شاهد: عندما تتحول السجون والمدارس لمراكز إيواء لاستقبال النازحين في إدلب

طفال يجلسون بجوار منزلهم المدمر في قرية بريشا في محافظة إدلب، سوريا 2019
طفال يجلسون بجوار منزلهم المدمر في قرية بريشا في محافظة إدلب، سوريا 2019 Copyright ap
Copyright ap
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

تقول أم حاتم وهي إحدى السوريات النازحات من إدلب "لو كانت لنا الإمكانات، لكنا استأجرنا منزلا (...) ولكن نكاد لا نملك ما نقتات به".

اعلان

يلعب أطفال في باحة سجن مهجور، فيما يعمل الأهل على تقسيم غرفة ستأوي إليها عدة أسر، لم يجد هؤلاء مكانا آخر يذهبون إليه عقب فرارهم من أعمال العنف في شمال-غرب سوريا.

هم من بين مئات آلاف بدأوا العام الجديد بعيدا عن ديارهم الكائنة في مناطق تشهد معارك في إدلب.

يلجأ العديد منهم إلى المدارس والجوامع والأبنية قيد الإنشاء، وحتى إلى سجن مهجور، هربا من البرد والمطر.

في شهر كانون الأول/ديسمبر فقط، اضطر نحو 284 ألف شخص إلى الفرار من جنوب إدلب إثر اشتداد القتال، خصوصاً في مدينة معرة النعمان ومحيطها، وهي منطقة باتت شبه خالية من سكانها بحسب الأمم المتحدة.

وتقول أم حاتم (69 عاما) لفرانس برس، وهي إحدى الذين فروا من معرة النعمان برفقة ابنها، "استقرينا في المكان، برغم أنّه غير صالح للسكن".

وتشتكي من "عدم توفر المياه والكهرباء والضوء ... ومن أن الغرف ضيقة وخانقة".

"لا نملك ما نقتات به"

تساعد أم حاتم التي تلف نفسها بسترة من الصوف، على إفراغ شاحنة صغيرة تحمّل بعضا من أشياء منزلها: مرطبان محفوظة في مرطبان، دلاء بلاستيكية، وبساط.

تعرب عن أسفها إذ "لو كانت لنا الإمكانات، لكنا استأجرنا منزلا (...) ولكن نكاد لا نملك ما نقتات به".

وأمام مبان رمادية موحشة، وقف أطفال في دائرة في الباحة الموحلة، بينما كان آخرون يلهون بالكرات أو بشد الحبال.

وفي غرفة مظلمة لا يدخلها الضوء إلا من نوافذ صغيرة في أعلى الجدار، يقف رجل على سلم محاولاً تقسيمها بغطاء بلاستيكي.

كثفت قوات النظام وحليفتها روسيا وتيرة الغارات على محافظة إدلب الخاضعة بمعظمها لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وتنتشر فيها فصائل مقاتلة أخرى أقل نفوذاً، منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر، ما أسفر عن موجات نزوح.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان إنّه في ظل موجة النزوح الأخيرة، "يجري استخدام مبان عامة على غرار الجوامع والمرائب وصالات الأفراح والمدارس لإيواء العائلات".

وحذر من أنّ الأماكن المتاحة قد لا تكفي نظرا إلى حجم النزوح، ويعيش النازحون في المنطقة في مخيمات أو في حقول الزيتون على طول الحدود مع تركيا.

ap
أطفال يقفون بجانب منزلهم المدمر في قرية باريشا في محافظة إدلب، سورياap

المدارس تحوّلت إلى "مراكز إيواء" بعد توقف التعليم

تعلّق أسر الغسيل في باحة مدرسة تحوّلت إلى مأوى، تتقاسم المكان عشرات الأسر، بعدما أزيلت المكاتب المدرسية من الصفوف ووضعت مكانها بسط وفراش.

ويقول عبد السلام الأمين، وهو منسق منظمة إنسانية لمساعدة النازحين، إنّ المدارس تحوّلت إلى "مراكز إيواء للنازحين من مناطق المعرة وجنوب إدلب، وقد توقف التعليم".

في الأثناء، يعمل عبد القادر شوارغي في باحة السجن على قص شعر ولد جالس على لوح خشبي.

فرّ هذا الحلاق البالغ 29 عاما، قبل اسبوعين من القصف الذي كان يستهدف معرة النعمان. وهو يواصل عمله من داخل هذا السجن ليؤمن معيشة أسرته.

ومع حلول العام الجديد، يعرب عن تفاؤله، آملا في أن يعود النازحون إلى ديارهم.

اعلان

ويقول "لا يزال المستقبل أمام هؤلاء الأطفال، لا نريد لهم أن يعيشوا ما عشناه خلال الحرب... إن شاء الله، سيكون هذا العام الجديد نهاية الحرب في سوريا".

ap
مدنيون يحملون أغراضهم على عربات ويفرون من هجوم عسكري سوري في محافظة إدلب/ديسمبر 2019ap
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الموت يغيب ديفيد ستيرن العقل المدبر لعولمة الـ"إن بي إيه" عمر ناهز الـ 77

ترامب يدعو موسكو وطهران ودمشق إلى وقف "مذبحة المدنيين" في إدلب

تشييع ضحايا الغارة الإسرائيلية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق قبل نقل جثامينهم إلى إيران