أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش"، قُتل في أكتوبر 2019 خلال غارة أميركية في شمال غربي سوريا، في الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، في وقت كانت فيه المنطقة تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" بقيادة الشرع آنذاك.
نفت مديرية الإعلام في رئاسة الجمهورية العربية السورية بشكل قاطع ما نشرته وسائل إعلامية من تقارير حول تعاون رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وصرحت المديرية في بيان رسمي: "ننفي صحة المعلومات التي وردت في بعض التقارير الصحفية عن وجود تعاون بين فخامة الرئيس أحمد الشرع مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيمي "داعش" و'القاعدة' منذ عام 2016".
وأضافت المديرية: "جميع القرارات والإجراءات المتخذة آنذاك جاءت بقرارٍ داخلي مستقل دون أي تنسيق أو طلب من أي طرف خارجي"، مؤكدة أن الرئيس "لم ينسّق أو يتعاون مع أي جهةٍ أجنبية في هذا الإطار".
وكانت "نيويورك تايمز" قد ذكرت في تقرير مفصل أن الشرع "كان يتعاون سراً مع التحالف الدولي ضد داعش والقاعدة منذ سيطرته على جزء من المناطق في شمال غرب سوريا عام 2016".
وقالت الصحيفة إن "الشرع الذي زار البيت الأبيض للمرة الأولى هذا الأسبوع والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقّع رسمياً على إعلان للتعاون السياسي والعسكري مع التحالف الدولي لمحاربة داعش".
واستندت "نيويورك تايمز" في تقريرها إلى مسؤولين سوريين ودبلوماسيين غربيين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.
وذكرت أن التحالف "زوّد الحكومة السورية الجديدة بمعلومات استخباراتية وتعاون عسكري للمساعدة في اعتقال خلايا داعش ومنع هجماتها"، وفق ما أكّده معاذ مصطفى، رئيس "الفرقة السورية للطوارئ"، وهي منظمة إنسانية وداعمة في الولايات المتحدة.
البغدادي قتل في منطقة تحت سيطرة " هيئة تحرير الشام"
ووفق "نيويورك تايمز"، كانت الولايات المتحدة قد وضعت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار على رأس أحمد الشرع حتى ديسمبر 2024، أي بعد فترة وجيزة من قيادته هجوماً مسلحاً أطاح بحكم بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرع سُجن سابقاً على يد القوات الأمريكية في العراق، قبل أن يؤسس الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
وأكدت "نيويورك تايمز" أن أبو بكر البغدادي، زعيم "داعش"، قُتل في أكتوبر 2019 خلال غارة أمريكية في شمال غرب سوريا، في عهد الرئيس ترامب الأول، حين كانت المنطقة تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" التي كان يقودها الشرع آنذاك.
براك: زيارة الشرع نقطة تحول
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم براك، أعلن يوم الخميس 13 نوفمبر 2025، أن زيارة رئيس سوريا للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى واشنطن، ولقائه بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، شكّلت "منعطفاً حاسماً في التاريخ الحديث للشرق الأوسط"، و"تحوّلاً استثنائياً لسوريا من عزلة إلى شراكة".
وأكد براك في منشور على منصة "إكس"، أن "الشرع - من داخل المكتب البيضاوي، وأمام ترامب وفريقه - قطع التزاماً صريحاً وموثّقاً يشمل دوراً فعّالاً لدمشق في مواجهة وتفكيك بقايا تنظيم داعش، وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحركة حماس، وحزب الله، وشبكات أخرى"، وهو التزام يُجسّد - بحسب براك - "انتقال سوريا من دولة تُعدّ مصدراً للإرهاب إلى شريكٍ فاعل في مكافحته، والتزامٌ أيضاً بإعادة الإعمار والتعاون والمساهمة في استقرار المنطقة بأسرها".
وشدّد على أن "هذا الالتزام لا يقتصر على البُعد الأمني، بل يشمل رؤية شاملة تهدف إلى بناء شراكة استراتيجية في مواجهة التطرف، ودعم جهود إعادة الإعمار، وتعزيز التعاون الإقليمي بما يخدم الاستقرار الشامل". ولفت إلى أن "هذا الدور يُسهم في الجهود الدولية الرامية إلى ترسيخ السلام في منطقة عانت عقوداً من الاضطراب".
وفي ختام منشور له، أكد براك أن قيادة الرئيس ترامب تُرسي مساراً جديداً يقوم على مبدأ "الأمن أولاً، ثم الازدهار"، مستقبلاً لا تُحدّده ظلال الماضي أو مآسيه، بل تُنيره آمال وطموحات مرحلة جديدة تُعاد فيها صياغة التحالفات.
وأوضح أن "تحويل الخصوم السابقين إلى حلفاء أوفياء" ليس ظاهرة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن الاستثنائي هو أن هذه التغييرات "تتحقق بقيادة الدول الإقليمية نفسها، لا بقراراتٍ أو وصايا غربية من خارج السياق".