مهلة ستة أشهر لـ"بريكست".. مدّة طويلة للندن وقصيرة لبروكسل

مهلة ستة أشهر لـ"بريكست".. مدّة طويلة للندن وقصيرة لبروكسل
Copyright REUTERS/Susana Vera
Copyright REUTERS/Susana Vera
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بعد منتصف الليلة الماضية، يؤكد على أن المملكة المتحدة لن تغادر الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، لكنّه لا يعطي معلومات تفصيلية حول آليات التنفيذ والسيناريوهات البديلة.

اعلان

"مهلةُ ستة أشهر إضافية للخروج من التكتل، كان هذا هو الحلُّ الوسط لمعضلة التمديد لـ"بريكست" وهو ما توصّل إليه زعماء الاتحاد الأوروبي مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي لطالما طالبت بمدّة أقصر، فيما الطرف الأول، كان يريد التأجيل لمدّة أطول.

الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بعد منتصف الليلة الماضية، يؤكد على أن المملكة المتحدة لن تغادر الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، لكنّه لا يعطي معلومات تفصيلية حول آليات التنفيذ والسيناريوهات البديلة، وفي الوقت الذي أبدى التكتّل مرونة في التعاطي مع ملف "بريكست"، أعربت ماي عن تمسكّها بنيل موافقة البرلمان لشروط الانسحاب التي اتفقت بشأنها مع الاتحاد الأوروبي أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

الزيارة الخاطفة التي قامت بها ماي إلى برلين قبل يوم من القمّة الأوروبية الاستثنائية، يبدو أنها أسست للحلّ الذي تمّ التوصل إليه بين ماي وزعماء التكتّل، بشأن التمديد لـ"بريكست"، خاصة في ضوء تصريحات المستشارة أنجيلا ميركل يوم أمس عن وجوب منحِ بريطانيا وقتاً كافياً لدراسة خروجها من الاتحاد الأوروبي رغم أن التأجيل قد يكون أطول مما طلبته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وفق ما ذكرت ميركل.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقد أدْخلَ الزعماء في جدل دام ساعات على مأدبة العشاء، حيث خاض حملة منفردة تقريبا لإقناعهم بعدم إمهال بريطانيا فترة تصل إلى عام آخر، في موقف يعيد إلى الأذهان ما فعله الشهر الماضي عندما قرر زعماء الاتحاد إمهال ماي أسبوعين.

ورأى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك وآخرون أن إلزام ماي بقبول مهلة تتجاوز كثيرا موعد 30 حزيران/يونيو الذي سعت إليه قد يهز التأييد لاتفاقها بين المتحمسين بشدة للخروج من الاتحاد الأوروبي من داخل حزب المحافظين الذي تتزعمه خشية أن يؤدي التأجيل الطويل لتحول الرأي العام عن فكرة الانسحاب من الأساس.

لكن ماكرون أصر على أن السماح ببقاء بريطانيا في الاتحاد لفترة أطول يخاطر بتقويض مشروع التكامل الأوروبي الذي هو أحد أبرز أهداف الرئيس الفرنسي السياسية، مثيرا بذلك استياء بعض نظرائه، حسب ما ذكرت "رويترز".

وكانت النتيجة حلا وسطا يقضي بإمهال بريطانيا حتى 31 أكتوبر تشرين الأول للخروج سواء باتفاق أو بغير اتفاق شريطة أن تشارك بريطانيا في انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في 23 مايو أيار وأن تتعهد بألا تعرقل أي قرارات هامة للاتحاد قبل خروجها.

ماي وفي معرض تعليقها على تأجيل "بريكست" لستة أشهر، قالت: "لا زلت أعتقد أننا بحاجة لمغادرة الاتحاد الاتحاد الأوروبي بأسرع وقت ممكن وفق الاتفاق، ولمّا كان الاتحاد الأوروبي وافق على التأجيل، فإن هذا التمديد سيستمر إلى أن يتم المصادقة (في مجلس العموم البريطاني) على اتفاق الإنسحاب، وهو لطالما شكّل مطلباً رئيساً من زملائي القادة"، على حد تعبيرها.

وأضافت ماي أنّه إذا تمكت من نيل مصادقة برلمان بلادها على اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي خلال الأسابيع الأولى من شهر أيار/مايو، فلن يتعيّن حينها على المملكة المتحدة المشاركة في الانتخابات الأوروبية "وسنغادر الاتحاد الأوروبي يوم السبت الأول من حزيران/يونيو بشكل رسمي"، على حد قولها.

وإذا فشلت ماي في كسب تأييد المشرعين البريطانيين للاتفاق أو لم تشارك المملكة المتحدة في انتخابات البرلمان الأوروبي، فسيحدث خروج دون اتفاق في الأول من حزيران/يونيو القادم، والأمر الذي يستبعده المراقبون، في الوقت الراهن، على أقل تقدير.

للمزيد في "يورونيوز":

المصادر الإضافية • رويترز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هل ستطرح القمة الأوروبية الاستثنائية خارطة طريق لحلِّ أزمة "بريكست"؟

جموح خيول عسكرية وسط لندن يؤدي إلى إصابة 4 أشخاص ويُحدث أضرارا بوسائل النقل

دمار غزة يفوق بكثير دمار المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية