يتهم بعض الأشخاص المتشائمين الذكاء الاصطناعي بأنه خطر كبير على العالم، بينما يركز البعض المتفائل على الطرق التي يمكن من خلالها تحسين هذه التكنولوجيا القوية حياتنا اليومية وقدرتنا على حل المشاكل العالمية.
يؤدي ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تغيير طريقة عملنا ودراستنا وإبداعنا وحتى خوضنا للحروب. وفي مقال بحثيّ عرض موقع Quartz أبرز الإيجابيات والسلبيات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للمجتمعات الحديثة.
من أهم مزايا الذكاء الاصطناعي:
أثبت الذكاء الاصطناعي فعاليته في الحد من آثار تغير المناخ من خلال تحسين كفاءة الطاقة في مختلف القطاعات مثل النقل والزراعة والصناعة.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات المناخية المعقدة من الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار، مثل تغير مستويات البحار وهطول الأمطار، لتحديد مصادر التلوث ووضع توقعات مناخية أكثر دقة.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز النمو الاقتصادي للطبقة المتوسطة من خلال أتمتة المهام الروتينية، مما يسمح للعمال بالتركيز على مهام أكثر تعقيدًا وإبداعًا تتطلب مهارات أعلى. هذا التحول يرفع من قيمة العمل ويؤدي إلى زيادة في الأجور، مما يدعم نمو الطبقة المتوسطة.
وكتب الخبير الاقتصادي والأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ديفيد أوتور في ورقة بحثية في فبراير: "يمكن للذكاء الاصطناعي إذا ما استُخدم بشكل جيد أن يساعد في استعادة قلب سوق العمل الأمريكي الذي يتسم بالمهارات والطبقة المتوسطة والذي تم تفريغه من خلال العولمة".
ويدعم الذكاء الاصطناعي المعرفة والإبداع من خلال تقديم رؤى جديدة وأفكار مبتكرة بناءً على تحليله للبيانات الضخمة. هذا يتيح للأفراد والشركات اكتشاف اتجاهات جديدة وحل المشكلات بطرق مبتكرة.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث ثورة في مجال الرعاية الصحية وتشخيص الأمراض إذ يوجد بالفعل روبوت دردشة في مجال علم الأحياء يمكنه بناء بروتينات لتطوير العقاقير ومداواة الأمراض.
في المقابل، أبرز مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي:
يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى استخدام مفرط للطاقة وبالتالي زيادة انبعاثات شركات التكنولوجيا الكبرى. فبحلول عام 2030، يمكن أن تستهلك مراكز البيانات ما يصل إلى 9% من الكهرباء في الولايات المتحدة. وهو أكثر من ضعف ما يتم استخدامه الآن، وفقًا لمعهد أبحاث الطاقة الكهربائية.
يعمد الكثير من مختلف شرائح المجتمع (سياسيون، قراصنة، مواطنون، مؤثرون...) إلى استغلال الذكاء الاصطناعي في تزييف أخبار وحقائق ونشر معلومات مضللة وكاذبة على الانترنت.
هذا وسيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى إلغاء بعض الوظائف وخاصة في مجال إدخال البيانات والوظائف الإدارية.
تشير بعض الأدلة إلى أنّ استخدام بعض أدوات الذكاء الاصطناعي في التمييز العنصري يمكن أن يُعمّق عدم المساواة العرقية والاقتصادية والإنسانية. وهو ما تعمل الدول على مكافحته.
كما أنّ المواد التي يولّدها الذكاء الاصطناعي عن الاعتداء الجنسي على الأطفال تمثل مشكلة كبيرة. فقد انتشرت عمليات التزييف العميق للأطفال على شبكة الإنترنت المظلمة، وأصبح المحتوى أكثر تطرّفًا.
إن أسلحة الذكاء الاصطناعي تجعل من السهل أكثر من أي وقت مضى قتل الأهداف دون أن تطأ قدمي إنسان أرض المعركة أو ساحة الجريمة. وهو ما يثير الجدل حول الأسلحة التي يجب أن يُسمح باستخدامها في الحروب. وهناك أيضًا مخاوف من تطوير جهات خبيثة أسلحة بيولوجية وغيرها بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.