لم تُفصح السلطات التركية عن مزيد من تفاصيل المباحثات، رغم وصف الأجواء بأنها "تعكس مدى التطور والنماء الذي وصلت إليه العلاقات السودانية التركية، وعلاقة الإخاء والمودة بين قيادتي البلدين".
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الخميس، إن أنقرة "ستعزّز التعاون مع السودان في العديد من المجالات، من التجارة والزراعة إلى الصناعات الدفاعية والتعدين".
وجاء ذلك خلال استقباله في القصر الرئاسي بأنقرة قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.
وأوضح إردوغان، في بيان صادر عن الرئاسة التركية، أن السودان يشهد "إحدى أخطر الأزمات الإنسانية في العالم"، مؤكدًا أن "أعمالًا تُرتكب هناك تشكّل جرائم ضد الإنسانية، خصوصًا في منطقة الفاشر".
وأشار إلى أن تركيا تقدّم دعماً عسكريًا واقتصاديًا للجيش السوداني، وتعمل على تقديم مساعدات إنسانية للسكان المتضررين، مع التزامها "بالحفاظ على السلام والاستقرار وسلامة أراضي السودان".
وشدّد على أن "الهدف هو تحقيق وقف لإطلاق النار وإرساء السلام الدائم".
استقبال رسمي وسط صمت إعلامي نسبي
وكان إردوغان قد استقبل البرهان بمراسم استقبال رسمية في القصر الرئاسي، بعد وصوله أنقرة تلبية لدعوة رسمية.
ونُشرت صورتان فقط من اللقاء: إحداهما على درج القصر، والأخرى داخل المكتب الرئاسي.
ولم تُفصح السلطات التركية عن مزيد من تفاصيل المباحثات، رغم وصف الأجواء بأنها "تعكس مدى التطور والنماء الذي وصلت إليه العلاقات السودانية التركية، وعلاقة الإخاء والمودة بين قيادتي البلدين".
تصعيد في كردفان وسقوط بابنوسة
في 2 ديسمبر الجاري، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة بابنوسة، الواقعة في ولاية غرب كردفان جنوبي السودان، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث — شمال كردفان، غرب كردفان، وجنوب كردفان — اشتباكات متواصلة منذ أسابيع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان في فترة قصيرة.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، بسطت قوات الدعم السريع سيطرتها على كامل ولايات دارفور الخمس في غرب البلاد، باستثناء مناطق محدودة في شمال دارفور لا يزال الجيش يحتفظ بها. ويسيطر الجيش في المقابل على غالبية الولايات السودانية الـ13 الأخرى، ومن بينها العاصمة الخرطوم.
وأسفر النزاع، الذي اندلع إثر خلاف حول ترتيبات المرحلة الانتقالية، عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد نحو 13 مليون شخص، إلى جانب انتشار واسع لانتهاكات حقوق الإنسان وتفاقم المجاعة في مناطق متعددة.
وتشكّل تركيا أحد أبرز الداعمين الخارجيين للجيش السوداني، خصوصاً عبر تزويده بطائرات مسيرة. في المقابل، تشير تقارير خبراء مستقلين إلى أن قوات الدعم السريع تتلقى دعماً لوجستياً وعسكرياً من الإمارات، وهو اتهام تنفيه أبوظبي بشكل قاطع.
ورغم استمرار القتال على الأرض، تشهد العلاقات بين أنقرة والخرطوم تطورًا ملحوظاً، ترعاه القيادتان مباشرة، وفق ما أشارت إليه الرئاسة التركية، مشيرة إلى "التنسيق المحكم بين اللجان الوزارية المشتركة" كأحد ركائز هذا التقدّم.