Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

من اختصاصي تخدير إلى مجرم محترف.. السجن المؤبد لطبيب فرنسي قاتل

صورة تعبيرية لطبيب يسير في ممر وحدة الرعاية التلطيفية بالمستشفى العام في بولون سور مير، شمال فرنسا
صورة تعبيرية لطبيب يسير في ممر وحدة الرعاية التلطيفية بالمستشفى العام في بولون سور مير، شمال فرنسا حقوق النشر  Jean-Francois Badias/Copyright 2025 The AP. All rights reserved
حقوق النشر Jean-Francois Badias/Copyright 2025 The AP. All rights reserved
بقلم: يورونيوز
نشرت في
شارك محادثة
شارك Close Button

أظهرت التحقيقات أن دوافعه شملت رغبة قوية في السلطة والشعور بالنقص، حيث كان القتل بالنسبة له "أسلوب حياة" للتغلب على إحباطاته.

أدانت محكمة فرنسية طبيب التخدير فريدريك بيشييه، الملقب بـ"طبيب الموت"، بعد أن ثبت تورطه في تسميم 30 مريضاً عمداً وقتل 12 منهم خلال نحو عشر سنوات، أثناء عمله في عيادات خاصة بمدينة بسانسون شرق فرنسا.

وُصف بيشييه، البالغ من العمر 53 عاماً، من قبل زملائه سابقاً بأنه "نجم التخدير"، لكنه أصبح اليوم رمزاً لأحد أعنف الملفات الجنائية في تاريخ القضاء الفرنسي، وحكم عليه بالسجن المؤبد بعد أن وصفته النيابة العامة بأنه "أحد أكبر المجرمين في تاريخ القضاء الفرنسي".

دوافع القتل: السلطة، النقص والتسلط

خلال المحاكمة التي استمرت ثلاثة أشهر، كشفت النيابة العامة عن دوافع بيشييه المتعددة والمعقدة، ووصفته كريستين دو كورايس، المدعية العامة، بأنه "قاتل متسلسل شديد الانحراف"، اعتمد على العبث بأكياس الباراسيتامول وحقائب التخدير لتسميم المرضى، مما تسبب في نوبات قلبية قاتلة.

وأكدت المدعية العامة تيريز برونيسو أن بيشييه لم يكن طبيباً بمعناه الحقيقي، بل مجرماً استخدم الطب وسيلة للقتل، مشيرة إلى أن أعمار الضحايا تراوحت بين أربع سنوات و89 عاماً.

أظهرت التحقيقات أن دوافعه شملت رغبة قوية في السلطة والشعور بالنقص، حيث كان القتل بالنسبة له "أسلوب حياة" للتغلب على إحباطاته، كما تبين أن بيشييه كان يسعى أحياناً للظهور كبطل من خلال إنقاذ المرضى الذين سممهم بنفسه، وفي أحيان أخرى، كان يستهدف مرضى زملائه ليظهرهم غير أكفاء، محاولًا الإضرار بزملائه وتشويه سمعتهم.

إنكار المتهم وصمت العاطفة

نفى بيشييه جميع التهم طوال المحاكمة، قائلاً: "لم أسمم أحداً قط… أنا لست ساماً"، ووصف محامو الضحايا سلوكه بأنه خالي من المشاعر ويفتقر إلى التعاطف، فيما سلطت المحكمة الضوء على خلفيته الاجتماعية المرفهة، حيث نشأ في أسرة محترمة وكان يعيش في منزل كبير مع زوجته طبيبة القلب وثلاثة أطفال قبل أن ينفصل عنها.

عمل بيشييه في عيادتين خاصتين بين عامي 2008 و2017، حيث شهدت المرضى توقفات قلبية في ظروف مشبوهة، ولم يتم إنقاذ 12 منهم، وخلال التحقيق، فحص المحققون أكثر من 70 تقريراً عن "حوادث سلبية خطيرة"، وهو مصطلح طبي يشير إلى مضاعفات أو وفيات غير متوقعة.

ضحايا الطفولة: مأساة تيدي

أصغر ضحايا بيشييه، طفل يبلغ من العمر أربع سنوات يُدعى تيدي، نجا من سكتتين قلبيتن خلال عملية استئصال اللوزتين الروتينية عام 2016، قال والده، هيرفي هورتر تاربي، للمحكمة: "ما حدث لنا كابوس. وثقنا بالطب ونشعر بالخيانة"، وأضاف أن بيشييه استخدم الطفل كأداة "لتصفية الحسابات" بين الأطباء، مستهدفاً سمعة زملائه.

تيدي، الذي أصبح الآن في الرابعة عشرة، رفض الإدلاء بشهادته أو الوقوف في المحكمة بالقرب من بيشييه، لكن والده قرأ بياناً مكتوباً وصف فيه الصبي معاناته قائلاً: "أفهم أنه، عندما كنت في الرابعة، استخدم شخص ما حياتي لإحداث مشاكل. أخشى أن تظل آثار التسمم معي طوال حياتي".

البالغون المصابون.. حياة بعد الصدمة

لم يقتصر تأثير بيشييه على الأطفال، بل امتد إلى المرضى البالغين الذين يعانون حتى اليوم من آثار أفعاله، من بينهم ساندرا سيمار، التي خضعت لعملية روتينية للظهر عام 2017 وتوقف قلبها أثناء العملية بعد العبث بحقيبة التخدير.

قالت للمحكمة: "جسدي كله يؤلمني، كأنني أعيش في جسد شخص مسن"، مضيفة أن الشتاء والأوقات المسائية تزيد من معاناتها، لكنها ختمت شهادتها بالقول: "لا أستطيع الشكوى، على الأقل أنا على قيد الحياة".

وقالت محامية عدة ضحايا، مورغان ريتشارد، إن بيشييه استخدم المرضى كـ"ذخيرة مدفعية، كأسلحة" لتشويه زملائه الأطباء، الذين صُدموا من الأحداث السلبية غير المفسرة التي وقعت لمرضاهم، مضيفة: "لا أحد يمكنه تخيل أن يُقتل عمدًا على يد طبيب".

محاكمة بيشييه سلطت الضوء على واحدة من أكثر الحالات إزعاجًا في التاريخ الطبي الفرنسي، حيث تحول طبيب كان يعتبر قدوة في مجاله إلى قاتل متسلسل، تاركاً خلفه عشرات الضحايا وعائلاتهم في صدمة دائمة، وأظهرت كيف يمكن للطموح المفرط والرغبة في السيطرة أن تتحول إلى دافع للقتل.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك محادثة

مواضيع إضافية

أوروبا أمام اختبار حاسم.. استخدام الأصول الروسية المجمدة أم دعم أوكرانيا عبر القروض؟

منظمات حقوقية: اعتقالات تعسفية واعتداءات جسدية في المغرب قبيل انطلاق كأس الأمم الأفريقية

فرنسا تضيف الموسيقى الإلكترونية إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي الفرنسية