تقدمت روسيا والصين، الجمعة، بطلب إلى مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع قرار يمدد إعادة فرض العقوبات على إيران لمدة ستة أشهر.
وتمنح هذه المبادرة، إذا ما نجحت، طهران فسحة للتفاوض مع الترويكا الأوروبية، التي أعطتها مهلة قصيرة "لحسم أمورها"، قبل أن تُعاد جميع عقوبات الأمم المتحدة عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، أي منتصف ليل السبت بتوقيت غرينيتش.
وكانت هذه العقوبات قد جُمدت بموجب اتفاق عام 2015 (خطة العمل المشتركة) مقابل التزامات إيرانية بالحد من أنشطتها النووية، غير أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا فعّلت ما يُعرف بآلية "الزناد"، متهمةً الجمهوريةَ الإسلامية بانتهاك الاتفاق.
ومع أن الترويكا أبدت في وقت سابق استعدادها لتأجيل إعادة فرض العقوبات، إلا أنها اشترطت عودة إيران إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، وهو ما رفضه المرشد الإيراني علي خامنئي، بالإضافة إلى تمكين مفتشي الأمم المتحدة من الوصول إلى المواقع النووية، وتقديم تفسير لامتلاكها أكثر من 400 كيلوغرام (880 رطلاً) من اليورانيوم عالي التخصيب، بحسب هيئة الرقابة الأممية.
9 أصوات من أصل 15
ويتطلب تمرير القرار في مجلس الأمن، المكوَّن من 15 عضوًا، تسعة أصوات مؤيدة على الأقل، وعدم استخدام أي من الدول الثلاث الكبرى: بريطانيا، فرنسا، أو الولايات المتحدة، حق النقض (الفيتو).
بزشكيان: مستعدون لأي سيناريو
بدوره، صرّح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي التقى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء، قائلًا: "ما دام منطق القوة والهيمنة قائمًا فلن يتبقى مجال للحوار"، مؤكدًا أن بلاده "لا ترفض الحوار، لكنه يتحقق فقط بعيدًا عن منطق القوة ومن موقع الندية". وأضاف في وقت لاحق: "نأمل ألا تفعل الدول الأوروبية آلية الزناد، لكننا مستعدون لأي سيناريو".
فرنسا تسحب دعوتها ضد إيران عقب لقاء ماكرون- بزشكيان
ولم يتضح حتى الآن كيف يمكن أن تتعاطى الدول الأوروبية مع طلب بكين وموسكو، إلا أن اللافت كان إعلان محكمة العدل الدولية، يوم الخميس، أن فرنسا سحبت دعوى كانت قد رفعتها ضد إيران على خلفية اعتقال مواطنين فرنسيين في مايو/أيار 2022 بتهمة التجسس، دون أن تقدم تفاصيل إضافية.
وفي أعقاب لقائه مع الرئيس الإيراني، كتب ماكرون على منصة "إكس": "لا يزال التوصل إلى اتفاق ممكنًا، لم يتبقَ سوى بضع ساعات، والقرار الآن بيد إيران للاستجابة للشروط المشروعة التي طرحناها".
ويتكوف: العقوبات الدواء المناسب
في المقابل، قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس دونالد ترامب، الذي كان مكلفًا بالتفاوض مع إيران قبل الهجوم الإسرائيلي، إنه ما زال على تواصل مع طهران، دون أن يقدّم تفاصيل إضافية، مضيفًا أن الأخيرة في "وضع صعب".
وأضاف في قمة كونكورديا على هامش اجتماعات الجمعية العامة: "لا نرغب في إلحاق الضرر بهم، لكننا نريد التوصل إلى حل دائم والتفاوض حول العقوبات. وإذا لم ننجح، فالعقوبات ستُفرض كما هي، فهي الدواء المناسب".
وكانت إيران والقوى الأوروبية قد كثّفتا جهودهما خلال الأسبوع الماضي لتحقيق اختراق في اللحظات الأخيرة وفتح المجال أمام مفاوضات طويلة الأمد بشأن البرنامج النووي، إلا أن وزير الخارجية الألماني، يوهان واديفول، وصف فرصة التوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع بأنها "ضئيلة للغاية".