في واحدة من أكثر الضربات حساسية منذ اتفاق وقف إطلاق النار، استهدفت إسرائيل مبنى في حارة حريك قالت إن القيادي البارز في حزب الله، هيثم علي طبطبائي، كان يتواجد داخله. ورغم أن الحزب لم يؤكد اغتياله حتى اللحظة، فإن تل أبيب قدّمت الغارة بوصفها محاولة جديدة لإسقاط أحد أهم أعمدة الجهاز العسكري.
تقول وسائل إعلام عبرية إن هذه هي المحاولة الثالثة لاغتيال طبطبائي، إذ ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن "إسرائيل حاولت تصفية الطبطبائي مرتين خلال الحرب، وهذه هي المرة الثالثة".
وتوازياً، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "الجيش الإسرائيلي نفذ هجوماً في قلب بيروت استهدف رئيس أركان حزب الله، الذي كان يقود جهود تعاظم القوة والتسلح داخل التنظيم".
من هو طبطبائي؟
يُعرف هيثم علي طبطبائي، الملقب "أبو علي"، بأنه واحد من أبرز القادة العسكريين في حزب الله.
وُلد عام 1968 لوالد إيراني ووالدة لبنانية، ونشأ في جنوب لبنان حيث التحق بصفوف الحزب في مرحلة شبابه المبكر.
يُصنّف على أنه "الرجل الثاني" في هرم القيادة العسكرية بعد نعيم قاسم، وشغل سابقاً قيادة قوات الرضوان، قبل أن يتولى موقعاً قيادياً متقدماً داخل المنظومة العسكرية.
وفي عام 2016 صنّفته الخارجية الأمريكية على لائحة "الإرهابيين العالميين المخصصين"، ما أدى إلى تجميد ممتلكاته داخل الولاية الأمريكية ومنع أي تعامل مالي معه.
وفي سياق ملاحقة طبطبائي، أعلن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية عن مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل أي معلومات يمكن أن تقود إلى العثور عليه أو توقيفه.
وبحسب البيانات الأمريكية، يتمتع طبطبائي بخبرة عملياتية واسعة في "قوات الرضوان" ودوائر التخطيط، وبشبكة تنسيق وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى خبرة عابرة لميادين سوريا واليمن. وتضعه التقديرات الأمريكية في موقع محتمل لإعادة بناء المنظومة الهجومية للحزب بعد عام 2024.
وتُشير وزارة الخارجية الأمريكية إلى ضلوعه في نقل خبرات الحزب إلى الحوثيين من تدريب وتسليح ودعم لوجستي، في إطار استراتيجية إيرانية لتوسيع شبكات الوكلاء في الإقليم.
وتأتي هذه العملية ضمن مسار الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدفت الصف الأول في قيادة حزب الله، والتي شملت حسن نصر الله وهاشم صفي الدين وفؤاد شكر.