Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

هل ستسلم حماس سلاحها؟ تجربة إيرلندا الشمالية ترسم ملامح "المعركة الأصعب"

 مسلح فلسطيني من قوات الامن التابعة لحكومة حماس يمر من أمام جدار في أحد شوارع مخيم دير البلح في قطاع غزة 17 مايو 2006
مسلح فلسطيني من قوات الامن التابعة لحكومة حماس يمر من أمام جدار في أحد شوارع مخيم دير البلح في قطاع غزة 17 مايو 2006 حقوق النشر  HATEM MOUSSA/AP
حقوق النشر HATEM MOUSSA/AP
بقلم: يورونيوز
نشرت في آخر تحديث
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

مثلما حدث في إيرلندا الشمالية، يتضح أن مسألة نزع السلاح تشكل العقبة الأكبر أمام الخطة.

عندما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته للسلام في غزة المؤلفة من 20 بنداً، لاحظ دبلوماسيون ومعلقون تشابهاً واضحاً مع اتفاق الجمعة العظيمة الذي ساهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في صياغته. فقد شكّل هذا الاتفاق التاريخي، الذي وُقّع عام 1998، نقطة الانطلاق لإنهاء ثلاثة عقود من العنف الطائفي في إيرلندا الشمالية.

الأكاديمي ديفيد ميتشل، أستاذ دراسات المصالحة والسلام في كلية ترينيتي، قال لمجلة "بوليتيكو" إن "عدداً من العبارات في خطة غزة تبدو وكأنها مقتبسة مباشرة من اتفاق الجمعة العظيمة أو مستوحاة منه"، لا سيما تلك التي تشير إلى "عملية نزع السلاح" و"إخراج الأسلحة من الخدمة بشكل دائم".

وأوضح ميتشل أن مصطلح (نزع السلاح) لم يكن شائعاً قبل توقيع الاتفاق، واستخدامه جاء لتخفيف وقع الكلمة وجعلها أقل ارتباطاً بفكرة الهزيمة بالنسبة للجماعات المسلحة.

التحدي الزمني: من إيرلندا إلى غزة

ورغم ذلك، استغرق الأمر نحو تسع سنوات حتى نزع الجيش الجمهوري الإيرلندي (IRA) سلاحه بالكامل، بعد صراع دامٍ خلّف نحو 3,500 قتيل و50 ألف جريح. والسؤال المطروح اليوم: كم من الوقت سيستغرق نزع سلاح حماس؟

اعتماد اتفاق الجمعة العظيمة كنموذج لعملية غزة ليس مفاجئاً، إذ اختار ترامب توني بلير للإشراف على إدارة غزة في مرحلة ما بعد الحرب. وقد عمل بلير على الخطة خلال الأشهر الستة الأخيرة من الإدارة الأميركية السابقة، ثم شارك في تطويرها مع صهر ترامب جاريد كوشنر والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف بعد إحيائها في عهد الإدارة الحالية.

العقبة الأكبر في تطبيق الاتفاق

ومثلما حدث في إيرلندا الشمالية، يتضح أن مسألة نزع السلاح تشكل العقبة الأكبر أمام الخطة، لا سيما مع انتقالها من المرحلة الأولى، التي تقوم على تبادل الأسرى ووقف الأعمال القتالية، إلى المرحلة الثانية التي يُفترض أن تشهد تخلي حماس والفصائل الفلسطينية عن أسلحتها.

أما المرحلة الثالثة، في حال الوصول إليها، فتهدف إلى إعادة بناء مؤسسات الحكم المدني وإعمار غزة، وهي عملية ستستغرق سنوات طويلة، كما سيكون نزع السلاح بدوره طويلاً ومعقداً.

وفي هذا السياق، حذّر ترامب يوم الثلاثاء، بعد اتهام حماس بشن هجوم على قوات إسرائيلية في منطقة رفح، من أن الحركة ستواجه "نهاية سريعة، عنيفة، وقاسية" إذا لم تلتزم بنزع السلاح. حتى الآن، لم يُسجّل سوى تسليم محدود للأسلحة من قبل إحدى العائلات في خان يونس، في وقت بدأت فيه حماس حملة ضد خصومها المحليين والأشخاص الذين تتهمهم بالتعاون مع إسرائيل.

