قال الجيش في بيان نشر على صفحته على فيسبوك "في إطار المبادرة السعودية-الأميركية التي تم طرحها منذ بداية الأزمة، غادر إلى جدة مساء اليوم (الجمعة) وفد القوات المسلحة السودانية لمناقشة التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها".
تواصلت المعارك في السودان الجمعة رغم الهدنة التي تعهّد القائدان العسكريان المتصارعان على السلطة الالتزام بها، ورغم التهديدات الأميركية بفرض عقوبات. ولليوم الـ21 على التوالي، استيقظ سكّان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة على وقع الضربات الجوية ونيران المدافع الرشاشّة، بحسب ما أفاد شهود وكالة فرانس برس. ومنذ 15 نيسان/أبريل، أسفر القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه (إيه سي إل إي دي). وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ "المأساة... يجب أن تنتهي"، ملوّحاً بفرض عقوبات على "الأفراد الذين يهدّدون السلام"، لكن من دون أن يسمّي أحداً. وأعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير الثلاثاء أنّ طرفي النزاع وافقا "مبدئياً"، خلال اتصال معه، على هدنة تستمرّ من 4 ولغاية 11 الجاري. في الأثناء يعرقل القتال جهود العمل الإنساني، لا سيما الوصول إلى المناطق المتضررة لمساعدة المحتاجين في بلد كان ثلث سكانه يعانون من الجوع أساسا قبل الحرب.
وفي ما يلي أهم التطورات:
الجيش السوداني يعلن إرسال مفاوضين الى جدة لبحث وقف إطلاق النار
أعلن الجيش السوداني مساء الجمعة إرسال مفاوضين إلى جدة بالسعودية لإجراء مباحثات حول وقف إطلاق النار.
وقال الجيش في بيان نشر على صفحته على فيسبوك "في إطار المبادرة السعودية-الأميركية التي تم طرحها منذ بداية الأزمة، غادر إلى جدة مساء اليوم (الجمعة) وفد القوات المسلحة السودانية لمناقشة التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها".
ولم يصدر أي رد فعل رسمي بعد عن قوات الدعم السريع.
مجلس حقوق الإنسان يعقد اجتماعا خاصا بالسودان في 11 الجاري
يعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة اجتماعا خاصا في 11 ايار/مايو لمناقشة "تأثير" المواجهات التي يشهدها السودان منذ منتصف نيسان/أبريل "على حقوق الإنسان".
وقال المجلس في بيان إن هذا الاجتماع الطارىء يأتي بناء على طلب رسمي مشترك تقدمت به المملكة المتحدة والنروج والولايات المتحدة وألمانيا مساء الجمعة وحظي بتأييد 52 دولة حتى الآن.
فرار نحو 10 آلاف شخص من السودان إلى إفريقيا الوسطى
عبر نحو 9700 شخص الحدود من السودان إلى جمهورية إفريقيا الوسطى هربا من المعارك المتواصلة منذ ثلاثة أسابيع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أعلن الجمعة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وأفاد المكتب في بيان إن زهاء "9700 شخص بينهم 3460 من العائدين إلى إفريقيا الوسطى، عبروا حدود السودان وباتوا يقيمون لدى عائلات مضيفة أو في مخيمات" عشوائية في مدينة أم دافوق الحدودية بشمال البلاد.
وأوضح البيان أن العدد قابل للارتفاع مع تواصل تسجيل أعداد النازحين، مشيرا الى أن "مسؤولين بارزين في الحكومة ومعنيين بالشؤون الانسانية انتقلوا الى أم دافوق" لتقييم الوضع في هذه المنطقة التي يتوّقع أن يصبح الوصول إليها "محدودا جدا" بعد بداية موسم الأمطار في أواخر أيار/مايو.
وذكّرت الأمم المتحدة بأن 3,4 ملايين شخص في جمهورية إفريقيا الوسطى، أي ما يناهز 56 بالمئة من إجمالي السكان، "يحتاجون الى المساعدة والحماية" في بلاد تعد إحدى أفقر دول العالم وتعيش حربا أهلية منذ سنوات.
وأضافت أن "120 ألف شخص يحتاجون إلى المساعدة الغذائية" في شمال إفريقيا الوسطى التي تتشارك حدودا مع السودان في مقاطعة فاكاغا (شمال شرق).
