نتنياهو يسابق الزمن من أجل البقاء.. وإسرائيل تنتخب للمرة الثانية في خمسة أشهر لتقرير مصيره

نتنياهو يسابق الزمن من أجل البقاء.. وإسرائيل تنتخب للمرة الثانية في خمسة أشهر لتقرير مصيره
Copyright 
بقلم:  Adel Dellal مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

فتحت صناديق الاقتراع في إسرائيل أبوابها أمام الناخبين للمرة الثانية خلال خمسة أشهر، في انتخابات تشريعية يسعى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تمديد فترة ولايته كرئيس للوزراء. وتمثل هذه الانتخابات تحديا قويا لنتانياهو من رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي أزرق أبيض.

اعلان

يتوجه الناخبون الإسرائيليون هذا الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع للمرة الثانية خلال خمسة أشهر للتصويت في الانتخابات التشريعية التي ستحدد إن كان سيتم التمديد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منصبه على الرغم من مزاعم الفساد ضده.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى التصويت بكثافة متوقعا نتائج متقاربة، وفق ما قال بعد الإدلاء بصوته في القدس.

وقال نتانياهو الذي حضر إلى مركز الاقتراع في القدس مرتديا بزة سوداء وقميصا أبيض وربطة عنق زرقاء ترافقه زوجته "الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال أمس إن نتائج الانتخابات ستكون متقاربة".

وأضاف "يمكنني أن أضمن لكم هذا الصباح أنها ستكون متقاربة جدا".

ويواجه نتنياهو، الذي يبلغ من العمر 69 عاما تحديا هو الأكبر في مسيرته لإعادة انتخابه، وإن كان خصمه هو نفسه كما في انتخابات أبريل-نيسان رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي أبيض أزرق.

في المقابل، دعا غانتس بعد إدلائه بصوته في مدينة روش هاعين (رأس العين) في وسط إسرائيل حيث يقيم، الإسرائيليين إلى رفض "الفساد" و"التطرف".

وقال "نريد أملا جديدا. نصوت اليوم من أجل التغيير"، مضيفا وقد وقفت زوجته الى جانبه "سننجح كلنا معا في الإتيان بأمل جديد، من دون فساد ومن دون تطرف".

ومع أن نتنياهو وغانتس هما اللاعبان الأساسيان، إلا أن أفيغدور ليبرمان، الذي شغل سابقا منصب وزير الدفاع وكان اليد اليمنى لنتنياهو قبل أن يتحول الى منافس له، قد يلعب دور صانع الملوك في حملته التي اعتمدت شعار "لجعل إسرائيل طبيعية من جديد".

وفتحت صناديق الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي أمام 6.4 مليون ناخب، وتغلق في تمام الساعة العاشرة مساء في معظم المناطق. وستصدر النتائج الأولية التي تعتمد على استطلاعات الخروج بعد إغلاق صناديق الاقتراع مباشرة، بينما تعلن النتائج الرسمية الأربعاء. ونشرت السلطات الإسرائيلية حوالي 18 ألف شرطي ورجال أمن ومتطوعين لتأمين العملية الانتخابية.

تقارب في استطلاعات الرأي بين نتانياهو وغانتس

وأشارت استطلاعات الرأي إلى سباق انتخابي شديد التقارب، حيث حصل كل من الليكود وأزرق وأبيض على 32 مقعدا لكل منهما في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.

وبعد فوز نتنياهو وحلفائه في الانتخابات الماضية، كلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين نتنياهو بتشكيل الحكومة، لكنه فشل في مهمته. ويعتبر فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي عقب انتخابات أبريل-نيسان كأكبر الهزائم في حياته السياسية. وقد فضل نتنياهو بعد أسابيع من المناقشات التوجه إلى إجراء انتخابات ثانية بدلا من المجازفة بطلب ريفلين من شخص آخر محاولة تشكيل الحكومة.

والخطر الذي يواجهه نتنياهو يتعدى البقاء رئيسا للوزراء، وهو منصب شغله لأول مرة ما بين عامي 1996 و1999، وأعيد انتخابه عام 2009 ليبقى على رأس الحكومة مدة 13 عاما، وهي أطول مدة يقضيها رئيس وزراء في منصبه في إسرائيل.

