وفد حكومة هادي في السويد لإجراء محادثات مع الحوثيين. المراقبون لا يعلقون آمالا كبيرة على تحقيق المباحثات اختراقا نوعيا وجَسْرا للهوة بين الطرفين المتصارعين في ظل عدم وجود ما يشي بانفراجة في العلاقة المتوترة بين السعودية وإيران والتي حولت اليمن إلى ساحة للحرب بالوكالة بين الدولتين
هل تكون السويد فأل خير على اليمن "السعيد"؟
في ما لايزال اليمنيون يرزحون تحت أتون الحرب الطاحنة التي حصدت أرواح أكثر من عشرة آلاف شخص منذ قرابة أربع سنوات، توجه وفد الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية إلى السويد يوم الأربعاء لحضور محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والتي تجمعهم بممثلين عن الحوثيين المدعومين من إيران.
هذه المباحثات بين الإخوة الأعداء تسعى من خلالها المنظمة الأممية لإنهاء حرب جلبت الانهيار الاقتصادي والمجاعة والمرض.
وقال مسؤول يمني إن الوفد الذي يمثل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا غادر العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في المحادثات التي تعد الأولى من نوعها منذ عام 2016.
وتقود السعودية والإمارات تحالفا يدعمه الغرب ويقاتل الحوثيين لإعادة ما تسميها بالشرعية المتمثلة في حكومة هادي وترغبان في إنهاء الحرب التي بدأت قبل أربع سنوات.
وقد أدت الخسائر البشرية والانهيار شبه التام في مؤسسات الدولة إلى تعالي الأصوات المطالبة بوقف الحرب المستعرة في أفقر دولة في الشرق الأوسط وهذا ما دفع أيضا إلى تصعيد الضغوط على الدول الغربية المتحالفة مع السعودية والإمارات لإيجاد سبيل لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ودفع ما يربو على ثمانية ملايين شخص إلى شفا المجاعة.
وقد كان للاستنكار والغضب اللذين رافقا جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية باسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول الأثر الكبير إلى عودة الاهتمام بحرب اليمن والتدقيق في أنشطة السعودية بالمنطقة.
ونجح مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن في تحقيق بعض إجراءات بناء الثقة ومن بينها إجلاء جرحى من الحوثيين لإقناع الجماعة بحضور المحادثات في السويد.
ووصل وفد الحوثيين إلى السويد يوم الثلاثاء بعدما غيابه عن آخر جولة محادثات في جنيف شهر سبتمبر أيلول.
وستركز جولة المحادثات الجديدة على الاتفاق بشأن خطوات أخرى لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالية. لكن المراقبين لا يعلقون آمالا كبيرة على تحقيق مباحثات السويد اختراقا نوعيا وجَسْرا للهوة الساحقة الموجودة بين الطرفين المتصارعين في ظل عدم وجود ما يشي بانفراجة في العلاقة المتوترة بين السعودية وإيران والتي حولت اليمن إلى ساحة للحرب بالوكالة بين الدولتين.