يستغلّ المجلس الانتقالي تقدّمه العسكري لطرح مطلب إعادة اليمن إلى دولتين، شمالية وجنوبية، كما كان قائمًا قبل عام 1990.
دعت السعودية، يوم الخميس، وبشكل رسمي الانفصاليين المدعومين من الإمارات إلى الانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين سيطروا عليهما مؤخرًا، في خطوة تهدد بإشعال مواجهة داخل التحالف السعودي–الإماراتي الذي يقاتل جماعة أنصار الله (الحوثيين).
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن "التحركات العسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة، التي نفذها مؤخرًا المجلس الانتقالي الجنوبي، جرت بشكل أحادي، من دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف، ما أدى إلى تصعيد غير مبرر أضر بمصالح الشعب اليمني بمختلف فئاته، وبالقضية الجنوبية، وبجهود التحالف".
وفي الأسبوع الماضي، تجمّعت نحو 20 ألف قوة مدعومة من السعودية على الحدود اليمنية، في ظل ضغوط متزايدة على المجلس الانتقالي الجنوبي للانسحاب من المكاسب الكبيرة التي حققها خلال الشهر الماضي في محافظة حضرموت الغنية بالنفط شرقي اليمن.
ويُعد "المجلس الانتقالي الجنوبي" قوة مدعومة من الإمارات، في حين تدعم السعودية قوى أخرى داخل اليمن، من بينها "قوات درع الوطن"، ضمن الحرب ضد الحوثيين.
ويستغل المجلس الانتقالي تقدمه العسكري للمطالبة بإعادة اليمن إلى دولتين، شمالية وجنوبية، كما كان عليه الحال قبل عام 1990.
وكانت قد أفادت مصادر بأن المجلس المدعوم من أبو ظبي تلقى تحذيرًا بإمكانية تنفيذ ضربات جوية مباشرة من القوات السعودية، ما قد يهدد مواقعه الرئيسة. وفي هذا السياق، تتجمع قوات، معظمها من ميليشيا "درع الوطن" في منطقتي الوديعة والعبر القريبتين من الحدود السعودية.
وقد حذّرت الرياض من أن على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي العودة إلى "مواقعها السابقة خارج المحافظتين، وتسليم المعسكرات في تلك المناطق" إلى قوات درع الوطن، مؤكدة أن "المملكة تشدد على أهمية التعاون بين جميع الأطراف والمكونات اليمنية، وضبط النفس، وتجنب أي إجراءات من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار، لما قد يترتب على ذلك من عواقب غير مرغوب فيها".
وتأتي تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في وقت يتزامن مع تصعيد الحرب في السودان، حيث تدعم السعودية والإمارات قوى متعارضة في نزاع مستمر.
ويرى مراقبون أن تطورات المنطقة ألقت بظلالها على العلاقات بين الرياض وأبو ظبي، رغم ما يربطهما من علاقات وثيقة وعضوية مشتركة في منظمة "أوبك"، إلا أنهما تنافستا في السنوات الأخيرة بشكل متزايد على النفوذ والأعمال الدولية.
وخلال الحرب الأهلية اليمنية، سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، فيما دخل تحالف تقوده السعودية، ومسلح بأسلحة ومعلومات استخباراتية أميركية، الحرب إلى جانب الحكومة اليمنية المنفية في مارس/آذار 2015. وقد دفعت سنوات من القتال غير الحاسم أفقر دولة في العالم العربي إلى شفا المجاعة.
وأسفرت الحرب في اليمن عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، من مقاتلين ومدنيين، وخلّفت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حاصدة أرواح عشرات الآلاف الآخرين.
اتفاق تبادل الأسرى
وكانت الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله قد اتفقتا يوم الأربعاء على الإفراج عن ثلاثة آلاف أسير بين الطرفين، وذلك بعد نحو أسبوعين من المحادثات في مسقط، عاصمة سلطنة عُمان، التي تتوسط في حل النزاع منذ عام 2014.
وفي حال تمت المبادلة، ستكون هذه أكبر عملية من نوعها منذ اندلاع النزاع قبل 11 عاماً. وكان عبد القادر المرتضى، المسؤول في الوفد الحوثي المشارك في مفاوضات مسقط، قد أوضح في بيان على منصة "إكس" أن "اتفاقاً تم توقيعه اليوم مع الطرف الآخر لتنفيذ صفقة تبادل واسعة النطاق تشمل الإفراج عن 1700 من أسرانا مقابل 1200 من أسرى الطرف الآخر، من بينهم سبعة سعوديين و23 سودانياً".