أنبوب غاز "شرق المتوسط" في صلب محادثات إسرائيلية يونانية قبرصية
باستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كلا من الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسس تسيبراس، انطلقت الخميس، قمة ثلاثية، هي الخامسة بين الأطراف الثلاثة.
القمة التي شهدتها مدينة بئر السبع (جنوب إسرائيل)، وتحديدا في مقر هيئة الأمن السيبراني (الافتراضي)، عناوينها العريضة هي القضايا الإستراتيجية الإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بوضع خطط حول مد أنبوب غاز من إسرائيل باتجاه أوروبا.
وأكد نتنياهو، الخميس، التزام الدولة العبرية بالعمل على مشروع خط غاز بحري من حقول شرق المتوسط إلى أوروبا، مضيفا أن التوقيع على المشروع سيكون في اليونان خلال أشهر.
كما قال نتنياهو، خلال القمة: "اتفقنا على مد أطول خط غاز من شرق المتوسط لأوروبا، وسنوقع في اليونان خلال أشهر على اتفاق تشييد أنبوب غاز شرقي المتوسط سيكون الأطول تحت البحر".
وأضاف: "تحالفنا مع قبرص واليونان هو حجر أساس في استقرار منطقة شرق المتوسط".
إسرائيل لاعب مركزي؟
الحديث عن هذا الأنبوب لم يبدأ اليوم، بل جرى التباحث في المسألة مرات عدة من قبل، ويستهدف تحويل إسرائيل إلى لاعب مركزي في مجال الطاقة.
وقبيل القمة بيومين، نقلت صحيفة "سايبرس ميل" الإلكترونية عن السفير الإسرائيلي في قبرص، شوميل ريفيل، قوله "تمثل الطاقة جوهر مشاريع مشتركة محتملة من أجل النمو الاقتصادي في المنطقة".
وأضاف بشأن ما بات يعرف باسم "خط أنابيب شرق المتوسط": "إنه يمثل خيارا استراتيجيا للاهتمام المشترك لبلداننا، كمال الحال بالنسبة للبلدان الأوروبية".
أطول انبوب في العالم
وبحسب دراسة موسعة أجراها الباحث، **أنتوني فوسكولوس**، فمن المقرر أن يبدأ خط الأنابيب هذا من ليماسول (قبرص)، ثم يتجه جنوبا إلى المياه المصرية، ثم باتجاه مرتفع "فلورنس"، وهو نتوء في قاع البحر المتوسط يبلغ عمقه فقط 1900 مترا، قبل أن يتجه الأنبوب إلى كريت ثم اليونان فإيطاليا.
وسيبلغ طول الأنبوب 1,250 كيلومترا، ويمر عبر مياه تزيد أعماقها عن 3,000 متر. وستبلغ قدرة الأنبوب 10 مليار متر مكعب سنويا. وسيكون أطول أنبوب في العالم، ويتوقع أن يتكلف انشاؤه 15 مليار دولار.
وفي نفس السياق، أُعلن عن اتفاق شراكة مصري إسرائيلي، أيلول/سبتمبر الماضي، لشراء ما نسبته 39 في المئة من أسهم خط أنابيب غاز شرق المتوسط، على أن يبدأ تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر مطلع العام المقبل، 2019.
مجالات التعاون
وبالعودة إلى القمة الثلاثية، نشرت صفحة الخارجية القبرصية عدة تغريدات عبر تويتر، تضمنت مجالات التعاون بين البلدان الثلاثة، وشملت الأمن السيبراني والسياحة والتعليم والصحة ومحاربة الإرهاب والطاقة، وغيرها.
وتضمنت تغريدة أخرى تصريحا للرئيس أناستاسياديس، قال فيه: "نتشارك (مع إسرائيل واليونان) قيما ديموقراطية، بالإضافة إلى نفس المخاوف، لذلك، يزداد الاعتماد فيما بيننا من أجل المساعدة".
وزارة الخارجية الإسرائيلية هي الأخرى نشرت تغريدة، تضمنت صورا للقادة الثلاثة، ومرفقة بالقول: "إن نتنياهو وأناستاسياديس وتسيبراس ناقشوا تعميق التعاون الاقتصادي والأمني بين بلدانهم".
للمزيد على يورونيوز:
- القاهرة تكشف عن تكلفة خط غاز يصل بين قبرص ومصر
- نتنياهو: إتفاقية الغاز مع مصر ستدر المليارات على خزينة الدولة
وجدير بالذكر أنه قد تم اكتشاف أكثر من 900 مليار متر مكعب من الغاز في حقول بحرية قبالة سواحل شرق المتوسط، وفي 5 كانون أول/ديسمبر عام 2017، شهدت العاصمة القبرصية نيقوسيا اجتماعا وزاريا رباعيا بين قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا، حيث تم التوقيع فيه على مذكرة تفاهم بشأن خط الأنابيب.
كما تدرس إسرائيل أيضا بناء خط أنابيب إلى تركيا، حيث يشهد الطلب على الغاز نموا سريعا، رغم أن المشروع يبدو أنه تعثر في السنوات الماضية وسط توترات سياسية بين البلدين.