأضاف نعمان أن الصدر أراد أن يختبر بهذه الخطوة ردود الأفعال خصوصا من المجتمع الدولي الذي لم يؤيد أعمال العنف، لذلك اتجه في المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح الثلاثاء إلى التهدئة حتى لا يفقد شرعيته السياسية.
وتوقع أستاذ العلاقات الدولية أن الأطراف الأخرى قدمت للتيار الصدري عروضا معينه ستتوضح في الأيام القادمة.
وفي لقاء مع يورونيوز قال الدكتور غازي فيصل حسين رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية العراقية إن ما يحدث هو نتيجة أزمة عميقة، تتعلق بتردي وضع الصناعة والزراعة والبنية التحتية والفقر في العراق.
معتبرا أن الأحزاب الإسلامية التي حكمت العراق لم تلتفت لهذه الأمور، وبسببها " يستورد العراق 92% من غذائه ويحتاج إلى 11 ألف مدرسة و4 ملايين شخص يعيشون في المدن العشوائية في بلد يمتلك احتياطي 80 مليار دولار ودخل شهري من النفط 11 مليار دولار".
وقال حسين إن بسبب هذه الأوضاع ظهرت ثورة تشرين وثورة التيار الصدري مستبعدا أن يكون الصدر أمر اتباعه بالانسحاب بصفقة أو تسوية سياسية.
مرجعية إيران مرجعية "حرب"
حمل رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الإطار التنسيقي مسؤولية ما يحدث، حيث قال: "الإطار التنسيقي يتحمل المسؤولية الكبرى اليوم، باعتباره تيار مرتبط بفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني ويتبع من الناحية العقائدية الإمام خامنئي في قم. مرجعية قم هي مرجعية للحرب ومرجعية النجف هي مرجعية للسلم." (شاهد الفيديو أعلاه).
عجز المحكمة الاتحادية
وفي حديثه عن الدعوى التي أقامها التيار الصدري أمام المحكمة الاتحادية بخصوص حل البرلمان قال حسين "إن المحكمة الاتحادية عاجزة عن القيام بمسؤوليتها الدستورية."
كان العراق لغاية الساعات الأولى من صباح اليوم (الثلاثاء) على بعد خطوة واحدة من "حرب شيعية شيعية"، تم اطفائها في اللحظات الأخيرة، ورغم هذا يبقى الوضع السياسي معقدا وخاليا من أي مبادرات حقيقة ترضي جميع الأطراف.