دروس من إيرلندا: الوقت والثقة والرموز السياسية

وتشير تجربة إيرلندا الشمالية إلى أن حتى أقوى الإرادات السياسية تحتاج إلى وقت طويل لإنجاز عملية نزع السلاح، ما يفتح الباب أمام خصوم العملية السياسية لمحاولة إفشالها.

ويعد اتفاق الجمعة العظيمة أحد أبرز إنجازات بلير، الذي قال في الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيعه: "لقد واجه القادة في ذلك الوقت عناصر متشددة داخل صفوفهم وتحملوا المخاطر السياسية للمضي قدماً، وهذا درس مهم لكل عمليات السلام في العالم".

نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس ألمح بدوره، خلال زيارته لإسرائيل الثلاثاء، إلى أن تطبيق خطة الـ20 بنداً "سيستغرق وقتاً طويلاً جداً"، مؤكداً أن الإدارة لن تحدد جدولاً زمنياً لنزع سلاح حماس.

ميتشيل استعاد أيضاً تجربة ما بعد توقيع اتفاق الجمعة العظيمة، موضحاً أن "نزع السلاح كان القضية الأهم التي سيطرت على العملية السياسية حتى عام 2007، وشكل رمزاً كبيراً"، إذ أدت الشكوك في جدية الجيش الجمهوري الإيرلندي إلى انهيار مراحل متعددة من تقاسم السلطة.

غموض الموقف وغياب الآلية

أما في غزة، فتقول حماس إنها أعادت نشر عناصرها المسلحة للحفاظ على الأمن ومنع الفوضى. لكن الحركة لم تقدم موقفاً واضحاً بشأن نزع السلاح. وقال محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحماس، لوكالة "رويترز" هذا الأسبوع: "لا أستطيع الإجابة بنعم أو لا. الأمر يعتمد على طبيعة المشروع. ما المقصود بنزع السلاح؟ ولمن ستُسلَّم هذه الأسلحة؟".

لا توجد حتى الآن آلية واضحة لجمع أو تدمير السلاح. فحماس لن تسلّم أسلحتها للجيش الإسرائيلي، تماماً كما لم يسلّم الجيش الجمهوري أسلحته للجيش البريطاني أو الشرطة.

في حالة إيرلندا، تولى مراقبان دينيان مستقلان مهمة الإشراف السري على تدمير الأسلحة. لكن من غير المرجح أن توافق شخصيات إسرائيلية بارزة مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على نموذج مماثل، إذ سيطالبان بأدلة قاطعة على عملية النزع.

"الثغرة القاتلة"

الحل الأكثر ترجيحاً، وفقاً لفانس، هو تسليم السلاح لقوة استقرار دولية لا تزال قيد التخطيط. لكنه لم يربط صراحة بين هذه القوة وآلية نزع السلاح. ويطرح هذا تساؤلات حول نوايا حماس ومدى قدرتها على ضبط مختلف الفصائل المسلحة في القطاع.

وقال نيد برايس، الدبلوماسي الأميركي السابق الذي عمل مع بلير ووزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن على الخطة، إن "المشهد في غزة ليس موحداً تماماً، والسؤال المطروح: هل لدى حماس السيطرة العملياتية الكاملة؟".

ويرى ميتشل أن الفارق الأكبر بين اتفاق الجمعة العظيمة وخطة غزة هو وجود تسوية سياسية واضحة في الحالة الأولى، مقابل غياب مسار نحو حل الدولتين في الحالة الثانية. ويقول: "في إيرلندا الشمالية، كان مسار السلام مرتبطاً بالتقدم السياسي، أما في هذه الخطة، فلا يوجد هذا الارتباط"، وهو ما قد يشكّل، بحسبه، "الثغرة القاتلة" في المشروع.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

"إعلان ريغان" يفجّر غضب ترامب.. الرئيس الأميركي يعلن إنهاء المفاوضات التجارية مع كندا

ترامب يلوّح بتدخل بري وشيك في فنزويلا.. ومادورو يخاطب واشنطن: "لا لحرب مجنونة.. أرجوكم"

روبيو يبدأ زيارة إلى إسرائيل.. وترامب يؤكد: لا تقلقوا بشأن الضفة الغربية