لم يعر الكثيرون بالاً لدخول الأرجنتين رسمياً مرحلة الركود، في خضم التوجس إزاء تبعات المعركة الحامية الوطيس بين حكومة بوينوس آيريس وصناديق التحوط التي تحتكم على السندات غير المرغوب فيها بعد إفلاس عام ألفين واثنين، والتي تطالب بالسداد بالكامل.
الاقتصاد الثالث في أميركا اللاتينية، كان قد تقلص منذ الثالث والعشرين من حزيران/يونيو بنسبة صفر فاصل ثمانية في المائة في الربع الأول من عام ألفين وأربعة عشر بعد ما سجل نسبة صفر فاصل خمسة في الربع الأخير من عام ألفين وثلاثة عشر.
العديد من المحللين يعزون الركود الاقتصادي بشكل كبير إلى خفض قيمة النقد بواقع عشرين في المائة في كانون الثاني/يناير، رافقه ارتفاع في أسعار الفائدة، مما أثر على الدخل وحفز التضخم، الذي يتوقع أن يصل إلى ما يقرب من أربعين في المائة بحلول نهاية العام الجاري.
التخلف عن السداد يطرح أسئلة حول المفاعيل المستقبلية على النمو والتضخم في الأرجنتين، حيث سيصل تقلص النشاط الاقتصادي إلى ثلاثة ونصف في المائة من واحد ونصف في المائة ، بينما يتفاقم التضخم إلى واحد وأربعين في المائة من أربعة وثلاثين ونصف في المائة.
الأرجنتينون يترقبون ما ستسفر عنه الجهود التفاوضية للحكومة، لكن إذا لم يتم التوصل الى اتفاق سريع مع الصناديق الدائنة المتعنتة، فإن البلاد ربما لن تكون في منأى عن فوضى اجتماعية وأحداث عنف شبيهة بتلك التي ضربتها في عام ألفين وواحد، بالتزامن مع الإفلاس الأول، والذي من المرجح ان يتكرر.
الانخفاض في النشاط الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، والتضخم، عوامل ستسهم مجتمعة في جعل المستقبل السياسي لحكومة الرئيسة كريستينا فيرنانديز ومن والاها بلا شك أكثر قتامة.
يورونيوز:
نرحب بالاقتصادي رافاييل دي جورنو من مصرف بروفيسيو في بوينس آيرس، والذي عمل محللاً في البنك المركزي الأرجنتيني ونائباً لمدير أمريكا اللاتينية في دويتشه بنك في نيويورك. مرحباً رافاييل.
رافاييل دي جورنو:
مرحبا، صباح الخير.
رافاييل دي جورنو:
حسنا، الواقع هو أن وكالات تصنيف المخاطر تعتبر الأمر تخلفاً. ولكنه مع ذلك ليس تخلفاً تقليدياً، بمعنى أن قدرة الأرجنتين على السداد متوفرة، ولكن هناك عائق قضائي يمنع المال من الوصول إلى حملة السندات .
يورونيوز:
يقال إن المصارف الأرجنتينية الخاصة في نهاية المطاف ستشتري ديون الصناديق الأمريكية. هل تتم هذه الصفقة برضا من حكومة الرئيسة فيرنانديز أم أنها مستقلة؟
رافاييل دي جورنو:
وفقا للرواية الرسمية، الحكومة من حيث المبدأ لا يمكن أن تجري مفاوضات مع الصناديق، وهي تحرص على أن لا تظهر على الورق في مثل هذه المفاوضات.
هذه المبادرة تبدو من جمعية المصارف الأرجنتينة، والتي حاولت التوصل إلى اتفاق مع حملة السندات بوضع المال في الضمان حتى نهاية العام، هذا عندما تنضج شروط تمنع تفاوض الأرجنتين مع الصناديق. إذا وافق الصندوقان فهذا سيسمح بالانتظار حتى نهاية العام، ثم سيسع الأرجنتين التفاوض مباشرة معها.
يورونيوز:
الاستثمارات ستفر من الأرجنتين الآن؟ وهل نحن ذاهبون نحو تفاقم الركود ومعاناة للسكان كما حدث مع إفلاس العام ألفين وواحد؟
يورونيوز:
إذاً، لن تكون لدينا مشاكل في أمريكا أو أوروبا بسبب الحالة الأرجنتينية؟
رافاييل دي جورنو:
كلا، لا أعتقد بسريان عدوى إلى دول أخرى بسبب التخلف في معنى أزمة في ميزان المدفوعات أو شح في احتياطيات الدولار. نعم هذا يمكن أن يولد أثراً على العملة، ولكن لا أعتقد أن هذا هو الحال .
يورونيوز:
نشكر الاقتصادي رافاييل دي جورنو من مصرف بروفيسيو على تحليل الوضع المعقد في الأرجنتين، والذي نأمل أن يرى حلاً. شكرا لك رافاييل.
رافاييل دي جورنو:
شكراً لكم.