واصل رجال الإطفاء جهودهم للسيطرة على حرائق الغابات التي تسببت بمقتل 24 شخصًا وفقدان 16 آخرين على الأقل في منطقة لوس أنجلوس، فيما توقع خبراء الأرصاد الجوية عودة الرياح القوية هذا الأسبوع، مما قد يعقّد جهود السيطرة على النيران.
وتوقع خبير الأرصاد الجوية ريتش تومسون أن يكون يوم الثلاثاء الأكثر خطورة. ويُرجَّح أن يزداد عدد الوفيات مع استمرار محاولات السيطرة على الحرائق التي تقترب من متحف جي بول جيتي الشهير وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
وقد صرّح رئيس عمليات "كال فاير"، كريستيان ليتز، خلال مؤتمر صحفي، بأن الحرائق أصبحت على مقربة من الحرم الجامعي.
خسائر اقتصادية تصل إلى 150 مليار دولار كتقدير أولي
وحتى صباح يوم الأحد، أعلنت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا أن حرائق باليساديس وإيتون وكينيث وهيرست التهمت أكثر من 62 ميلًا مربعًا (ما يعادل 160 كيلومترًا مربعًا)، وهي مساحة تفوق حجم مدينة سان فرانسيسكو.
وتواصل السلطات إصدار أوامر الإجلاء، مما يدفع عشرات الآلاف من المواطنين إلى الابتعاد عن منازلهم، حيث دمرت النيران أكثر من 12 ألف مبنى على الأقل في لوس أنجلوس.
وتُقدَّر الخسائر الاقتصادية بما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار أمريكي، وفقًا لإحصاءات أولية أجرتها شركة "أكيو ويذر".
تحذيرات من العودة إلى المنازل
في هذا السياق، تحذّر السلطات المواطنين من العودة إلى منازلهم المحترقة خشية استنشاق المواد السامة، نظرًا لاحتواء الرماد على الرصاص والزرنيخ والأسبستوس ومواد ضارة أخرى.
وقال كريس توماس، المتحدث باسم القيادة الموحدة للحوادث في حريق باليسيدس: "إذا كنت تركل هذه الأشياء، فأنت تستنشقها.. كل هذه الأشياء سامة".
الحرائق تشعل الخلافات السياسية أيضًا
وأمام الضغوطات الكبيرة، بدأ المسؤولون بتقاذف التهم والملامة، خاصة بعدما تعطل خزان سعة 440 مليون لتر وجفت الصنابير. إذ قالت رئيسة قسم الإطفاء في لوس أنجلوس، كريستين كراولي، إن قيادة المدينة خذلت رجال الإنقاذ بعدم توفير المال الكافي لمكافحة الحرائق، وانتقدت نقص المياه قائلة: "عندما يأتي رجل الإطفاء إلى صنبور المياه، نتوقع أن تكون هناك مياه".
تصاعد الاعتقالات بتهمة النهب
مع استمرار الدمار الناتج عن حرائق الغابات، ازدادت المخاوف من أعمال النهب، وأعلنت السلطات عن اعتقال المزيد من الأشخاص المتورطين في تلك العمليات.
وأفاد مايكل لورينز، ضابط في شرطة لوس أنجلوس، بأنه تم القبض على سبعة أشخاص خلال اليومين الماضيين.
وقال لورينز، خلال اجتماع مساء السبت: "لقد ألقينا القبض حتى الآن على شخصين تنكّرا كرجال إطفاء لدخول المنازل والخروج منها، لذا نراقب الجميع عن كثب". وعند سؤاله عن العدد الإجمالي للمشتبه بهم الموقوفين، أشار لورينز إلى أن الشرطة تعتقل نحو 10 أشخاص يوميًا في قضايا تتعلق بالنهب.