مجموعة السبع تعيد تثبيت موقفها من غزة والسودان وأوكرانيا وسط تصاعد التحديات

شدد وزراء خارجية مجموعة السبع، في بيان مشترك، على دعمهم لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مؤكدين على أهمية مواصلة جميع الأطراف الانخراط بشكل بناء في خطوات تنفيذ الخطة. وفي الوقت نفسه، أدانت المجموعة تصاعد العنف في السودان، داعية كافة الأطراف إلى احترام حقوق الإنسان والالتزام بالحد من التصعيد.

الأزمة في السودان

بشأن العنف المتصاعد في السودان، أدان البيان الهجمات الأخيرة، التي "غالباً ما تحمل دوافع عرقية"، والتي شنتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، خصوصاً في مناطق الفاشر وشمال كردفان. وأوضح البيان الأثر المدمر للصراع على المدنيين، بما في ذلك المجاعة التي أسفرت عن أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وأكد رفضه القاطع للعنف الجنسي، داعياً قوات الدعم السريع والجيش السوداني إلى احترام حقوق الإنسان، وخفض التصعيد، والالتزام بوقف فوري ودائم لإطلاق النار، لضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق. كما جددت مجموعة السبع دعمها للجهود الدبلوماسية الرامية لاستعادة السلام والأمن في السودان، داعية المجتمع الدولي إلى المساهمة الفاعلة في تحقيق ذلك.

من جهته، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى تحرك دولي عاجل لقطع إمدادات الأسلحة عن قوات الدعم السريع، مشيراً إلى تورطها في انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، بما في ذلك اغتصاب النساء.

وقال روبيو للصحفيين: "يجب القيام بخطوات فعلية لوقف تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والدعم، بينما تستمر في تحقيق مكاسب ميدانية". وأضاف أن أي تصنيف لقوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية سيكون واردًا إذا ساعد على حل الأزمة.

دعم لخطة ترامب في غزة

أعرب وزراء مجموعة السبع عن القلق إزاء القيود المستمرة على دخول المساعدات الإنسانية، داعين جميع الأطراف المعنية إلى السماح بوصول المساعدات دون تدخل واسع. وأكد البيان دعمهم لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في القطاع.

وفي تصريحات صحافية، أوضح وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن الدول الصناعية الكبرى تعمل على استصدار تفويض من مجلس الأمن الدولي لضمان تنفيذ خطة السلام بسرعة، معتبراً أن التفويض "ضروري لنزع سلاح حركة حماس وتمكين قوة أمنية دولية من إدارة القطاع".

وأكد فاديفول أن أي قوة دولية لن تتمكن من السيطرة على مسلحي حماس والجماعات المسلحة الأخرى دون غطاء قانوني من مجلس الأمن، مشيراً إلى استمرار المفاوضات مع إسرائيل لتحديد الدول المشاركة في القوة الأمنية متعددة الجنسيات.

الحرب في أوكرانيا

أشار البيان أيضاً إلى الدعم الثابت لوحدة أراضي أوكرانيا، مؤكدين على "ضرورة وقف فوري لإطلاق النار". وجرى خلال المحادثات بحث سبل تعزيز الدعم لأوكرانيا في مواجهة روسيا، بما في ذلك الاستفادة من الأصول السيادية الروسية المجمدة في دول مجموعة السبع.

وأعلنت كندا فرض عقوبات جديدة على كيانات قالت إنها تستخدم لشن هجمات سيبرانية على أوكرانيا، بالإضافة إلى استهداف سفن مرتبطة بنقل النفط الروسي في انتهاك للعقوبات. فيما أعلنت بريطانيا خط تمويل بقيمة 17 مليون دولار لدعم قطاع الطاقة في أوكرانيا، إلى جانب حظر الخدمات البحرية للغاز الطبيعي المسال الروسي.

وأكد وزراء مجموعة السبع كذلك إدانة دعم الصين وكوريا الشمالية وإيران لروسيا، معتبرين أن هذا الدعم العسكري ساهم في استمرار الحرب ضد أوكرانيا.

وصرّح وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها بأن المجموعة بحاجة إلى زيادة الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع تعزيز قدرة أوكرانيا العسكرية، مؤكداً أهمية استمرار التعاون الدولي لدعم الاستقرار والأمن في المنطقة.

الأمن البحري

أكد بيان وزراء مجموعة السبع أن الأمن البحري والازدهار يمثلان عنصراً أساسياً للاستقرار العالمي والمرونة الاقتصادية ورفاهية جميع الدول، مشيراً إلى الالتزام بالمبادئ المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وجدد البيان التزامه بـ تعزيز التنسيق بين مجموعة السبع وشركائها لمنع استخدام السفن غير المسجلة أو المسجلة بشكل احتيالي، أو المشاركة في التهرب من العقوبات، وكذلك مواجهة الممارسات الملاحية الخطرة.

وشدد على أهمية مواجهة التهديدات الهجينة، بما في ذلك الأنشطة التي تستهدف البنية التحتية الحيوية تحت البحر، وتعزيز الشراكات لتأمين الموانئ البحرية ومسارات النقل ضد تهريب المخدرات غير القانونية.

كما أكد البيان على مساعي تطوير شراكات لتعزيز التنمية الاقتصادية وسلاسل الإمداد المستدامة والمرنة، بالاستناد إلى خطة عمل مجموعة السبع للمعادن الحيوية، وخارطة الطريق الخاصة بتعزيز الأسواق القائمة على المعايير للمعادن الحيوية، إضافة إلى تحالف الإنتاج.