معارك دامية في باخموت شرق أوكرانيا ودبابات ليوبارد من بولندا تصل إلى كييف هذا الأسبوع

أكّدت روسيا الثلاثاء أنها ستقاتل حتى السيطرة على مدينة باخموت، الجبهة التي تشهد معارك دامية منذ أشهر في الشرق الأوكراني، معتبرةً ذلك أمرًا أساسيًا لمواصلة هجومها رغم الدفاع الأوكراني الشرس.
في اليوم السابق، أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي الجيش بإرسال تعزيزات إلى هذه المدينة المدمّرة عمليًا، نافياً التكهنات بشأن انسحاب قواته منها، رغم تقدم القوات الروسية مؤخرًا والتهديد بمحاصرتها. ويعتزم الأوكرانيون المقاومة لاستنزاف القوات تحضيرًا لهجوم مضاد سيطلقونه بالأسلحة الثقيلة والمدرّعات الحديثة التي وعد الغربيون كييف بها.
وأعلنت بولندا الثلاثاء أنها ستسلّم أوكرانيا بدءًا من هذا الأسبوع، عشر دبابات ليوبارد 2 ألمانية الصنع تلقى جنود أوكرانيون تدريبًا على استخدامها. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء خلال اجتماع لمسؤولين عسكريين نقله التلفزيون إن باخموت تشكل "مركزًا دفاعيًا مهمًا للقوات الأوكرانية في منطقة دونباس. السيطرة عليها ستسمح بهجمات إضافية في عمق خطوط دفاع القوات المسلحة الأوكرانية".
ويشكك خبراء ومراقبون بأهمية باخموت الاستراتيجية، إلا أن المدينة اكتسبت أهمية رمزية وتكتيكية، مع الصعوبات التي يواجهها الروس للسيطرة عليها خلال أكثر من سبعة أشهر من القتال منذ آب/أغسطس والخسائر الفادحة التي تكبّدها المعسكران. ومعركة باخموت هي الأطول أمدا والأكثر حصدًا للأرواح منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.
وفيما يلي تطورات هذا الملف:
لماذا يقاتل الجيش الأوكراني على مدينة بخموت التي يقول خبراء إنها ساقطة عسكرياً؟
أظهرت خرائط نشرها المعهد الأمريكي لدراسة الحرب يوم أمس الإثنين، أن روسيا تسيطر حالياً على نحو 40 بالمئة من مدينة بخموت وأنها تكاد تطوقها نهائياً. فما الأسباب التي تدفع الجيش الأوكراني إلى البقاء فيها حتى الآن؟

روسيا تسيطر على 40 بالمئة من بخموت
أظهرت خرائط نشرها المعهد الأمريكي لدراسة الحرب أن روسيا تسيطر على نحو 40 بالمئة من مدينة بخموت التي يدور فيها قتال عنيف ودموي منذ شهر آب-أغسطس.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمر الجيش أمس الإثنين بتعزيز الانتشار العسكري في المدينة للدفاع عنها. جاء ذلك بعد تقارير إعلامية عن "انسحاب محدود" تجريه القوات الأوكرانية من المدينة بعد تطويقها من قوات مجموعة فاغنر شبه العسكرية.
ورغم أن المدينة لا تتسم بأهمية استراتيجية كبرى، يرى مراقبون أن الجيش الأوكراني يدافع عنها لإبطاء التقدم الروسي وتكبيد الجيش الروسي خسائر كبيرة تمنعه من شنّ هجوم أوسع في المستقبل.
إضافة إلى ذلك، إن إطالة أمد معركة بخموت من شأنه أن يساعد القيادة الأوكرانية في التحضير لهجوم مضاد خلال أشهر [الأرجح في الربيع المقبل] قد يتزامن مع وصول المساعدات العسكرية الغربية الثقيلة، خصوصاً الدبابات.
ووصف أحد قادة الجيش الأوكراني الكبار الوضع في المدينة بـ"الجحيم على الأرض".
ويقول المعهد الأمريكي إن قرار الدفاع عن بخموت يجبر الجيش الروسي على "التورط في حرب مكلفة ودموية" وإن المدينة أصبح لها بعدُ استراتيجي من هذه الزاوية تحديداً.
وأشار المعهد إلى أن مجموعة فاغنر دفعت بقوات النخبة لديها إلى ساحة المعركة، وتدعمها قوات من كتيبة الإنزال الجوي في الجيش الروسي [VDV].
في أول ظهور إعلامي له كوزير للخارجية، حدّد تشين غانغ أجندة السياسة الخارجية للصين للسنوات المقبلة، وقدم الصين وعلاقتها مع روسيا "كمنارة للقوة والاستقرار، والولايات المتحدة وحلفاءها كمصدر للتوتر والصراع".

