جاءت الهجمات في ظلّ تصاعد الدعوات الغربية لدعم كييف عسكرياً ومالياً. ففي لندن، دعا رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الحلفاء إلى تعزيز القدرات الصاروخية بعيدة المدى لأوكرانيا، غداة إعلان قادة الاتحاد الأوروبي خطوات لتمويل القدرات العسكرية الأوكرانية لعامين إضافيين.
أسفرت سلسلة من الهجمات الروسية بالصواريخ والمسيرات، يوم السبت 25 تشرين الأول/أكتوبر، عن مقتل شخصين وإصابة العشرات في مناطق متفرقة من أوكرانيا، في وقت يكثّف فيه الحلفاء الغربيون الضغط على موسكو مع دخول الحرب عامها الرابع.
في دنيبروبيتروفسك جنوب أوكرانيا، أفاد رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية، فيديسلاف غايفانينكو، بأن هجمات بصواريخ ومسيرات أدت إلى مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين. وكتب غايفانينكو عبر تلغرام أن الانفجارات تسببت في اندلاع حرائق، وألحقت أضراراً بأبنية خاصة ومتجر وسيارة.
وفي العاصمة كييف، استُهدفت أحياء متعددة خلال ضربات ليلية، ما تسبب في أضرار مادية واسعة النطاق وإصابة ثمانية أشخاص على الأقل. وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، عبر تلغرام: "انفجارات في العاصمة. المدينة تتعرض لهجوم بالستي". وأضاف في منشور منفصل أن ثمانية جرحى سُجّلوا حتى الآن، ثلاثة منهم نُقلوا إلى المستشفى.
وأشار إلى اندلاع "حرائق كبيرة" في مبانٍ غير سكنية بحَيَّي ديسنيانسكي ودارنيتسكي.
من جهته، أكد تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية للمدينة، وقوع أضرار في حي دنيبروفسكي، دون تحديد عدد الجرحى هناك.
دعوات غربية لتعزيز القدرات الصاروخية الأوكرانية
وجاءت الهجمات في ظلّ تصاعد الدعوات الغربية لدعم كييف عسكرياً ومالياً. ففي لندن، دعا رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أمس الحلفاء إلى تعزيز القدرات الصاروخية بعيدة المدى لأوكرانيا، غداة إعلان قادة الاتحاد الأوروبي خطوات لتمويل القدرات العسكرية الأوكرانية لعامين إضافيين.
كما أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع فرض عقوبات جديدة تستهدف قطاع الطاقة الروسي. وحثّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، واشنطن على توسيع نطاق العقوبات لتشمل كامل قطاع النفط الروسي، ولا يقتصر فقط على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل".
وقال زيلينسكي، الذي حضر اجتماع "تحالف الراغبين" في لندن لإجراء محادثات مع عشرين زعيماً أوروبياً، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات نفطية كان "خطوة كبيرة".
ورغم تركيزه على التعاون الغربي المشترك، لم يضغط زيلينسكي علناً خلال الاجتماعات على توريد صواريخ “توماهوك” كروز الأمريكية، لكنه شدّد على ضرورة التنسيق بين الحلفاء وفق ما أعلنته صحيفة "الغادريان".
وردّ ستارمر قائلاً: "أعتقد أن هناك المزيد الذي يمكننا القيام به فيما يتعلق بالقدرة، وخاصة... القدرة بعيدة المدى، وبالطبع العمل الحيوي لتحالف الراغبين عندما يتعلق الأمر بالضمانات الأمنية الضرورية".
نقاشات حول صواريخ توماهوك والأصول الروسية المجمدة
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، إنه ناقش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسألة إرسال صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا، مضيفاً أن القرار "لا يزال قيد المراجعة" من قبل واشنطن.
في المقابل، دعا الحلفاء الأوروبيون إلى تسريع استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل دعم أوكرانيا.
وأكد ستارمر وجود "وضوح مطلق" خلال الاجتماعات حول ضرورة التقدّم في هذا الملف. لكن زعماء الاتحاد الأوروبي امتنعوا، الخميس، عن تأييد خطة لاستخدام هذه الأصول بسبب مخاوف أثارتها بلجيكا، التي تحتفظ بمئات المليارات من الدولارات من الاحتياطيات الروسية. وحذّرت موسكو من "رد مؤلم" في حال تم الاستيلاء على هذه الأصول.
مفاوضات اقتصادية ومؤشرات على تقارب دبلوماسي
في تطور موازٍ، وصل كبير المفاوضين الاقتصاديين الروس، كيريل دميترييف، إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات، بعد يومين من فرض واشنطن عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين روسيتين. وقال دميترييف إن زيارته "مخططة منذ فترة بناء على دعوة من الجانب الأمريكي".
وكشف دميترييف، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، أن لقاءً بين ترامب وبوتين "سيحدث، لكن ربما في وقت لاحق"، بعد أن ألغى ترامب محادثات كانت مقررة مع بوتين في بودابست، واصفاً إياها بأنها قد تكون "مضيعة للوقت".
وأعرب دميترييف عن اعتقاده أن روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا "قريبة من التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب"، مشيراً إلى أن اعتراف زيلينسكي بفكرة وقف إطلاق النار على طول خطوط المعركة الحالية يُعد "خطوة كبيرة" مقارنة بموقفه السابق القائم على انسحاب روسي كامل. ولفت إلى أن الدول الأوروبية تعمل مع كييف على اقتراح جديد لوقف إطلاق النار.
وأضاف أن العقوبات الأمريكية الجديدة على شركات النفط الروسية "لن يكون لها تأثير كبير" على الاقتصاد الروسي، لأن "أسعار النفط العالمية سترتفع، وستبيع روسيا كميات أقل بسعر أعلى".