إيرلندا: نصف قرن على "الأحد الدامي" و"بريكست" ينكأ الجراح من جديد

إيرلندا: نصف قرن على "الأحد الدامي" و"بريكست" ينكأ الجراح من جديد
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

يُعدُّ "الاحد الدامي" علامة مميزة في مسار الإضرابات التي شهدتها ايرلندا الشمالية والتي استمرت مدّة ثلاثة عقود وأدت إلى مقتل 3500 شخصاً، تلك الاضطّرابات التي طواها اتفاق "الجمعة العظيمة" بين البريطانيين والإيرلنديين في العام 1998.

اعلان

نحو نصف قرن من الزمان مرّت على أحداث "الأحد الدامي" في إيرلندا الشمالية، حيث قتل 14 متظاهراً كاثوليكياً برصاص الجيش البريطاني في لندنديري، وادّعى الجنود بأنهم أطلقوا النار على أشخاص كانوا يحملون مسدسات وقنابل وهو ما نفته التحقيقات التي أجراها القضاء البريطاني لاحقاً.

وفي منتصف شهر حزيران/يونيو من العام 2010، أي بعد 38 على أحداث" الأحد الدامي" كشف رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون عن تقرير قضائي حول الحدث المذكور، هذا التقرير الذي استغرق إعداده 12 عاماً وكان الأكثر تكلفة في تاريخ بريطانيا اذ اقترب من 200 مليون جنيه استرليني (235 مليون يورو).

وعلى إثر التقرير تقدّم كاميرون باعتذار رسمي عن ما فعله الجيش البريطاني في الأحد الدامي، واصفاً الحدث بأنه "غير مبرر ولا يمكن تبريره"، وقوبل اعتذار كاميرون بالترحيب من جانب إيرلندا الشمالية وخاصة في مدينة لندنبيري، التي دارت في شوارعها رحى "الأحد الدامي".

ويعد "الاحد الدامي" علامة مميزة في مسار الإضرابات التي شهدتها ايرلندا الشمالية والتي استمرت مدّة ثلاثة عقود وأدت إلى مقتل 3500 شخصاً، تلك الاضطّرابات التي طواها اتفاق "الجمعة العظيمة" بين البريطانيين والإيرلنديين في العام 1998.

ووفق اتفاق "الجمعة العظيمة" تم تقاسم السلطة بين لندن ودبلن في إيرلندا الشمالية بين البروتستانت الذين يريدون الحفاظ أن تكون إيرلندا الشمالية جزءاً من المملكة المتحدة، وبين القوميين الكاثوليك الذين يريدون الانفصال عنها والانضمام إلى جمهورية إيرلندا.

الآن، وعلى وقع "بريكست" والاستعصاء الذي أحدثه في الماكينة السياسية البريطانية، يبدو أن مسار التطورات تتجه نحو تقويض اتفاق "الجمعة العظيمة"، حسب ما يرى المراقبون، الذين يحذرون من أن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي سيعيد من جديد تشييد المراكز الحدودية، مما يعطل حرية الحركة يبن شطري الجزيرة، لتبدأ بعدها السياسات والعلاقات الداخلية في إيرلندا الشمالية تتخذ اتجاهات مغايرة تماماً لمنحاها السلمي والديمقراطي الذي رسمته "الجمعة العظيمة".

ولا يستبعد المراقبون والمتابعون من أن ينكأ "بريكست" غير منظم الجراحَ في إيرلندا بشطريها، وأن يستعيد العنف حضوره في الجزيرة التي عاشت طوال عقدين في رحاب السلام والأمان.

للمزيد في "يورونيوز":

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: احتجاجات عارمة في شوارع لندن للمطالبة باستفتاء جديد على "بريكست"

ألمانيا تتحفظ على تمديد لـ3 أشهر وتقترح عقد قمّة أوروبيّة استثنائية حول "بريكست"

هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام روسية