Eventsالأحداث
Loader

Find Us

FlipboardNabdLinkedinفايبر
Apple storeGoogle Play store
اعلان

من غزة المحاصرة.. شهاداتٌ من رحم الركام والدمار

طفل من غزة ينتظر الفرج عساه يحصل على قطرة ماء
طفل من غزة ينتظر الفرج عساه يحصل على قطرة ماء Copyright يورونيوز
Copyright يورونيوز
بقلم:  رويدا عامر
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أكثر من مئة طفل فقدوا أهاليهم بشكل كامل في غزة وبقوا وحيدين دون أحد لهم. ما يجعل من العسير التنبؤ بمستقبلهم في ظل غياب الأبوين وكيف ستكون قدرتهم على تجاوز هذا الجرح الغائر.

اعلان

ثلاثة عشر يوماً ولم تضع الحرب بعد أوزارها في غزة.. لكنها حملت في ذات الوقت الكثير من معاناة المواطنين الذين يفتقرون  لأدنى الاحتياجات الانسانية.

 ما يزيد عن مليون فلسطيني في القطاع  أكثرُ من نصفهم نازحون ومشرّدون، يرزحون تحت وطأة الغارات المستمرة فكيف هي أشكال هذه المعاناة؟ 

إليكم شهادات بعض الفلسطينيين في غزة عما يكابدونه رصدتها يورونيوز

النزوح من شمال غزة إلى جنوب القطاع.. شهادات المدنيين

في صباح يوم الجمعة الرابع عشر من أكتوبر طلب الجيش الاسرائيلي من المواطنين في شمال قطاع غزة ومناطق مدينة غزة بالنزوح إلى جنوب وادي غزة أي إلى المناطق الوسطى وجنوب قطاع غزة لأنها آمنة كما يقولون. في ساعات الصباح الأولى بدأ المواطنون في التواصل مع أصدقائهم وأقربائهم في تلك المناطق أملا في أن تتم استضافتهم خلال أيام الحرب.

هذا ما وصفه هاني سليم "40 عاماً" واسترسل في حديثه قائلا:" أحد أصدقائي من مدينة خان يونس اتصل بي ودعاني للبقاء في منزله مع عائلته حتى تنتهي الحرب ونتمكن من العودة إلى منازلنا، لم تكن فكرة الانتقال من مدينة غزة إلى خان يونس سهلة في ظل القصف الشديد فنحن لا ثقة لدينا بالجيش الاسرائيلي الذي يمكن أن يستهدف سياراتنا خلال التنقل، لهذا تشاورت كثيراً مع عائلتي واتخذنا قرارا بأن ننتظر قليلاً لعل تهديدات الاحتلال تكون خاطئة، ولكن ليلة السبت كانت صعبة جداً. فالقصف الشديد في محيط المنطقة لم يهدأ للحظة واحدة، كنت أنتظر شروق الشمس حتى أخرج مع عائلتي من البيت ودعوت كثيراً أن ننجو من هذا القصف، كانت ليلة طويلة صعبة جداً وجاء الصباح. شعرت بحرقة قلب كبيرة وخوف شديد على عائلتي".

ويضيف هاني قائلاً:" مع ساعات صباح يوم السبت الأولى أعدّت زوجتي الأغراض التي سنحتاجها وخرجت مع أطفالي الخمسة إلى هناك، وجدت مئات العائلات على طريق النزوح إلى جنوب قطاع غزة، كانت جميع الوجوه حزينة مستاءة لتركها بيوتها وتشريدها إلى مناطق أخرى لا تعلم ما هو مستقبل الأحداث وإلى متى ستستمر، وصلنا إلى مدينة خان يونس ورأينا الشوارع مكتظة بالنازحين، نحن لا نشعر بالراحة في مكان آخر ونحتاج للعودة لبيتنا الذي لا نعرف إذا كان مازال سليماً أم دُمّر، فمدينة غزة شهدت دمار كبير جداً".

مدارس الأونروا.. ملاذ النازحين ولكن أين الأمان؟

استقبلت مدينة خان يونس آلاف النازحين من المناطق الشمالية للقطاع ويفوق عدد السكان فيه 600 ألف مواطن، هؤلاء النازحون لجأوا إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا والمستشفيات ومنازل الأقارب والأصدقاء.

