النائب الأوروبي دانيال كوهن بنديت: تركيا وأوروبا بحاجة إلى بعضهما البعض والتركيات لسن محجبات

النائب الأوروبي دانيال كوهن بنديت: تركيا وأوروبا بحاجة إلى بعضهما البعض والتركيات لسن محجبات
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

رئيس الحكومة التركي طيب رجب إردوغان لم يعد يُكثر الحديث عن ترشح بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
في المقابل، بدا النائب الأوروبي دانيال كوهن بنديت إنكشاريا بامتياز خلال ندوة “تركيا في أوروبا” التي عُقدت في “مركز كونغرس إسطنبول” يومي 01 و02 من الشهر الجاري.
خلال هذه الزيارة، حاول رئيس كتلة الخضر في البرلمان الأوروبي إنعاش الحلم التركي بالانضمام إلى أوروبا الذي ظهرت عليه بعض علامات الإحباط في الآونة الأخيرة.

مع ذلك، ما زال الخضر الأوروبيون يؤمنون بأن لتركيا مكانا في الاتحاد الأوروبي.
هذا ما يشرحه النائب كوهن بنديت لصحفي يورونيوز كريستوف مِيدُو مُونِيه…

يورونيوز:
دانيال كوهن بنديت، مساء الخير وأهلا بكم على قناة يورونيوز. نحن الآن على الضفة الأوروبية لنهر البوسفور. كيف تبدو لكم أوروبا من هذا المكان؟

دانيال كوهن بنديت:
من هذا الموقع، لِنَقُلْ إن أوروبا من الصعب فهمها. بمعنى أن تركيا أو جزءا من تركيا كان يحذوها أمل كبير في الانضمام إلى الاتحاد الأوروربي، والآن يسود انطباع بأن أوروبا تسد الطريق أمام التحاق تركيا بها. وكرد فعل، تراجعت حماسة تركيا لهذا المشروع، وهذا ليس أمرا جيدا.

يورونيوز: الجميع يعرف أنكم مع انضمام تركيا للاتحاد. هل تعتبرون أنفسكم حالةً في طريقها إلى الانقراض؟ دانيال كوهن بنديت:
لنقل إلى حد الآن المدافعون عن الانضمام يشكلون أقلية. لسنا حالة في طريقها إلى الانقراض بل حالة مهددة بالانقراض. لكن، إذا أمعنَّا النظر في الأهمية التي تكتسيها تركيا اليوم، الأهمية الدبلوماسية، وبالتالي السياسية، والأهمية الاقتصادية، يبدو لنا أن على أوروبا أن تطرح على نفسها أسئلة كثيرة، لأن العلاقات بين أوروبا وتركيا متداخلة بشكل متزايد، ولن نستطيع التراجع عن مسار الانضمام بمجرد الرد على الأتراك بـ: لا. لذا، أعتقد أن المستقبل سيكشف بأن أوروبا بحاجة إلى تركيا وأن تركيا بحاجة إلى أوروبا.

يورونيوز:
لكن، من الناحية السياسية، الفجوة تتعمق بين الرأي العام التركي والأوروبي وكذلك بين الطبقة السياسية التركية ونظيرتها الأوروبية.

دانيال كوهن بنديت:
أنا أعتقد….يمكن أن نقول نعم..في الظرف الحالي. لكن عندما ننظر إلى المهام التي تنتظرنا، كمشكلة الشرق الأوسط، ومشاكل التفاوض مع إيران، تبدو تركيا بحاجة إلى دعم أوروبي وأمريكي حتى تتمكن من مواصلة القيام بدورها. هذا الدور مُعترَفٌ به، لوجود مسار تفاوض مع أوروبا. في حال توقف المسار، لن تتمكن تركيا من القيام بهذا الدور. لهذا، أعتقد أننا سنعود خلال الأشهر المقبلة إلى أجواء أكثر هدوءا من أجواء اليوم.