نتنياهو والمتاعب القضائية

ويرى كثيرون أنه في حال فوزه سيسعى إلى أن يمنحه البرلمان حصانة من المحاكمة، في الوقت الذي يواجه فيه احتمال توجيه اتهام إليه في قضايا فساد في الأسابيع المقبلة.

وقال المدعي العام الإسرائيلي إنه يعتزم أن يوجه تهما بالاحتيال والرشوة وخرق الثقة لرئيس الوزراء الذي ينتظر جلسة الاستماع في أوائل شهر أكتوبر-تشرين الأول بعد أيام فقط من الانتخابات. ولن يطلب من نتانياهو التنحي في حال اتهامه، فقط إذا ما أدين وبعد استنفاذ جميع الطعون.

وإدراكا للمخاطر، قضى نتنياهو الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية في محاولة لجذب القوميين اليمينيين، الذين يمثلون مفتاحا لإعادة انتخابه، لتعزيز الإقبال على التصويت بين صفوف قاعدته الانتخابية.

وشملت جهود نتنياهو إعلانه تعهدا مثيرا للجدل بضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، والذي يمثل ثلث مساحتها. وأطلق تحذيرات لا أساس لها حول سرقة الانتخابات عن طريق عمليات التزوير في صناديق الاقتراع في القرى والبلدات العربية. وقال منتقدوه إن خطابه بلغ حد العنصرية.

وأبرز نتنياهو في خطابه أيضا قضية النمو الاقتصادي في بلاده وعلاقاته مع زعماء العالم مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وحاول وصف خصومه بأنهم "ضعفاء" و"يساريين"، على الرغم من أوراق اعتمادهم الأمنية. وقال على موقع فيسبوك الإثنين: "هذا هو الخيار الذي أمامك: حكومتهم اليسارية أو حكومة يمينية قوية بقيادتي".

غانتس بديل لنتنياهو

أما خصمه غانتس الذي شغل في السابق منصب رئيس هيئة الأركان، فقد قدم نفسه في حملته الانتخابية كبديل مشرّف لنتنياهو. وتحدث مرارا عن رغبة نتنياهو في تشكيل ائتلاف مع أحزاب يمينية متشددة يمكن أن تساعده في طلب الحصانة من المحاكمة في البرلمان.

اعلان

ويقول غانتس إنه وائتلافه الوسطي أزرق أبيض الذي يضم ثلاثة رؤساء أركان عسكريين سابقين، يريد تشكيل حكومة وحدة تدعمها الغالبية العظمى من الإسرائيليين. وقال غانتس الإثنين: "نتنياهو يواصل نشر الاكاذيب الوقحة في محاولة يائسة لإنقاذ حكومته"، مضيفا: "إنه يكذب ويوبخ ويراوغ ويبث الفرقة".

أفيغدور ليبرمان

وتظهر استطلاعات الرأي اكتساب ليبرمان شعبية كبيرة بسبب حملته ضد الاحزاب اليهودية المتشددة التي تعتبر جزءاً مهماً من ائتلاف نتنياهو المخطط له.

ويتهم ليبرمان هذه الأحزاب بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على السكان العلمانيين في إسرائيل ويريد انتزاع تشريع ينهي إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية.

وحال ليبرمان دون تمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات أبريل-نيسان، بعدما رفض التخلي عن مطلبه المتعلق بالخدمة العسكرية لليهود المتشددين.

وليس من الواضح إذا ما كان ليبرمان سيصادق على نتنياهو رئيسا للوزراء مرة أخرى، وهو ما قد يكون كافيا للرئيس الإسرائيلي ليطلب من غانتس محاولة تشكيل حكومة.

اعلان

للمزيد:

نتنياهو يصف اتهامات الفساد "بحملة اضطهاد" سياسية الدوافع

نتنياهو يطلب في كلمة متلفزة مواجهة شهود الدولة في قضايا فساد ضده

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

انتخابات الكنيست الثانية 2019: نتنياهو يفشل في تأمين أكثرية حاكمة

مواجهة في الكنيست بين نتنياهو وأيمن عودة على خلفية قضية "كاميرات المراقبة"

البرلمان الباكستاني ينتخب شهباز شريف رئيسا للوزراء