الديكتاتور فرانكو يقسم الشارع الإسباني حتى وهو في قبره
أقرّ مجلس النواب الإسباني، الجمعة، قرارا اتخذته حكومة بيدرو سانشيز اليسارية، بنقل رفات الجنرال الديكتاتور فرانكو من ضريحه قرب العاصمة مدريد، الذي دُفن فيه عام 1975.
القرار نال موافقة 172 صوتا واعتراض اثنين وامتناع 164 نائبا عن التصويت، الأمر الذي يعكس الانقسام القائم في الشارع الإسباني، ويضيء على حجم الخلاف والتباين في الآراء بشأن الحرب الأهلية وإرث فرانكو.
القرار لاقى تأييد جميع الأحزاب السياسية باستثناء حزبين، الشعبي اليميني المحافظ وحزب "ثيودادانوس".
"الفريق" الأول يرى في ضريح فرانكو تمجيدا لديكتاتور لا يتماهى مع بلد استقرت فيه الديمقراطية منذ عقود، مقابل فريق ينتقد العجلة في اتخاذ القرار.
مكان للمصالحة
وكانت الحكومة الإسبانية قد أعطت الضوء الأخضر لنقل الرفاة في آب/أغسطس الماضي، إثر المصادقة على مرسوم ملكي لتعديل ما يعرف باسم "قانون الذاكرة التاريخية"، الذي أُقر في عهد رئيس الوزراء، آنذاك، خوسيه لويس ثاباتيرو، عام 2007.
القانون كان يعنى بتكريم ذكرى ضحايا الحرب الأهلية في البلاد، وضحايا ديكتاتورية فرانكو، على أن يتم الاعتراف بهم واستعادة الذاكرة التاريخية وتمريرها للأجيال القادمة.
أما التعديل، فأقر جعل الضريح مكانا للمصالحة بعد نقل رفاة فرانكو منه، كما هو الحال في المواقع التي كانت معسكرات اعتقال وإعدام في ألمانيا زمن النازية.
للمزيد على يورونيوز:
- إسبانيا ستخرج رفات الديكتاتور فرانكو من قبره.. فهل ستفتح معه جرحا غائرا؟
- فيديو: العثور على مقبرة جماعية تعود لحقبة فرانكو في إسبانيا
"وادي الشهداء"
وكان فرانكو قد شيّد ضريح "وادي فالن"، في ضواحي العاصمة مدريد، تقديرا لأولئك الذين سقطوا خلال ما سُمي بـ"الحملة الصليبية المجيدة" إثر إسقاط الحكومة الإسبانية الجمهورية الديموقراطية، خلال الحرب الأهلية (1936-1939).
وبني الضريح في واحدة من أكثر المناطق جذبا للسياح وإثارة للجدل في إسبانيا، "وادي الشهداء"، حيث ترقد بقايا رفاة أكثر من 30 ألف جندي.
وخُطط لبناء الضريح خلال الحرب، فيما تم البدء ببنائه عام 1940 حتى منتصف الخمسينيات، من قبل نشطاء مناهضين لفرانكو وجمهوريين يعملون قسرا.