Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

حدث غير مسبوق في القارة القطبية الجنوبية... نصف نهر جليدي يختفي خلال شهرين

أحد ركاب السفينة البحرية التشيلية "أكوليس" ينظر إلى جبل جليدي في مضيق برانسفيلد، جزر شيتلاند الجنوبية، أنتاركتيكا
أحد ركاب السفينة البحرية التشيلية "أكوليس" ينظر إلى جبل جليدي في مضيق برانسفيلد، جزر شيتلاند الجنوبية، أنتاركتيكا حقوق النشر  Jorge Saenz/Copyright 2023 The AP. All rights reserved
حقوق النشر Jorge Saenz/Copyright 2023 The AP. All rights reserved
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك محادثة
شارك Close Button

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Nature Geoscience أن نهر هيكتوريا فقد حوالي ثمانية كيلومترات من جليده في مطلع عام 2023، وهو ما يعادل تراجعاً كارثياً في فترة زمنية قياسية.

في تطوّر مقلق يعيد طرح أسئلة كبرى حول مستقبل القارة القطبية الجنوبية وتأثيراتها على مستوى سطح البحر، كشف علماء من جامعة كولورادو بولدر أن نهر هيكتوريا الجليدي في شرق القارة فقد ما يقارب نصف كتلته خلال شهرين فقط، في أسرع تراجع موثّق لنهر جليدي في التاريخ الحديث.

انهيار غير مسبوق في القارة البيضاء

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Nature Geoscience أن نهر هيكتوريا فقد حوالي ثمانية كيلومترات من جليده في مطلع عام 2023، وهو ما يعادل تراجعاً كارثياً في فترة زمنية قياسية.

وأوضحت الدراسة أن سبب هذا الانهيار يعود إلى الطبيعة المستوية النادرة لصخور القاع التي كان يستند إليها النهر الجليدي، إذ جعلته أكثر عرضة للطفو والانفصال عن الأرض عندما بدأ يفقد سُمكه، مما أدى إلى عملية انفصال جليدي متسارعة وغير مألوفة.

تحذيرات من مستقبل الجليد العالمي

يشير العلماء إلى أن هذا الحدث يشكّل إنذاراً حول احتمالية تعرض أنهار جليدية أخرى في القارة القطبية لسيناريوهات مشابهة.

ورغم أن مساحة نهر هيكتوريا لا تتجاوز 115 ميلاً مربعاً (بحجم مدينة فيلادلفيا تقريباً)، إلا أن الباحثين حذّروا من أن انهيارات مماثلة في أنهار أكبر قد تؤدي إلى ارتفاع خطير في مستوى سطح البحر على نطاق عالمي.

مشهد مذهل من فوق الجليد

تقول الباحثة نعومي أوشوات، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "عندما حلّقنا فوق نهر هيكتوريا في مطلع عام 2024، لم أصدق مدى اتساع المنطقة المنهارة، كنت أتابع صور الأقمار الصناعية، لكن رؤية المشهد مباشرة كانت مذهلة وصادمة في آن واحد."

ويُظهر مقطع فيديو توضيحي من جامعة كولورادو كيف بدأ النهر الجليدي بالتراجع السريع أواخر عام 2022 ومطلع 2023، حيث أدى الطفو الناتج عن القاع المسطّح إلى تفكك الجليد بسرعة كبيرة، ما كشف مدى هشاشة النهر أمام تغيّرات طفيفة في درجات الحرارة أو مستوى البحر.

من المراقبة إلى الاكتشاف

كان فريق البحث، الذي يضم العالم تيد سكامبوس،كبير الباحثين في معهد البحوث العلمية والتكنولوجية (CIRES) يدرس المنطقة عبر صور الأقمار الصناعية ضمن مشروع آخر، قبل أن تكتشف أوشوات صدفةً بيانات تُظهر أن النهر اختفى تقريباً خلال شهرين فقط.

هذا الاكتشاف المفاجئ دفع الفريق إلى إطلاق تحقيق علمي جديد لفهم آلية الانهيار السريع، الذي تبين لاحقاً أنه مرتبط بخصائص السهل الجليدي (Ice Plain) الواقع تحت النهر.

أسرار الجغرافيا الخفية تحت الجليد

الأنهار الجليدية المدّية، مثل هيكتوريا، تستقر على قاع البحر وتنتهي بحافّة جليدية تطفو فوق المحيط، وغالباً ما تختلف تضاريسها بين أودية عميقة أو جبال مغمورة أو سهول منبسطة.

في حالة هيكتوريا، كشف الباحثون أن النهر كان يستقر فوق سهل جليدي واسع تحت مستوى البحر، ما جعله عرضة لأن يطفو ويفقد استقراره فور ترقّق طبقاته.

وباستخدام بيانات من عدة أقمار صناعية، اكتشف الفريق وجود عدة خطوط ارتكاز "وهي النقاط التي ينتقل فيها الجليد من الارتكاز إلى الطفو" مما أكّد الطبيعة المسطّحة لتضاريس القاع.

هذه الطبيعة سمحت للنهر بأن ينفصل فجأة عن الأرض، فتعرّض لضغط هائل من مياه المحيط فتح شقوقاً من الأسفل التقت مع الشقوق السطحية، فانفصلت كتل الجليد وانزاحت بسرعة.

زلازل جليدية تكشف الحقيقة

اعتمد العلماء أيضاً على أجهزة الاستشعار الزلزالي، التي سجّلت سلسلة من "الزلازل الجليدية" المتزامنة مع فترة الانهيار.

وأكّدت البيانات أن النهر كان لا يزال متصلاً بالصخور القاعية أثناء التراجع، ما يعني أن فقدانه للكتلة ساهم فعلياً في ارتفاع مستوى سطح البحر، بخلاف الأنهار العائمة التي لا يكون لتفككها تأثير مباشر.

ورُصدت تضاريس مشابهة لتلك التي تحت نهر هيكتوريا في العديد من أنهار القارة القطبية، وهو ما يدفع العلماء إلى دراسة احتمالات تكرار هذا السيناريو في مناطق أخرى.

وقال سكامبوس في ختام الدراسة: "تراجع هيكتوريا بهذه السرعة كان صادماً، إنه يفتح أعيننا على احتمال أن تتعرض أنهار أكبر لانهيارات مماثلة، مما قد يسرّع بشكل كبير من وتيرة ارتفاع مستويات البحار عالمياً."

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك محادثة