موسكو بحاجة إلى انتصار
تبحث موسكو عن انتصار وإن رمزي بعد النكسات الكبيرة التي تكبّدتها في الخريف الماضي، وتأمل في أن يفتح سقوط المدينة الطريق أمامها للسيطرة على الجزء الخارج عن سيطرتها من منطقة دونباس الصناعية في شرق أوكرانيا.
ولحق دمار هائل بباخموت التي بقي فيها بالكاد أربعة آلاف شخص مقابل 70 ألفًا قبل الغزو. بعد تقدم أحرزوه مؤخرًا، يبدو أن الروس يسيطرون على مداخل المدينة من الشمال والجنوب والشرق، ما يثير الخشية من محاصرتها.
تقود مجموعة فاغنر المسلحة الروسية هذا الهجوم متكبّدةً خسائر هائلة، باعتراف زعيمها يفغيني بريغوجين الموجود في منطقة القتال.
إلا أن هذا الأخير يخوض صرعًا مفتوحًا مع القيادة العسكرية الروسية التي يتّهمها بعدم تسليم ما يكفي من الذخيرة لرجاله المنخرطين في القتال على الخطوط الأمامية في باخموت. ويعتبر بريغوجين أن الخطوط الروسية ستنهار في حال انسحب رجاله.
وسخر الثلاثاء من وزير الدفاع قائلًا إنه "لم يلتقيه" على أرض المعركة، في وقت أكدت وزارة الدفاع السبت بدون الخوض في التفاصيل، أن شويغو زار منطقة القتال. والأحد زار الوزير ماريوبول التي تبعد أكثر من مئة كيلومتر من الجبهة.
بطل أوكراني جديد
من الجانب الأوكراني، خلقت المعركة بطلًا جديدًا، بعد انتشار فيديو على نطاق واسع على الانترنت يُظهر ما يبدو أنه إعدام خارج نطاق القانون لجندي أسير لدى الروس برصاص أُطلق من سلاح كلاشنكوف بعد أن هتف "المجد لأوكرانيا!".
وقدّم الجيش الأوكراني الرجل الثلاثاء على أنه "العسكري في اللواء 30 الميكانيكي تيموفي ميكولايوفيتش شادورا"، موضحًا أن الجندي فُقد أثره في محيط باخموت في الثالث من شباط/فبراير. وأضاف أن "الانتقام لبطلنا سيكون حتميًا".
لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقلّ من مصدر هذه المشاهد ولا ما إذا كانت تُظهر كما يؤكد المسؤولون الأوكرانيون، إعدام سجين، ما قد يشكل جريمة حرب. ووعد زيلينسكي الاثنين بـ"العثور على القتلة" وطالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بفتح تحقيق تقوده المحكمة الجنائية الدولية.
تبادل للأسرى
والثلاثاء أجرت موسكو وكييف عملية تبادل جديدة للأسرى، وقد أعلنت أوكرانيا استعادة 130 شخصا فيما أعلنت روسيا استعادة 90.ووصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى كييف في ثالث زيارة له لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب، للبحث خصوصًا في استمرار تطبيق اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، وفق ما أعلن المتحدثان باسمه ستيفان دوجاريك وفرحان حق.
واعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء أن حجم الدمار الذي ألحقته روسيا بأوكرانيا سينعكس على حقوق الأجيال المقبلة.
في روسيا، يتواصل قمع منتقدي غزو أوكرانيا والرئيس فلاديمير بوتين. وفي كندا، أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو أن بلاده مدّدت حتى تشرين الأول/أكتوبر مهمّتها لتدريب مهندسين أوكرانيين وأطباء عسكريين.
والثلاثاء أفاد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز استند إلى قاعدة بيانات استخبارية أميركية بأن "مجموعة موالية للأوكرانيين" تقف وراء تخريب خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق العام الماضي.
غوتيريش في طريقه إلى كييف للقاء زيلينسكي
يزور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء والأربعاء كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في ثالث زيارة له لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي، وفق ما أعلن الثلاثاء الناطق باسم المسؤول الأممي.
وصل غوتيريش الثلاثاء إلى بولندا، على أن يتّجه إلى كييف حيث سيلتقي الأربعاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للبحث في استمرار تطبيق اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، حسبما قال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان.
وزير الدفاع الروسي: السيطرة على بخموت أساسية لتواصل الهجوم في أوكرانيا
أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء أن السيطرة على مدينة بخموت الصناعية في شرق أوكرانيا أساسية لشن مزيد من الهجمات الروسية في منطقة دونيتسك. وقال شويغو خلال اجتماع لمسؤولين عسكريين نقله التلفزيون "تشكل المدينة مركزاً دفاعياً مهما للقوات الأوكرانية في منطقة دونباس. السيطرة عليها ستسمح بهجمات إضافية في عمق خطوط دفاع القوات المسلحة الأوكرانية".
بيلاروس تعلن اعتقال أشخاص استهدفوا طائرة تجسس روسية على أراضيها
قالت السلطات في بيلاروس الثلاثاء إنها أوقفت "مجموعة من المخربين والإرهابيين الذين يعملون لصالح الاستخبارات الأوكرانية" وحاولوا سابقاً تدمير طائرة تجسس روسية كانت متوقفة بالقرب من مينسك.
وكانت مجموعة من المعارضين البلاروسيين نشرت مقاطع فيديو عبر الإنترنت لطائرة مسيرة تحط على ظهر طائرة التجسس الروسية آي-50 التي يبلغ ثمنها نحو 330 مليون دولار.
ونفت روسيا وبيلاروس أن تكون المجموعة نجحت في تدمير الطائرة.
للمزيد عن الخبر السابق اضغط على الرابط أدناه
المعارضة البيلاروسية تؤكد تدمير طائرة تجسس روسية قيمتها 330 مليون يورو في بيلاروس
قال فراناك فياكوركا، أحد المستشارين الرئيسيين للمعارضة البيلاروسية البارزة سفيتلانا تيخانوفسكايا، عبر تويتر إن "أنصاراً (...) أكدوا نجاح عملية خاصة تهدف إلى تفجير طائرة روسية نادرة في مهبط طائرات ماتشوليشي قرب مينسك".

يظهر في الشريط مدفع ذاتي النقل من طراز "غياتسينت-إس" سوفياتي الصنع. وتقول وزارة الدفاع إنه كان يستهدف القوات الأوكرانية في الدونباس، من دون تحديد موقعه.
