لماذا عرضت روسيا دبابتها الأسطورية وحيدة في يوم النصر؟ نقص في المعدات أو خيار رمزي؟

تعتبر دبابة تي-34 رمزاً للنصر على النازية في روسيا
تعتبر دبابة تي-34 رمزاً للنصر على النازية في روسيا Copyright Pelagiya Tikhonova/M24/Moscow News Agency
Copyright Pelagiya Tikhonova/M24/Moscow News Agency
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في ذكرى انتصارها على النازية، قدمت روسيا اليوم استعراضاً عسكرياً متقشفاً غابت عنه الكثير من الأسلحة والدبابات المتقدمة ولم يتخلله استعراض جوي أيضاً. فما السبب الفعلي وراء ذلك؟

اعلان

في الذكرى الثامنة والسبعين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، غابت عن الاحتفالات الرسمية في العاصمة موسكو الدبابات المتقدمة والطائرات التي عادة ما يعرضها الكرملين في الاستعراض التقليدي في اليوم المسمى "بيوم النصر".

جرت العادة أن تفتل روسيا في هذا الاستعراض السنوي عضلاتها وأن تعرض أحدث وأقوى ما لديها من أسلحة ومعدات عسكرية، لكن استعراض هذا العام في الساحة الحمراء بموسكو، لم يغب عنه الاستعراض الجوي بالمقاتلات الحديثة في سماء العاصمة الروسية فحسب، بل أتى ـ إلى جانب بعض المدرعات ـ فقط بدبابة واحدة وحيدة تاريخية من طراز T-34 كانت قد استخدمت في الحرب العالمية الثانية.

AP Photo
الكرملين في يوم النصر، 9 أيار/ مايو 2023AP Photo

خلال السنوات الماضية، ألغيت في بعض المرات الاستعراضات الجوية أثناء احتفالات التاسع من أيار/مايو، غالبا بسبب سوء الأحوال الجوية، لكن الأجواء في موسكو هذا العام كانت مشمسة وصافية، ورغم ذلك، لم تحلق المقاتلات الروسية فوق الساحة الحمراء. 

"نحن منزعجون"

الدبابات القتالية غابت أيضاً عن الموكب، والذي شهد في السنوات الماضية عرضا لأحدث الموديلات من الدبابات القتالية من طراز آرماتا أو T-14. لكن تلك الدبابات غابت هذا العام عن المشهد كليا. وكانت وسائل الإعلام الروسية قد ذكرت في نيسان/أبريل أن الجيش الروسي استخدم دبابة آرماتا لأول مرة في الحرب ضد أوكرانيا.

"هذا ضعيف، ليس هناك دبابات"، كما تقول يلينا أورلوفا، إحدى المواطنات من موسكو والتي شاهدت المدرعات تسير خلال شارع نوفي آربات، قادمة من الساحة الحمراء. وتابعت أورلوفا: "نحن منزعجون. لكن، لا بأس، سيكون الأمر أفضل في المستقبل."

تقشف لإخفاء انخفاض القدرات

إضافة إلى ذلك، لاحظت وكالة أسوشييتد برس أن الاستعراض العسكري انتهى في غضون أقل من ساعة. وحسب مراقبين، تحاول موسكو من خلال ذلك "التقشف" الملاحظ في الاستعراض السنوي أن تخفي مدى انخفاض قدرات جيشها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وفقا هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، فإن 8 آلاف جندي شاركوا في الاستعراض، مقارنة بـ11 ألف جندي في استعراض العام الماضي.

لكن المسؤولين الروس لم يقدموا أي تبرير حتى الآن للتخفيض الذي طرأ على الاستعراض، أو قدموا تبريراً فضفاضاً بأن هناك تهديداً أمنياً بسبب الحرب في أوكرانيا. وحسب المعهد الأمريكي لدراسة الحرب Institute for the Study of War، ومقره واشنطن، فإنه من "المحتمل أن الروس استخدموا الهجوم بالمُسّيرات على الكرملين في الثالث من أيار/مايو كي يوسعوا دائرة إلغاء المواكب العسكرية" في 21 مدينة روسية في ذكرى يوم النصر.

أين هي المعدات العكسرية الروسية؟

هذا الاختزال في الاحتفالات والاستعراضات، يرى فيه المعهد المذكور وسيلة للكرملين من أجل إخفاء التدهور الذي تشهده قواتها ومعداتها، "لأن هكذا فعاليات تعرض بشكل واضح معدات عسكرية متقدمة"، وهذه المعدات إما تحتاجها روسيا الآن بشكل ماس لعملياتها في أوكرانيا، أو ببساطة تدمرت في الحرب الدائرة منذ 14 شهرا، حسب تقدير المعهد.

وحسب ما يقدر موقع "المها" Oryx فقد خسرت روسيا في حربها في أكرانيا حتى الآن بما معدله 150 دبابة شهرياً.

أما كير جايلز، خبير الشؤون الروسية في معهد دراسات "تشاتهام هاوس" اللندني المرموق، فيقول: "من المفترض أن يكون هذا (الاستعراض) بمثابة تحفة للقوة العسكرية الروسية. لكن الكثير من تلك القوة العسكرية قد تم تدميره بالفعل في أوكرانيا، بحيث أن روسيا ليس لديها سوى القليل لتظهره في استعراضها في الساحة الحمراء."

المصادر الإضافية • أ ب / د ب أ

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

روسيا تجند أكثر من 120 ألف جندي خلال أشهر وبريغوجين يقول إن سقوط باخموت ليس وشيكا

هل بإمكان منظومة باتريوت للدفاع الجوي اعتراض صواريخ فرط صوتية حقاً؟

شاهد: آلاف المزارعيين العراقيين ينزحون إلى المدن بسبب الجفاف وشح المياه