لكن النزوح إلى المدارس معاناة أصعب وأكبر، تقول سمر شرف" 54 عاماً" : أنا من بلدة بيت حانون تشردت في بداية الحرب إلى مدارس الأونروا وسط مدينة غزة كونها آمنة وتتبع لمؤسسة دولية، اشتدت وتيرة الحرب كثيراً وبدأت الصواريخ تنهال على بعض المدارس عدة مرات، ومن ثم طلب الجيش الاسرائيلي منا اخلاء مناطق مدينة غزة ولكن قلت أنني في مدرسة أونروا، ولن يلحق بنا ضرر بشكل مباشر ولكن الوكالة خرجت لتقول للإعلام إن مؤسساتها غير آمنة، لهذا أُجبرت على النزوح مرة أخرى إلى مدرسة تديرها الأونروا في مدينة خان يونس مع 20 شخصاُ من عائلتي".

تضيف سمر قائلة:" حياتا في المدرسة صعبة جداً لا يوجد طعام ولا ماء ولا كهرباء، لا يوجد أي من مقومات الحياة التي نستطيع من خلالها أن نبقى على قيد الحياة، إن لم نمت من الحرب سوف نموت من العطش وقلة الغذاء، لا توجد مواد تموينية بسبب كثافة السكان، لا يوجد خبز والحصول عليه أصبح صعب جداً، لا نستطيع طبخ أي شيء في المدرسة. لا يوجد أدوات للطهي، وأنا مريضة بداء السكري وأحتاج إلى علاج وغذاء لكي أستطيع أن أتحمل ما أعيشه هذا، نحن نعيش أصعب أيام في حياتنا، متى ستنتهي هذا كله؟ متى ستنتهي هذه الحرب المؤلمة؟

عشرات الأطفال بلا أب أو أم..

أكثر من مئة طفل فقدوا أهاليهم بشكل كامل في غزة وبقوا وحيدين دون أحد لهم. ما يجعل من العسير التنبؤ بمستقبلهم في ظل غياب الأبوين وكيف ستكون قدرتهم على تجاوز هذا الجرح الغائر.

الطفل عودة أبو عكر " 12 عاماً " من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة فقد والديه وإخوته وكان الناجي الوحيد من قصف ضرب المكان الأربعاء 18 أكتوبر الجاري. يقول:" منذ بداية الحرب لم نخرج من بيتنا، عائلتنا كلها بقيت في المنزل وكنا مطمئنين معهم وشعرنا أننا بأمان، جاء إلينا عائلة أحد أصدقائنا ونزحوا إلى بيتنا، في الليلة التي سبقت القصف كنا نجلس مع أبي وأمي نتسامر ونضحك ولم نشعر بأن القصف سوف يصيبنا يوماً ما خلال الحرب، كنا نسمع صوت القذائف من الدبابات والصواريخ التي تتساقط في محيط المنطقة، لكن أبي كان يقول لي هذا القصف بعيد لن يصيبنا ضرر".

دخان كثيف متصاعد من غارة إسرائيلية على غزة
دخان كثيف متصاعد من غارة إسرائيلية على غزةيورونيوز

ويضيف قائلاً:" صباح أمس صباحاً سمعنا صوت صواريخ ومن ثم كان هناك دخان كثيف وأشياء سقطت على جسدي، جاء أحد لانتشالي من تحت الأنقاض كنت مصابا  ونظرت حولي وجدت أعداد كبيرة من الناس تصرخ بصوت عالي شهيد وأشلاء وذهب إلى المشفى وكانت اصابتي متوسطة، كان حولي أبناء عمي يبكون وسألتهم عن أبي وأمي واخواتي قالوا لي أنهم ذهبوا إلى مكان أفضل من هنا، منذ أمس وأنا أبكي بشدة أريد عائلتي اشتقت لهم كثيراً".

في صباح يوم الثلاثاء الساعة السابعة استيقظ الحي السكني على صوت صاروخ قوي في المنطقة، خرج جميع المواطنين يصرخون من شدة الصوت ويبحثون عن المكان الذي قُصف، كان الاستهداف لبيت أحد الجيران الذي يضم عائلة مكونة من سبعة أفراد ونازحين، استشهد جميع النائمين في البيت ما عدا عودة ظل وحيداً يتيماً بدون عائلة.

