وفي غمرة التطورات المتعلقة بـ"بريكست" التي تشهدها بريطانيا، يواصل كامينغز خطف الأضواء، من خلال تصريحاته التي توطنُ قناعةً لدى المتابعين بأن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، أمرٌ لا ريب فيه.
منذ أن تمّ تعيينه مستشاراً كبيراً لرئيس الوزراء بوريس جونسون في شهر تموز/يوليو الماضي، سجّل دومينيك كامينغز حضوراً طاغياً في أروقة صناعة القرار البريطاني، هذا الأمر لم يلاحظه الإعلاميون فقط، وإنما أيضاً المشرّعون.
"إنك ودومينيك كامينغز، تعبثون بالبرلمان، وبشعب المملكة المتحدة، وبجميع الذين لهم حق التصويت في هذا البلد، إنك تلهو وتعبث.."، هذا ما قاله رجلٌ غاضب لجونسون أمام كاميرات التصوير في شارع ليدز يوم الخميس الماضي.
غريغوري راسبوتين
انتشرت صور كامينغز في وسائل الإعلام بزيّه الرسمي، وقميصه الأبيض ذو الياقة المجعدة، وأطلقت عليه الصحافةُ وصف "مهندس اللا الاتفاق"، كما ووصفته أيضاً بـ"السياسي سفنغالي"، وأطلقت عليه لقب "(غريغوري) راسبوتين" الذي عُرفَ بتأثيره على العائلة الحاكمة في روسيا إبان حكم القياصرة مما دفع القيصر إلى قتله والتخلص منه، وكان ذلك في العام 1916.
يقول كين كلارك، أقدم نائب في مجلس العموم، وأحد أعضاء حزب المحافظين الداعمين للبقاء في الاتحاد الأوروبي، ووزير سابق للمالية، يقول: "إن كامينغز يدير البلاد".
ويمضى كلارك إلى القول خلال تصريحات لقناة "نيوز4": إن القاصي والداني في وستمنستر، ومن ضمنهم الوزراء والمساعدون، يعلمون تماماً أن كامينغز هو المدير الحقيقي للحكومة.
التاريخ القديم والحديث
ينحدر كامينغز من مدينة دورهام شرقي بريطانيا، وهو ابن مدير لأحد المشاريع النفطية، درس التاريخ القديم والحديث في جامعة أكسفورد وتخرّج منها في العام 1994.
عُرف عن كامينغز براعته في إدارة الحملات السياسية والاقتصادية، كما في حملة "بيزنس فور ستيرلينغ" ضد انضمام المملكة المتحدة إلى منطقة اليورو في العام 1999، كما ويُطلق عليه في الأوساط السياسية لقب "مهندس بريكست"، ذلك أنّه أحد أهم قادة الحملة التي روّجت للخروج من الاتحاد الأوروبي.
عملَ كامينغز مع عديد من السياسيين البريطانيين، من ضمنهم زعيم حزب المحافظين السابق إيان دانكان سميث، ووزير الشؤون الحكومة مايكل جوف، وعلى الرغم من صلاته بحزب المحافظين، فإن كامينغز لم ينضم قط إلى حزب سياسي معيّن.
ذكيٌ وخاطفٌ للأضواء
وفي ملف شخصي الذي نشره حزب المحافظين في العام 2014 ، وصفه المؤلف أندرو جيمسون بأنه "ذكي جداً، من غير أن يكون متشدداً بشكل استثنائي" مشيراً إلى أنه من النادر أن يجذب المستشار الخاص أي اهتمام "ناهيك عن المبلغ الذي كان يتقاضاه".
وفي غمرة التطورات المتعلقة بـ"بريكست" التي تشهدها بريطانيا، يواصل كامينغز خطف الأضواء، من خلال تصريحاته التي توطنُ قناعةً لدى المتابعين بأن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، أمرٌ لا ريب فيه.
للمزيد في "يورونيوز":