شاهد: "مخيطُ ألم وخيطُ أمل".. أمينة وقصةُ لاجئة أفغانية في اليونان

شاهد: "مخيطُ ألم وخيطُ أمل".. أمينة وقصةُ لاجئة أفغانية في اليونان
بقلم:  Hassan Refaei
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

مضى ثلاثة أعوام على وصولها إلى اليونان، وها هي الآن، وقد بلغت الحادية والثلاثين من العمر، تجلس خلف ماكينة الخياطة، تصنع حقائب وإكسسوارات، والطريف في الأمر، أن المادّة الخام في هذه الورشة الصغيرة، هي القوارب المطاطية التي حملت اللاجئين وكذلك ستراتهم البرتقالية التي احتموا بها من غدر البحار.

اعلان

نزلوا من قاربهم المطاطي الأسود، واندفعوا إلى شاطئ في إحدى الجزر اليونانية، وقبل أن تطأ أقدامهم الرمالَ يخالُ للمرء أنّهم كتلة برتقالية، لكنّها، وعندما تغادر المياه لا تلبث أن تتشظى قبل أن تتلاشى.. إنّهم دفعة من اللاجئين انطلقوا من شواطئ تركيا وهبطوا جزيرة يونانية في طريقهم إلى الغرب الأوروبي، كان من بين أولئك اللاجئين سيدة أفغانية اسمها أمينة.

مضى ثلاثة أعوام على وصولها إلى اليونان، وها هي الآن، وقد بلغت الحادية والثلاثين من العمر، تجلس خلف ماكينة الخياطة، تصنع حقائب وإكسسوارات، والطريف في الأمر، أن المادّة الخام في هذه الورشة الصغيرة، هي القوارب المطاطية التي حملت اللاجئين وكذلك ستراتهم البرتقالية التي احتموا بها من غدر البحار.

أمينة عندما غادرت إيران قاصدة اليونان، لم يكن بحوزتها أية مستندات أو وثائق شخصية، سوى ذلك حلمها بالخلاص من واقع أليم، مضت في رحلة محفوفة بالمخاطر، لينتهي بها المطاف في ورشة الخياطة التي تستمد موادها الخام من مخلفات عمليات اللجوء، تلك المخلفات التي لا يجد المرء صعوبة في العثور عليها عند الشواطئ القريبة من الورشة.

تقول أمينة إنها أثناء قيامها بخياطة الحقائب والإكسسوارات، كثيراً ما تطفو على صفيح الذاكرة صورٌ تنتمي إلى "الأقات العصيبة" التي مرّت بها في أفغانستان مررواً بإيران وصولاً إلى عملية اللجوء التي حملتها إلى اليونان.

وتضيف: "في بعض الأحيان ينتابني شعورٌ بالحزن العميق عندما أقصّ سترات النجاة، ذلك أن الكثير من الأسئلة تباغتني؛ ما هو مصير من ارتدى هذه السترة؟!.. أهي فتاة؟ أم تراه فتى؟، أهي أمٌ؟ أم أنّه أب؟ وماذا حلّ بأطفالها أو أطفاله؟، هل نجوا أمّ أن البحر قد التهمهم كما الآلاف من أولئك الحالمين بالحرية والكرامة والأمن والاستقرار..".

أمينة كانت في الخامسة من عمرها عندما غادرت عائلتها أفغانستان نحو إيران بعد مقتل شقيقها في الحرب الأهلية التي شهدتها بلاد الأفغان، لكنّ السلطات الإيرانية، وفق ما ذكرت أمينة، منعتها من الذهاب إلى المدرسة.

في عام 2016 ، ركبت أمينة وعدد من اللاجئين القوارب المطاطية من شواطئ تركيا وأبحروا نحو جزيرة يونانية لينتهي بهم المطاف بالقرب من مطار أثينا السابق، حيث كان الطعام شحيحاً والعنف ظاهرة متفشية.

كان على أمينة، أن تغادر مربّع العجز، وأن تشقّ طريقها في هذه البلاد.. اختارت مهنة الخياطة، وأخذت تتابع مواد تعليمية مصوّرة حول هذه المهنة في الشبكة العنكبوتية، ولحسن الحظ أنها وجدت من يشاطرها هذا الحلم، تشاركت مفهم وافتتحوا ورشة للخياطة وبدأوا في صناعة منتجاتهم وفتحوا خطوط تسويق عبر الانترنت وكذلك من خلال منظمة ألمانية تعمل على دعم اللاجئين.

وتعرب أمينة عن فخرها بما أنجزته من نجاحات على صعيد العمل في هذه الصناعة التي توثّق لواحدة من أقسى الرحلات وأكثرها خطورة، تقول: أحياناً أفكر في الأشخاص الذي غرقوا في البحر، وأحاول أن أتكهن بالصورة الأخيرة التي شاهدوها أو الصوت الأخير الذي تناهى إلى مسامعهم، أو الفكرة الأخيرة التي تلاشت مع النفس الأخير..

أمينة تفتقد عائلتها، حيث أن والداها وشقيقتها يعيشون في ألمانيا، فيما هي حصلت على حق اللجوء في اليونان، حيث تزوّجت من مواطنها سبحان الذي وصل قبل ثلاث سنوات إلى اليونان.. سبحان كان في أفغانستان يعمل خيّاطاً ولعلّه هو من حثّ أمينة على إقامة ورشة الخياطة التي إن أردنا أن نطلق عليها اسماً لكان: "مخيط ألم وخيط أمل".

للمزيد في "يورونيوز":

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتقادات للحكومة اليونانية بسبب "القسوة" مع الحمير

مخرج ألماني يمشي من باريس إلى برلين لأجل اللاجئين الأطفال

مقتل 8 أشخاص في غارات جوية باكستانية داخل أفغانستان