يورونيوز:
على كلٍّ، مفاوضات الانضمام تشهد تعثرا…

دانيال كوهن بنديت:
المفاوضات تشهد تعثرا، إذن يجب…الآن هناك انتخابات في تركيا في يونيو/حزيران المقبل، لكن أعتقد أنه يجب حل مشكلة قبرص، لأن قبرص أكثر أهمية وهي من أبرز أسباب الانسداد. يجب إذن الدفع باتجاه فتح المفاوضات….لنقل إنه يمكن إقامةُ مبادلاتٍ اقتصادية مباشرة مع شمال قبرص، ولِيتحققَ ذلك، يجب على أوروبا أن تدفع باتجاه فتح الميناء والمطار في شمال قبرص. بعدها يفتح الأتراك المطارات والموانئ التركية أمام القبارصة اليونانيين. على تركيا أن تبذل جهدا آخر بتحديد جدول زمني لخفض عدد قواتها شمال قبرص. وهذا ممكن في حال وُجدتْ الإرادة السياسية. دورُنا هو الدفع نحو هذه الإرادة السياسية.

يورونيوز:
كيف يمكنكم شخصيا إقناع أيِّ مواطن بضرورة انضمام تركيا؟

دانيال كوهن بنديت:
فيما يخص المواطن…يجب البدء بإقناع السياسيين. بالنسبة للمواطن، يجب أن نشرح له بأن نظرا لعولمة المبادلات وعولمة الاقتصاد، أوروبا بحاجة إلى تركيا إذا كنا نريد أن تكون أوروبا قويةً وقادرة على ضبط اختلالات الاقتصاد والبيئة. أما فيما يتعلق بنزاعاتنا مع بعض البلدان الإسلامية ومع التطرف الإسلامي وغيرها، وبالنسبة للنزاع في الشرق الأوسط، يمكن لتركيا أن تقدم إسهاما نحن في حاجة إليه. هكذا يجب إقناع المواطنين.

يورونيوز:
هل يجب التخلي أيضا عن الأحكام المسبقة بخصوص ارتداء الحجاب؟

دانيال كوهن بنديت:
النساء التركيات لا يرتدين الحجاب، بل يرتدين غطاء الرأس. قبل خمسين عاما كانت النساء الفرنسيات في الأرياف يرتدين غطاء الرأس. إذن ليس حجابا بل غطاءً للرأس. التركيات لسن محجبات وإنما يضعن وشاحا على رؤوسهن.

أنا لا أرى بأن المشكلة تكمن في الحجاب، المهم هو ما يوجد في الرأس. وهو هل لدينا دولة علمانية؟ والنقاش في تركيا حول الدستور المقبل الذي سيتم إعداده بعد انتخابات يونيو/حزيران سيكون جوهريا.
الدولة التي تحمي جميع حريات الأشخاص، حرية المعتقدات، حرية عدم الاعتقاد بشيء، وحرية التوجه الجنسي، وهي الحريات الموجودة في ميثاق الحقوق الأساسية الأوروبية، هذا هو مستقبل تركيا بغطاء الرأس أو بدونه، لكن بدون حجاب. لا أحد يرتدي الحجاب في تركيا.

يورونيوز:
في الوقت الحالي، يبدو التاريخ الأوروبي التركي وكأنه في قلب دوَّامة. هل يمكن أن تتغير الأمور في المستقبل؟ إذا كان الجواب بنعم، متى سيحدث ذلك؟

دانيال كوهن بنديت:
أنا لا أقرأ الغيب. لكن، لا شك في أن الأمور ستتغير…
ستتغير، لأن المصالح المشتركة والالتزامات أعمق. متى؟ لا علم لي بذلك. لكن، يجب أن تتغير الأمور.
يتعين علينا من الناحية السياسية أن ندفع باتجاه إعادة فتح الفصول المتفاوَض عليها، ويجب أن يصبح إصدار القوانين في تركيا، كالقوانين النقابية مثلا، من صلاحيات مجلس النواب. وبعد انتخابات يونيو المقبل يجب أن يتحقق الانفتاح الدستوري في تركيا.

يورونيوز:
دانيال كوهن بنديت شكرا جزيلا.

دانيال كوهن بنديت:
العفو. إلى اللقاء.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة

أردوغان يتهم الغرب بازدواجية المعايير: أدانوا هجوم إيران والتزموا الصمت عند استهداف قنصليتها

أكثر من 40 شخصاً لا يزالون عالقين داخل عربات التلفريك في تركيا بعد يوم من حادث مميت