19 مليون شخص في السودان قد يعانون سوء تغذية حادا خلال الأشهر المقبلة
يخشى برنامج الأغذية العالمي من أن يعاني 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة في السودان على خلفية النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة الجمعة.
ونقل نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن برنامج الأغذية "يتوقع أن عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانا حادا في الأمن الغذائي في السودان سيرتفع ما بين مليونين و2,5 مليون شخص. هذا سيرفع العدد الإجمالي (لهؤلاء الأشخاص) الى 19 مليونا في الفترة بين الأشهر الثلاثة والستة المقبلة في

ماء وطعام على الطرق... سكان ولايات السودان يغيثون الفارين من العاصمة
euronewsلا يتوقّف عبور السيارات المحمّلة بأشخاص مذعورين وجائعين وعطشانين، بينما يخرج الأهالي بالسخاء السوداني المعروف، أكوابا وأطباقا يقدمونها للفارين من جحيم المعارك.
اليونيسف: معارك السودان تحصد أطفالاً "بأعداد كبيرة مرعبة"
حذّرت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة "يونيسف " الجمعة من أنّ المعارك الدائرة في السودان منذ ثلاثة أسابيع تحصد أرواح أطفال "بأعداد كبيرة مرعبة"، مشيرة إلى تقارير تفيد بسقوط سبعة أطفال كلّ ساعة بين قتيل وجريح.
وقال المتحدّث باسم اليونيسف جيمس إلدر للصحافيين في جنيف "كما كنّا نخشى ونخاف، فقد أصبح الوضع في السوادان قاتلاً بشكل مخيف لعدد كبير من الأطفال".
وأضاف أنّ المنظّمة تلّقت تقارير من شريك موثوق به - لم تتحقّق منها الأمم المتّحدة بشكل مستقلّ بعد - تفيد بأنّ 190 طفلاً قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال أول 11 يوماً فقط من القتال الذي بدأ في 15 نيسان/أبريل. وأشار إلدر إلى أنّه تمّ جمع هذه الأرقام من مرافق صحية في الخرطوم وإقليم دارفور.
وأوضح أنّ هذا يعني أنّ هذه الأرقام لا تغطّي سوى الأطفال الذين وصلوا إلى مرافق الرعاية الصحية في تلك المناطق، محذّراً من أنّ "الواقع قد يكون أسوأ بكثير".
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّها تستعد لتدفّق 860 ألف شخص من السودان إلى الدول المجاورة، بينما فرّ حتّى الآن أكثر من 113 ألف شخص من البلد. كما نزح مئات آلاف السودانيين داخل البلاد.
معارك "طويلة الأمد"
توقعت رئيسة الاستخبارات الأميركية أفريل هاينز معارك "طويلة الأمد" لأنّ "الطرفين يعتقدان أنّ بإمكان كلّ منهما الانتضار عسكرياً وليست لديهما دوافع تُذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
من جهته، قال خالد عمر يوسف وهو وزير مدني أقيل خلال الانقلاب إنّه "في كل دقيقة تستمرّ فيها (الحرب) يموت أناس ويتشرّد بشر ويتمزّق مجتمع وتضعف الدولة".
وأسفر القتال عن إصابة أكثر من خمسة آلاف شخص بجروح وتشريد ما لا يقلّ عن 335 ألف شخص وإجبار 115 ألفاً آخرين على النزوح، وفقاً للأمم المتحدة التي تطلب 402 مليون يورو لمساعدة السودان الذي يعدّ واحدة من أفقر دول العالم.
وأوضحت الأمم المتحدة أنّ "أكثر من 50 ألف شخص عبروا في الثالث من أيار/مايو" إلى مصر، مضيفة أنّ "أكثر من 11 ألف شخص" عبروا إلى إثيوبيا و"30 ألف شخص إلى تشاد".
من جهته، أكّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أنّه "من الضروري للغاية" ألا تتخطّى الأزمة السودانية الحدود. وفي دارفور غرباً على الحدود مع تشاد، تمّ تسليح مدنيين للمشاركة في الاشتباكات بين الجنود وقوات الدعم السريع ومقاتلين قبليين ومتمرّدين، وفقاً للأمم المتحدة.
