وبينما تؤكد التقارير أن الحكومة البريطانية على وشك إطلاق حملة جديدة لمحاولة تأمين صفقة "بريكست"، فإن بروكسل تصرّ على أن "من مسؤولية المملكة المتحدة أن تقدم حلولا صالحة قانونيا تكون متوافقة مع اتفاق الانسحاب"
قال مصدر حكومي إن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، سيكشف النقاب، قبل حلول يوم الخميس القادم، عن خطة مفصّلة لخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي.
ونقلت "رويترز"، مساء أمس الاثنين، عن المصدر الحكومي أن الخطة التي يعتزم جونسون إطلاقها تتضمن كيفية تجنّب وضع حدود صلبة بين شطري جزيرة إيرلندا، علماً بأن الحدود الإيرلندية هي الحدود البرية الوحيدة الفاصلة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وتمتد على طول 500 كم وتشق الجزيرة بأكملها، ويمر من خلالها 200 طريق.
وتترد في الأوساط المقربة من الحكومة أن المملكة المتحدة قد تقترح سلسلة من المراكز الجمركية على جانبي الحدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا، بعيداً عن الحدود ذاتها.
وبينما تؤكد التقارير أن الحكومة البريطانية على وشك إطلاق حملة جديدة لمحاولة تأمين صفقة "بريكست"، فإن بروكسل تصرّ على أن "من مسؤولية المملكة المتحدة أن تقدم حلولا صالحة قانونيا تكون متوافقة مع اتفاق الانسحاب"، حسب ما يؤكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
للمزيد في "يورونيوز":
- مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" الذي اتبعه بوريس جونسون قد يكتب "نهايته التاريخية"
- جونسون يبشّر بإحراز "تقدّم هائل" بشأن بريكست وكاميرون يخرج عن صمته
- جونسون في أزمة: تعرف على سيناريوهات بريطانيا الخمسة في متاهة "بريكست"
- هل يناور جونسون في دبلن؟ أم أنه "تراجع ضمنياً" عن خطته في بريكست؟
"منطقة اقتصادية"
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، يوم أمس الاثنين، ليس مستبعداً أن تعتمد خطة جونسونة الجديدة على إنشاء "منطقة اقتصادية" تشمل أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، وهو ما سيسمح بمرور المنتجات الزراعية والغذائية بينهما دون إجراءات تفتيش عند الحدود التي يعدّ بقاؤها مفتوحة أمراً حيوياً ليس فقط على صعيد العلاقات السياسية والاقتصادية بين التكتل وبريطانيا وإنما أيضاً بالنسبة لسكان الجزيرة.
وسبق انتشارَ الأنباء عن "خطة جونسون الجديدة"، تصريحٌ لوزير المالية ساجد جاويد، بأن بلاده مستعدة "للاستفادة من زخم السياسة الاقتصادية" إذا ما اضطّرت بريطانيا إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، وهو أمرٌ يرفض جونسون اسبعاده، بل إنه ما انفك يردد في كل مناسبة أنه حريص على مغادرة المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وأنه لن يطلب تأجيلا جديدا للموعد المذكور.
ماذا تتضمن الخطة؟
في وقت متأخر من ليلة الاثنين، أفادت محطة البث الأيرلندية "أر تي إي" أن الحكومة توصلت إلى حل لما يسمى بـ "الدعم الإيرلندي"، من خلال إنشاء "مراكز التخليص الجمركي" على جانبي الحدود.
وتتضمن الخطة استخدام تقنية مثل أجهزة التتبع، وكذلك البيانات الجمركية التي يتم تنفيذها في المراكز، مع تقديم البيانات إلى سلطات الجمارك، فيما ذكرت التقارير |أن "داونينج ستريت10" ( مكتب رئيس الوزراء البريطاني) قال: إن الخطط لا تتضمن نقاط تفتيش.
وبناءً على ما تم تداوله في وسائل الإعلام البريطانية خلال الساعات الماضية، فيبدو أن المقترحات تشبه تلك التي سبق أن قدّمها حلفاء بوريس جونسون، الذين لطالما فضلوا استخدام التكنولوجيا كجزء من الترتيبات البديلة للحدود الصلبة، ومن شأن هذه الخطة أن تتجنب إشكالية الحدود عبر البحر الأيرلندي بين أيرلندا الشمالية وبريطانيا.
وتعدّ القضية الإيرلندية في صلب المفاوضات، بين لندن وبروكسل التي تشدد على ضرورة أن تقدم الحكومة البريطانية حلول بديلة عن "شبكة الأمان" الواردة في اتفاق "بريكسيت" الذي وقعته حكومة تيريزا ماي السابقة أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي والذي رفضه البرلمان البريطاني ثلاث مرات. وتهدف "شبكة الأمان" إلى تفادي عودة الحدود المادية داخل الجزيرة الإيرلندية مع إبقاء المملكة المتحدة ضمن "فضاء جمركي واحد" إذا لم يتم التوصل إلى مخرج آخر.