شهدت مناطق شمال غرب أوروبا العام الماضي، أدنى متوسط سرعة رياح سنوي منذ 1979 وتشكل هذه التقلبات تحديا كبيرا للعاملين في مجال طاقة الرياح الذين يبحثون عن حلول تمكنهم من التكيف مع الوضع.
في حلقة جديدة من "كلايمت ناو" نشارككم يورونيوز آخر الأرقام الشهرية للتغيرات الحاصلة في الكوكب والمقدمة من خدمة كوبرنيكوس.
وفي الجزء الثاني من الحلقة تأخذكم يورونيوز في تقرير يسلط الضوء على كيفية إدارة العلماء لطاقة الرياح والتي باتت متقلبة للغاية في السنوات الأخيرة بسبب التغير المناخي.
"49 درجة مئوية"
أظهرت بيانات خدمة كوبرنيكوس أن درجات الحرارة المسجلة على مستوى العالم هي أعلى بـ 0.3 درجة فوق متوسط فترة ما بين 1991 -2020 ما يجعله من أبريل سادس أكثر شهر سخونة على الإطلاق خلال العشرين سنة الماضية.
وفي أوروبا كانت درجات الحرارة المسجلة قريبة بشكل عام من المتوسط.
والتغيرات البارزة التي سجلت الشهر الماضي هي ارتفاع الحرارة في شمال شرق إفريقيا مرورا بالشرق الأوسط ووصولا إلى باكستان والهند.
فقد شهدت منطقة شمال غرب الهند وباكستان أحر شهر على الإطلاق بتسجيل المنطقة لدرجات حرارة يومية بلغت 49 درجة مئوية. كما شهدت مصر والسودان موجات حر كذلك.
وتظهر البيانات المسجلة مدى التقلبات الحاصلة بالكوكب وبالعودة إلى أوروبا نجد أن الشتاء كان جافا في إسبانيا لكن أعقبه هطول أمطار فوق المتوسط خلال أبريل.
في حين شهدت المملكة المتحدة وإيطاليا هطول أمطار أقل من المتوسط الشهر الماضي.
التغير المناخي يؤثر على الرياح أيضا
تظهر بيانات كوبرنيكوس كيف شهدت بعض مناطق شمال غرب أوروبا العام الماضي، (وهي مظللة باللون الأزرق) أدنى متوسط سرعة رياح سنوي منذ 1979 ... بينما كانت الرياح في شرق البحر الأبيض المتوسط أعلى بكثير من المتوسط في 2021.
وتشكل هذه التقلبات الحاصلة تحديا كبيرا للعاملين في مجال طاقة الرياح الذين يبحثون عن حلول تمكنهم من التكيف مع هذه التقلبات.
يقضي خبراء طاقة الرياح سنوات في مراقبة الرياح في مواقع مختلفة قبل بناء توربينات.
ويقول رئيس قسم موارد الطاقة بشركة إيبردرولا الإسبانية إيفان يوست في حديثه ليورونيوز بأنه "يتم توجيه التوربينات باستمرار نحو الرياح القوية ويتم وضع الشفرات بميل يعمل على زيادة إنتاج الطاقة إلى الحد الأقصى".
ويمكن للتوربينات التي يتم تنصيبها أن تعمل على مدى عشرين عامًا، ويتوقع العلماء أن تصبح سرعات الرياح أكثر تقلبًا في أوروبا نتيجة لتغير المناخ.
وفي هذا الشأن يقول يوست "صحيح أننا لاحظنا أن تقلبات الرياح قد ازداد في السنوات الأخيرة وقد يكون ذلك بسبب ظواهر مثل تغير المناخ، وما يمكننا فعله كمطورين هو الحفاظ على مزارع الرياح والتوربينات في أفضل حالة عمل وفي أفضل وضع تشغيلي عندما تهب الرياح بالمحطات".
يدير فريق من شركة إيبردرولا 284 مزرعة رياح في جميع أنحاء العالم، ويستخدمون بيانات الطقس والمناخ للتأكد من أن التوربينات تنتج الكهرباء.
كما يتم استغلال التوربينات التي لا تعمل بسبب ضعف الرياح من أجل صيانتها.
وللتأقلم مع وضع المتقلب للرياح، يقومون بدمج مصادر طاقة متجددة أخرى للتعامل بشكل أفضل مع هذا التباين.
ويقول مدير مركز العمليات المتجدد في إيبيردولا غوستافو مورينو "حاليا الطاقة الكهروضوئية هي البديل في الأيام التي تنعدم فيها الرياح. بشكل عام في الصيف هناك أيام مشمسة تبدأ فيها الطاقة الكهروضوئية في تغطية جزء كبير جدًا من النقص".
تم تطوير توربينات جديدة من قبل الشركة لتكون أكبر وأقوى بحيث يمكنها أن أن تعمل في ظل رياح ضعيفة، ويمكن لثلاثة منها فقط توليد نفس الطاقة التي يولدها 14 توربين رياح قديم.
ويقول مدير مشاريع إبيردولا أليخاندرو أرانز أن "هذه التوربينات تستفيد بشكل أفضل من الرياح. فهي أعلى حيث تكون الرياح أقوى. وتغطي مساحة 16 ألف متر مربع، وهذا يجعل التوربينات تعمل بوتيرة أعلى كفاءة، ومع عدد أقل من التوربينات نحصل على نفس النتيجة أو أكثر من تلك القديمة".