خيّم الحزن على العاصمة الأوكرانية صباح الأربعاء، حيث نكّست الأعلام حدادًا على أرواح 28 شخصًا لقوا مصرعهم في أعنف ضربة روسية تستهدف كييف منذ بداية عام 2025، وسط تصاعد مشاعر الغضب واليأس من المسار الدبلوماسي المتعثر.
واستخدمت روسيا في الهجوم الذي شنّته ليل الثلاثاء–الأربعاء 440 طائرة مسيّرة و32 صاروخًا، بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما أدى إلى تسوية مبنى سكني جزئيًا بالأرض، ووقوع دمار واسع شمل عشرات المواقع، بينها بنى تحتية حيوية ومؤسسات تعليمية، وفقًا لما نقلته رويترز عن مصادر رسمية أوكرانية.
وقد تجمّع السكان صباحًا في موقع القصف المروّع، حيث عملت فرق الإنقاذ على إزالة الركام الثقيل بصعوبة وسط أصوات الآليات الثقيلة، حيث رُصد انتشال جثتين من تحت الأنقاض، فيما أقام السكان نصبًا تذكاريًا مرتجلًا ضمّ زهورًا وألعابًا للأطفال، في مشهد يلخّص وجع مدينة لا تنام على وقع الإنذارات.
وفي هذا الصدد، تقول ألّا مارتينيوك، 46 عامًا، وهي تنظر إلى المبنى المدمر: "أمّة كهذه لا تستحق أن توجد… لا تستحق أن تُنزِل كل هذا الألم بالبشر".
أمّا سوفييا هولوفاتينكو، 21 عامًا، فقد جاءت أيضًا تحمل الزهور، وتقول: "الأمر صادم… خصوصًا عندما يحدث بجانب منزلك. لا يمكنك تجاهله أبدًا".
إلى جانب كييف، تعرّضت مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية لهجوم منفصل أسفر عن مقتل شخصين، بحسب سلطات المدينة. ويُعد هذا التصعيد جزءًا من سلسلة غارات روسية مكثفة استهدفت مدنًا أوكرانية في الأسابيع الأخيرة، في وقت تعاني فيه المساعي الدولية للسلام من جمود قاتل.
وفي هذا السياق، أعلن زيلينسكي الذي غادر قمة مجموعة السبع في كندا مؤخرًا، أن "الدبلوماسية في أزمة"، بعد فشله في الاجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكبر داعمي أوكرانيا عسكريًا، للحصول على حزم دعم جديدة. وحتى الآن، لم تعلن إدارة ترامب عن أي مساعدات إضافية لكييف، مما يزيد من قلق الحكومة الأوكرانية والمواطنين على حدّ سواء.
وفي ردها، زعمت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن الضربة استهدفت "مواقع مرتبطة بالمجمّع الصناعي العسكري الأوكراني" في كييف وزابوريجيا. ومع ذلك، فإن الصور والمشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام، أظهرت حجم الخسائر في المناطق السكنية والبنى المدنية.