في القرية اليونانية ديستومو، نصب تذكاري يكرم الذين عانوا خلال فترة الاحتلال النازي. بعد سبعين عاما، أثينا تطالب برلين بدفع تعويضات الحرب التي لم
في القرية اليونانية ديستومو، نصب تذكاري يكرم الذين عانوا خلال فترة الاحتلال النازي.
بعد سبعين عاما، أثينا تطالب برلين بدفع تعويضات الحرب التي لم تدفع بعد. هل هو التزام أخلاقي أم ضغط سياسي؟
عن هذه المأساة، ايليني، تضيف قائلة:
“لو لم أهرب، لربما تمكنت من إنقاذ إحدى أخواتي لأنني كنت أكبر سناً. أخرجوا كل أفراد عائلتي وقتلوهم رمياً بالرشاشات . دماغ والدتي تحول إلى اشلاء تناثرت في الشارع .
جدتي هي التي كانت قد وجدتهم”.
في ذلك اليوم المشؤوم، وحدات SS، المنظمة التابعة للحزب النازي الألماني دخلت إلى المنازل، وقتلت 218 مدنيا يونانياً في ديستومو. العملية كانت ردا على هجوم المقاومة على الجنود النازيين. الناجون هربوا من الفظائع التي شملت النساء الحوامل والأطفال الذين قتلوا طعناً.
اليوم ديستومو هي رمز لمعاناة اليونان خلال فترة الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية.
معاناة الكثير من اليونانيين يقولون إن ألمانيا لم تتعرف بها رسميا ولم تدفع التعويضات.
كريستوس بابانيكولاو، عاش في ديستومو طوال حياته. انه أمين لهذا النصب التذكاري. جماجم القتلى هي الذكرى المؤلمة للمجزرة: على الرغم من مرور أكثر من 70 عاما، مذبحة ديستومو لا تزال راسخة في الذاكرة الجماعية للقرية. كريستوس بابانيكولاو، يقول: “حين كبرت، اعتقدت أن سكان القرية يقتصر على سيدات مسنات يرتدين اللون الأسود. الأمر استغرق سنوات عدة قبل أن نبدأ بسماع الضحكات والموسيقى هنا. كل مساء، يتجمع الأطفال الصغار و السيدات المسنات للذهاب إلى المقبرة .. “ كريستوس يقول ليس اليونانيين فقط بل الألمان أيضاً كانوا يأتون لزيارة النصب التذكاري. الألمان الذين يطلبون المغفرة. انه لا يلقي اللوم عليهم لكنه يؤكد على ضرورة تسوية تعويضات الحرب.كريستوس بابانيكولاو، يضيف قائلاً:
“لم يكن هناك اتفاق سلام مع اليونان وما حدث لم ينته بشكل قانوني. حتى وان دفعت ألمانيا بعض الأموال، فانها لم تدفع تعويضات للضحايا.”
كيلي ستاموليس، ابنة محامي ديستومو، تقول:
“انها قضية أخلاقية تتعلق بالمانيا بسبب سلوك النازيين ضد مواطنين يونانيين، الآن أقاربهم يطالبون بالتعويضات. عند حدوث مثل هذه الامور، أقل ما يمكن للمرء أن يقوم به
هو الاعتذار. هناك دائما مسألة التعويض التي تتعلق بالجانب الاخلاقي. لذلك، هناك التزام مشترك. ليس نحن من يقول هذا بل العدالة والقانون.”
مانوليس كليزوز في الثانية والتسعين من العمر، يحاول أن يثبت العكس.شارك في الحرب العالمية الثانية. في العام 1941، هو الذي أنزل العلم النازي الذي كان يرفرف على أكروبولوس . يناضل منذ عشرات السنين للحصول على تعويضات الحرب . الحزب الألماني اليساري الصغير دي لينكه، جزء من الأقلية التي تدعم هذا المشروع وجهت له دعوة للمجيء إلى هامبورغ.
مانوليس كليزوز، العضو اليوناني في البرلمان الأوروبي يقول: “لغاية الآن، مسألة تعويضات الحرب كانت مشكلة يونانية. حين أصبحت عضوا في البرلمان الأوروبي، تمكنت من جعلها مشكلة أوروبية. الآن، آمل أن تفتح هذه الرحلة الطريق لتصبح مشكلة ألمانية لأنني أعتقد حقا أن الحل سيأتي من الشعب الألماني “. في ألمانيا كما في الدول الأخرى للاتحاد الأوروبي، البعض يقول إن توقيت تعويضات الحرب يتزامن مع أزمة الديون اليونانية التي تبلغ 300 مليار يورو، أي أن المبلغ متقارب حقاً. مانوليس لا يوافق على هذا قائلاً: “اننا ضد فكرة الغاء مبلغ بمبلغ آخر. اننا لا نتحدث عن المبلغ نفسه . المبالغ ليست نفسها. انها دعاية لمحاولة تشويه مطالبنا.” الكثير من اليونانيين يعتبرون هذا بمثابة ظلم تاريخي. ظلم يولد الما يفوق ألم اللوم الموجه إلى المانيا التي تتحمل جزءاً كبيرا من مسؤولية تدابير التقشف التي فرضتها الترويكا. السؤال هو هل بالإمكان دمج الملفين ؟جورج تزوغوبولوس، المؤسسة اليونانية للسياسة الأوربية والخارجية، يقول:
“ هذا كان ضمن سياسة الحزب اليساري لحملة سيريزا التي سبقت الانتخابات للضغط على ألمانيا. بعد الانتخابات، تسيبراس نفسه ، بسبب الرأي العام، أراد
الضغط على ألمانيا. المهم هو أن نقول انه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة ميركل في برلين تسيبراس قال انها قضية أخلاقية فقط، وليست اقتصادية.
هذا يعد منعطفاً كبيراً في نهج رئيس الوزراء اليوناني بشأن تعويضات الحرب والاحتلال والقروض “.