عودة ليس الطفل الوحيد الذي أصبح وحيداً، قد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت سابق أن أكثر من مئة طفل فقدوا جميع أفراد عائلتهم وبقوا وحيدين دون أي أحد.

لا ماء ولا كهرباء..

منذ ثالث أيام الحرب قطعت إسرائيل الكهرباء عن غزة بشكل كامل وأُغلقت المعابر ومُنع وصول الوقود إلى غزة لتشغيل محطة توليد الكهرباء. وقد ارتبطت معاناة التزود بالطاقة بشكل وثيق مع معاناة المياه التي قطعتها اسرائيل عن غزة بشكل كامل.

لا يستطيع المواطنون إيجاد الماء لاستخدامهم اليومي، ولا حتى الكهرباء لشحن هواتفهم أو إضاءة إنارة بسيطة على أطفالهم من خلال البطاريات الصغيرة.

أطفال في طوابير التزود بالمياه الصالحة للشرب
أطفال في طوابير التزود بالمياه الصالحة للشربيورونيوز

يقول أنس المصري" 33 عاماً " : منذ بداية الحرب ونحن نتساءل هل يوجد مياه كافية لدينا أو يوجد شحن في هواتفنا؟ هل متوفر خبز في البيت أم لا؟ في بيتي نازحون من بلدة بيت لاهيا ونازحون من مدينة غزة أي لديّ أكثر من 30 شخص، نحن بحاجة للمياه وللخبز أيضا. أقضي يومي على طوابير المخابز ومحطات المياه لتعبئة مياه للشرب، أبحث عن شخص لكي يساعدني في تعبئة خزان المياه للاستخدام فقط لغسل اليدين على الأقل لا أريد الاستحمام سأتحمل هذا الوضع ولكن لنجد مياه على الأقل في دورات المياه".

اعلان
فلسطينيون يتجمعون حول نقطة توزيع المياه الصالحة للشرب في غزة
فلسطينيون يتجمعون حول نقطة توزيع المياه الصالحة للشرب في غزةيورونيوز

يضيف قائلاً: لا يوجد حتى طريقة تواصل مع الأهل، جميعنا نعيش حالة قلق لفقدنا التواصل مع أهلنا، الاحتلال الاسرائيلي قصف شركة الاتصالات الوحيدة في القطاع ودمر أبراج الاتصالات كلها، نحاول عشر مرات لكي نتصل بأحد وخلال الحديث ينقطع الاتصال، نحن في حالة يرثى لها والعالم يشاهدنا وصامت، هل يعقل أن يعيش 2 مليون مواطن في هذا الحصار والحرب الصعبة".

ليل غزة طويل موحش .. بين الظلام وأزيز الطائرات ودوي الانفجارات

الليل له قصة أخرى مع أهالي غزة، هو أطول الليالي التي يعيشوها وكل دقيقة تمر ببطء شديد جداً وأصوات الطائرات تتعالى بكثافة كبيرة ومربكة للمواطنين، أصوات الصواريخ تهز المكان في كل دقيقة، تصفه منى خضر " 40 عاماً " قائلة: ظلام مخيف، الطائرات الحربية تغزو سماء وأرض غزة، القلق يقتل من تبقى يتنفس خوفاً على أطفاله ومن تبقى من أهله، نتلقف أخبار القنوات الإعلامية على مواقع الفيس بوك أو على الواتساب، نشحن البطاريات نهاراً بأية بدائل حتى يبقى ضوء بسيط او نقطة تواصل ليلا لأن ليل غزة موحش".

وتضيف قائلة " نتفقد أطفالنا بين الحين والآخر، نحاول أن نخفف عنهم هول ما يعيشونه. في كل ساعة مجزره جديدة وعائلات تسقط وتبقى تحت الركام، نحن في غزة نحب الحياة ونحب الورد ونحب لقاء أحبتنا وضحكاتنا".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الأمم المتحدة: إعادة إعمار جميع الوحدات السكنية التي دمرتها إسرائيل في غزة قد تستغرق 80 عاما

اليوم العالمي لحرية الصحافة: غزة المكان الأكثر دموية وخطورة على الصحفيين في التاريخ الحديث

جعجع: دخول حزب الله الحرب إلى جانب حماس أضر بلبنان ولم يساعد غزة