"حلول إفريقية"
وفي هذا الإقليم الذي شهد حرباً دامية بدأت العام 2003 بين نظام البشير ومتمرّدين ينتمون الى أقليّات إتنية، لفت المجلس النروجي للاجئين الى سقوط "191 قتيلاً على الأقلّ واحتراق عشرات المنازل ونزوح الآلاف" فضلاً عن تعرّض مكاتبه للنهب. وأفاد شهود عيان الخميس عن اشتباكات في الأُبيّض التي تقع على بُعد 300 كيلومتر جنوب العاصمة.
ووصل 30 طنّاً إضافية من المساعدات الجمعة إلى مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبياً في منأى عن أعمال العنف. وتسعى الأمم المتحدة ومنظّمات غير حكومية أخرى إلى التفاوض بشأن تسليم هذه الشحنات إلى الخرطوم ودارفور، حيث تعرّضت المستشفيات والمخزونات الإنسانية للنهب والقصف.
وفي وقت تتكثف فيه الاتصالات الدبلوماسية في إفريقيا والشرق الأوسط، قال الجيش إنه اختار الاقتراح الذي تقدّمت به الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (ايغاد) بسبب الحاجة إلى "حلول إفريقية لمشاكل القارّة"، مرحّباً في الوقت ذاته بالوساطات الأميركية والسعودية. وكان مبعوث البرهان موجوداً في أديس أبابا الخميس. كما أعلنت القاهرة أنّها تحدثت عبر الهاتف إلى القائدين المتحاربين.
وتعقد الجامعة العربية في القاهرة الأحد اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية ستخصّص أحدهما لبحث الحرب في السودان، بحسبما قال لوكالة فرانس برس دبلوماسي رفيع المستوى.
وتعهّد معسكر البرهان تسمية موفد يمثّله للتفاوض على الهدنة مع الطرف الآخر برعاية "رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي". من ناحية أخرى، أعلنت قوات الدعم السريع أنّها وافقت على هدنة لمدة ثلاثة أيام - وليس أسبوعاً - وأنّها تتواصل مع قائمة طويلة من البلدان والمنظمات.
"مستوى مقلق من العنف"
يشير سيلفان بيرون من منظمة "أطباء بلا حدود" الى أن "مستوى العنف الذي سجّل في الخرطوم ودارفور ضد المدنيين ومتطوعي العمل الإنساني مقلق".
ويقول لفرانس برس "نفكّر في كيفية العمل في هذا السياق ونأمل في العمل مع فرق صغيرة دولية وسودانية، بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني في أقرب وقت ممكن".
في مدينة بورتسودان الساحلية التي ظلّت نسبياً بمنأى عن أعمال العنف، طالب منسّق عمليات الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الأربعاء بضمانات أمنية "على أعلى مستوى" لتأمين إيصال المساعدات إلى السودان، بعد نهب ست شاحنات تحمل مساعدات غذائية على وقع استمرار المعارك.
ومن الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية معرفة مَن مِن الطرفين المتنازعين يُحكِم سيطرته في تلك المنطقة او تلك من العاصمة أو دارفور حيث انضمت القبائل إلى القتال. في الخرطوم، تنقسم الأحياء والشوارع بين سيطرة هذه القوة أو تلك، ويبدو أن الطرفين يملكان القوة نفسها تقريبا.
قبل هذه الحرب، كان ثلث سكان السودان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريبا، يعاني من الجوع ويحتاج إلى الإغاثات الإنسانية. ويرجّح أن ترتفع هذه النسبة مع النقص الحاد في مناطق القتال في الغذاء والماء والكهرباء والنقد.
"على الجبهة"
يتعذّر على العديد من المصابين، في ظل الأوضاع الراهنة، الوصول إلى المستشفيات التي لا يعمل إلا 16% منها في العاصمة، بحسب نقابة الأطباء في السودان.
ويتوقع أن تزيد الحاجة إلى المساعدات في أشهر الصيف حيث يبلغ سوء التغذية ذروته في بلد متضرّر بشدة من تغيّر المناخ والفيضانات التي أدت إلى ظهور أوبئة مثل الملاريا.
وأكدّت الأمم المتحدة نهب "17 ألف طن من المواد الغذائية" من أصل 80 ألف طن من مخزون برنامج الأغذية العالمي التابع لها والذي "لا يزال يحاول تحديد ما تبقى" من موارده.